دبي: فاروق فياض
تسير أعمال الإنشاء والبناء في موقع «أبتاون»؛ المنطقة الحرة الجديدة لمركز دبي للسلع المتعددة، بوتيرة متسارعة، والتي من المقرر أن تضم 8 أبراج متفاوتة الارتفاعات، لعل أبرزها؛ برج «أبتاون»، الذي افتتح مؤخراً بارتفاع أكثر من 340 متراً.
قال أحمد بن سليم، الرئيس التنفيذي الأول والمدير التنفيذي للمركز، في تصريحات صحفية، إن البرج يتألف من 81 طابقاً، وهو أحد المَعالم البارزة، التي يمكن رؤيته من الطرف الجنوبي لدبي، مشيراً في الوقت نفسه، إلى أن البرج المنجز، سيكون أقصر بكثير من نظيره الجديد المخطط إنشاؤه في «أبتاون»، رافضاً الكشف عن طوله الإجمالي، والذي من المتوقع أن يصبح أطول برج في المنطقة المحيطة.
وقال بن سليم: «ارتفع الطلب على المساحات السكنية والمكتبية والتجارية من الدرجة الأولى في دبي، في ظل وصول عدد الشركات المسجلة في المركز إلى نحو 25 ألف شركة، منها 3049 جديدة في 2023، وتعمل معظم هذه الشركات في قطاعات الألماس، والذهب، والطاقة، والكريبتو، والذكاء الاصطناعي، وweb3، والألعاب الإلكترونية، وغيرها الكثير من الأنشطة الأخرى.
وأشار بن سليم، إلى أن نسبة الإشغال المرتفعة في البرج، والذي يعد بمثابة نموذج للمكاتب العصرية ذات الطابع الفندقي، حيث شغلت فيه 31 شركة بالفعل 22 طابقاً من مساحات المكاتب التجارية من الدرجة الأولى، والتي تم تأجيرها قبل اكتمال بناء البرج، فيما يشغل فندق «سو/أبتاون دبي» 10 طوابق تضم 188 غرفة وجناحاً مصممة حسب الطلب.
مركز الكريبتو
أوضح بن سليم، أن مركز الكريبتو شهد نمواً عام 2024، ليضيف شركاء جدداً قيمين في النظام البيئي وقادة الصناعة كأعضاء جدد لتعزيز مكانته، باعتباره النظام البيئي المناسب للعملات المشفرة والويب 3 في المنطقة.
حيث يضم المركز، أكثر من 620 عضواً وشريكاً في المنظومة، بما في ذلك Bybit وSolana وbrinc، ما يجعله المركز الأكثر تأثيراً في مجال Web3 في المنطقة. ويأتي الأعضاء من جميع أنحاء العالم، مع تمثيل قوي من المملكة المتحدة والهند والإمارات وروسيا وألمانيا وإيطاليا وفرنسا والولايات المتحدة والصين وكوريا الجنوبية.
ويشمل الأعضاء الجدد، عام 2024، شركة Bitpanda، وهي شركة نمساوية متخصصة في مجال وساطة الكريبتو أنشأت مكاتبها في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في مركز الكريبتو التابع لـ«دبي للسلع المتعددة».
وتابع بن سليم، في نوفمبر/تشرين ثاني الماضي، «وقعنا مذكرة تفاهم مع CVVC كشريك للنظام البيئي، لإنشاء جسر للنظام البيئي بين دبي وزوغ في سويسرا، وفي وقت سابق من هذا الصيف، قمنا بضم «كوين تيليغراف»، أكبر قناة إخبارية على شبكة الويب 3 في العالم، كشريك للنظام البيئي».
وكان المركز و«بايبت»، اختتما النسخة الثانية من هاكاثون الشهر الماضي؛ حيث منحت 160 ألف دولار لخمس من أكثر شركات Web3 ابتكاراً، وركزت على الترميز والذكاء الاصطناعي والبنية الأساسية للويب 3 وبروتوكولات المعرفة الصفرية والهوية الرقمية وDePIN (شبكات البنية الأساسية المادية اللامركزية).
الألعاب الإلكترونية
ولفت بن سليم، إلى أن مركز الألعاب التابع لـ«دبي للسلع المتعددة» نما، ليضم 115 عضواً، ليقود المنطقة كواحد من أكثر النظم البيئية شمولاً لشركات الألعاب والرياضات الإلكترونية الناشئة والراسخة.
وانضم في 2024، 23 عضواً جديداً متخصصاً في الألعاب الإلكترونية، بما في ذلك GFAL (Games for a Living)، وشركاء النظام البيئي مثل Epiphany، وLevel Up، وArtisan Studios.
وكان مركز الألعاب، أكبر عارض في مهرجان دبي للرياضات الإلكترونية (GameExpo Summit)، وهو الآن عضو نشط في برنامج دبي للألعاب (DPG33). ويوفر المركز، إمكانية الوصول إلى رأس المال، من خلال شبكة قوية من الشركاء العالميين، ومجتمع يعزز التعاون، والموارد التي تهدف إلى الدعم والتوجيه، وهو منصة انطلاق مثالية في المنطقة لشركات الألعاب والرياضات الإلكترونية.
ذكاء اصطناعي
وحول الشركات العاملة في قطاع الذكاء الاصطناعي، قال بن سليم: «منذ إطلاقه في سبتمبر/أيلول الماضي، نما مركز الذكاء الاصطناعي التابع لنا ليضم أكثر من 60 شركة متخصصة في الذكاء الاصطناعي والروبوتات من جميع أنحاء العالم، بما في ذلك شركاء النظام البيئي المخصص مثل Builder.ai وAGCC وIBM. وتم إطلاق مركز الذكاء الاصطناعي، لتوفير نظام بيئي مخصص يدعم شركات الذكاء الاصطناعي. ويضم أعضاؤه قادة الصناعة في مجالات الذكاء الاصطناعي والروبوتات، بما في ذلك AMD وAutel Robotics وHikvision وLaipic. ويوفر المركز إمكانية الوصول إلى تقنيات الذكاء الاصطناعي، وتطوير برامج وتطبيقات مخصصة، وبرامج تسريع، ودخول السوق، والتوجيه، وتطوير المهارات، وفرص التواصل المهمة. وفي أكتوبر/تشرين الأول من هذا العام، اختتم المركز النسخة الأولى من تحدي الذكاء الاصطناعي العالمي، وهي النسخة المخصصة للاستدامة، والتي تلقت طلبات من جميع أنحاء العالم، وقمنا باختيار 5 من المتأهلين للنهائيات ومنحنا الفائزين الثلاثة الأوائل جائزة مالية قدرها 100 ألف دولار».
الألماس
وبيّن بن سليم، أنه خلال النصف الأول من عام 2024، تم تداول ما يقرب من 120 مليون قيراط من الألماس الخام والمصقول في الإمارات، وهو ما يمثل نمواً بنسبة 12% على أساس سنوي، من حيث الحجم، ما يعزز مكانة دبي مركزاً عالمياً في تجارة الألماس.
عملية كيمبرلي
وحققت دولة الإمارات، وفقاً لبن سليم، إنجازاً تاريخياً في 2024، باعتبارها الدولة الوحيدة في العالم التي ترأست عملية كيمبرلي للمرة الثانية. وفي إطار برنامجها «عام الإنجاز»، حققت الإمارات العديد من الإنجازات البارزة، من بينها عقد أول اجتماع عام بين الدورات العملية كيمبرلي، وقبول أوزبكستان كعضو رقم 60 في العملية، وإعادة قبول عضوية إفريقيا الوسطى، بعد حظر دام عقداً من الزمان، وإعداد دليل مفهوم رقمنة شهادات العملية على تقنية البلوكتشين.
الذهب
نتيجة للتحولات الكبيرة التي شهدها قطاع المعادن الثمينة، من المتوقع أن تصبح دولة الإمارات أحد أهم مراكز الذهب العالمية، في السنوات المقبلة.
حيث نشهد حالياً أحجاماً قياسية لتجارة الذهب في دولة الإمارات، متفوقة على المملكة المتحدة، لتصبح ثاني أكبر مركز للذهب في العالم عام 2023، الذي تجاوزت فيها الإمارات، المملكة المتحدة لتصبح ثاني أكبر مراكز العالم في تجارة الذهب، محققة 129 مليار دولار، خلف سويسرا.
وقال بن سليم: «يضم المركز أكثر من 1500 شركة ضمن منظومة المعادن الثمينة لديه، ويتمتع ببنية تحتية استثنائية للمعادن الثمينة، من خزائن المعادن الثمينة المصممة، حسب الطلب إلى شبكة تكرير كثيفة، وبورصة للمعادن الثمينة، ومرافق تصنيع المجوهرات».
أكبر سبيكة
شهد مؤتمر المعادن الثمينة، عام 2024، الكشف عن سبيكة ذهبية جديدة من قبل شركة «الإمارات للسك» دخلت موسوعة غينيس للأرقام القياسية تزن 300.12 كجم، وتتجاوز الرقم القياسي السابق الذي سجلته شركة ميتسوبيشي ماتيريالز كوربوريشن بوزن 250 كجم، ما عزز مكانة دبي مركزاً جاذباً للذهب والمعادن الثمينة.