أبوظبي: عدنان نجم
تحت رعاية كريمة من صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الإمارات، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، انطلقت أمس فعاليات الندوة العالمية الرابعة لـ«إيكاو» لدعم التنفيذ – (GISS25) والسوق العالمي للطيران المستدام GSAM، في فندق قصر الإمارات بأبوظبي.
وأكد عبدالله بن طوق المري، وزير الاقتصاد، ورئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للطيران المدني، أن تنظيم هذا الحدث في الإمارات يُبرز دعم بلادنا الراسخ لمنظمة الطيران المدني الدولي (إيكاو)، وجهودها في تعزيز استدامة قطاع الطيران على المستوى الإقليمي والعالمي.
وقال بن طوق: «في عام 2023، استضفنا أعمال المؤتمر الدولي الثالث للطيران والوقود البديل (CAAF 3)، في دبي، والذي رسّخ دور الإمارات مركزاً رئيسياً للحوار العالمي في مجال الطيران، ونجتمع هنا في أبوظبي لحضور منتدى دعم التنفيذ العالمي (GISS 2025) وسوق الطيران المستدام العالمي (GSAM 2025)، لنؤكد مجدداً مكانة الإمارات الرائدة في تعزيز التميز والابتكار والاستدامة في مجال الطيران».
وأضاف: «يأتي منتدى دعم التنفيذ العالمي هذا العام تحت شعار «الرحلة القادمة: الابتكار من أجل غد مستدام»، مسلطاً الضوء على الحاجة الملحة لتعزيز العمل الجماعي. لقد كان قطاع الطيران، على مدار عقود، محفزاً للتواصل العالمي والتقدم، لكنه اليوم يقف على مفترق طرق حاسم، حيث يتحتم عليه قيادة الجهود في مجالي الابتكار والاستدامة، لضمان مستقبل التنقل الدولي، ودعم النمو الاقتصادي والحفاظ على البيئة».
وتابع بالقول: «لطالما أدركت دولة الإمارات، بفضل توجيهات قيادتها الرشيدة، أهمية الابتكار ركيزة أساسية للتقدم، ومن خلال دمج الذكاء الاصطناعي لتحسين إدارة الحركة الجوية وتجربة المسافرين، وتطوير تقنيات تقلل الانبعاثات، نواصل إعطاء الأولوية لإنشاء أنظمة طيران أكثر ذكاءً وأماناً واستدامة. هذه الابتكارات ليست مجرد إنجازات تقنية، بل هي تجسيد لرؤيتنا في وجود نظام طيران مستقبلي قادر على مواجهة تحديات الغد».
عام المجتمع
وقال بن طوق في كلمته: «لقد وجه صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الإمارات، حفظه الله، بأن يكون عام 2025 هو «عام المجتمع» في دولة الإمارات، والذي يُمثل فرصة لتسليط الضوء على أهمية الإنسان كركيزة أساسية لأي تطور، وعلى أهمية الشراكة بين الحكومات والصناعات والمجتمعات، لتحقيق أهداف أكبر تصب في مصلحة الجميع، وهنا في دولة الإمارات، يتجلى هذا التوجه في استثماراتنا بالبنية التحتية للطيران، ودعمنا لبرامج بناء القدرات، التي تعزز دور الكفاءات البشرية، سواء من خلال دعم «الجيل القادم من العاملين في مجال الطيران»، أو من خلال الشراكات العالمية، التي تهدف إلى بناء مهارات جديدة ومبتكرة».
وأضاف: «من المهم ألا نعتمد على الابتكار وحده أن يحقق أهدافنا؛ إذ يجب أن تكون الاستدامة جوهر كل جهودنا، وهنا تتجلى أهمية سوق الطيران المستدام العالمي (GSAM 2025)، وهي فكرة رائدة انطلقت من دولة الإمارات، ونفخر بإطلاق نسخته الأولى هذا العام، ليكون منصة عالمية تترجم الطموحات إلى أفعال. ونسعى لأن يصبح GSAM حدثاً دورياً تحت مظلة «إيكاو»، يعزز دوره في دعم جهود المنظمة لإزالة الكربون من قطاع الطيران».
وقود مستدام
أوضح بن طوق أن سوق الطيران المستدام العالمي لعام 2025 يجمع نخبة من الوزراء وصانعي السياسات وقادة الصناعة ومبتكري الطاقة، مشيراً إلى أن هذا الحدث، يهدف إلى تعزيز إنتاج وقود الطيران المستدام (SAF)، وتسريع انتقال قطاع الطيران نحو تحقيق صافي انبعاثات صفرية.
وقال: «أثبتت الإمارات التزامها بهذا الهدف، من خلال تخصيص استثمارات كبيرة في أبحاث الوقود المستدام، والتعاون مع قادة الطاقة المتجددة العالميين، وإطلاق مبادرات رائدة في الطيران المعتمد على الهيدروجين، كما وضعت شركات الطيران والمطارات الرائدة لدينا معايير للحياد الكربوني».
وسلّط بن طوق الضوء على جهود دولة الإمارات في تطوير وتنمية قطاع الطيران، وجعله أكثر استدامة وتنافسية على المستويين الإقليمي والعالمي، ومن أبرز هذه الجهود استضافة الإمارات العام الماضي مؤتمر الأطراف COP28، والذي شهد الإعلان عن «الالتزام العالمي لوقود الطيران المستدام (SAF)، وهو اتفاق تاريخي لتعزيز استخدام الوقود المستدام في قطاع الطيران، ما يسهم في تحقيق الحياد المناخي بحلول عام 2050.
وذكر أن دولة الإمارات تعمل حالياً على تدشين مطار آل مكتوم الدولي، والذي سيكون أكبر مطار في العالم بإمكاناته الاستثنائية، حيث سيتعامل مع نحو 260 مليون مسافر، و12 مليون طن من البضائع سنوياً.
وقال: «يعد هذا المشروع أحد أعمدة «استراتيجية الإمارات» لتعزيز موقعها محوراً عالمياً للطيران، حيث سيوفر أحدث التقنيات والأنظمة الذكية، لضمان تجربة سفر سلسة ومستدامة، كما سيعتمد على بنية تحتية متطورة تدعم تشغيل الطائرات الحديثة منخفضة الانبعاثات، إلى جانب التوسع في استخدام مصادر الطاقة النظيفة، ما يعزز التزام الدولة بالاستدامة في قطاع الطيران».
النظر للمستقبل
لفت بن طوق إلى أنه: «في سياق النظر نحو المستقبل، يتجلى عامل حاسم لتحقيق الاستدامة من خلال بناء القدرات، فلا يمكن لأهدافنا أن تتحقق دون وجود قوى عاملة ماهرة تتمتع برؤية مستقبلية. ولهذا السبب، تدعم دولة الإمارات مبادرة «الجيل القادم من مهنيي الطيران» (NGAP) التابعة للإيكاو، وتفخر بدورها النشط في فريق العمل العالمي للمهارات في الطيران والفضاء (GAAST)، من خلال التعاون مع الدول والصناعات، لمعالجة قضايا الاستدامة من منظور الموارد البشرية».
وتابع بالقول:«لقد أطلقنا بالتعاون مع الإيكاو والجهات ذات الصلة برامج تدريبية متخصصة، وقدمنا منحاً دراسية، وأنشأنا منصات تهدف إلى تزويد الجيل القادم من مهنيي الطيران بالمهارات والمعرفة اللازمة، لمواجهة تحديات المستقبل. من خلال بناء قاعدة مواهب عالمية، مع اهتمامنا بعدم ترك أي دولة خلف الركب في هذه الرحلة التحولية».
وأكد إن الطريق إلى الطيران المستدام، يتطلب أكثر من مجرد وجود التكنولوجيا أو الأطر التنظيمية؛ فهو يستدعي التعاون والمسؤولية المشتركة والرؤية الجماعية كهذه الفعاليات الهادفة، منتدى دعم التنفيذ العالمي وسوق الطيران المستدام العالمي، فهي ليست مجرد منتديات، بل محفزات للشراكات والتعاون لوضع الحلول التي ستشكل مستقبل صناعتنا.
ودعا بن طوق إلى الاستفادة القصوى من الفرص المتاحة للحوار وتبادل المعرفة والعمل، وأن نتذكر أن التحديات التي نواجهها ذات نطاق عالمي، لكنها قابلة للتغلب عليها من خلال الوحدة والعزيمة، وتقف دولة الإمارات على أتم استعداد لدعم هذه المهمة بمواردها وخبراتها، والتزامها الراسخ بتعزيز الابتكار والاستدامة والتعاون.