بات المستثمرون في حالة دائمة من القلق بشأن الاقتصاد، الذي يتقلب بشكل شبه يومي تبعاً للعناوين المتصدرة الأخبار، وبحسب «بلومبيرغ»، فإن الصفقات الرابحة في الأسواق الناشئة، عام 2025؛ في الإمارات والشرق الأوسط وبعض مناطق العالم، تساعد المستثمرين على الصمود في وجه الأجندة التجارية للرئيس دونالد ترامب.
وحسبما ذكرت «بلومبيرغ»، فإن الطفرة التي تشهدها دبي، والنجاحات التي تحققها الصين في مجال الذكاء الاصطناعي والتوقعات الإيجابية المتزايدة لإعادة هيكلة الديون في فنزويلا ولبنان، تمثل صفقات انتقائية تحمي المستثمرين من مفاجآت السوق في ولاية ترامب الثانية؛ لأنها صفقات لا تعتمد على الصادرات إلى الولايات المتحدة أو خفض أسعار الفائدة أو ضعف الدولار.
موجة بيع
في حين شهدت مؤشرات الأسهم والسندات والعملات القياسية في الأسواق النامية، أفضل بداية منذ سنوات، إلا أن نهاية شهر فبراير/شباط شهدت موجة بيع، بسبب تهديدات ترامب الجمركية الأخرى.
وفي حين شهدت مؤشرات الأسهم والسندات والعملات في الأسواق النامية أفضل بداية لها، منذ سنوات، إلا أن نهاية فبراير جلبت موجة بيع، بسبب تهديدات ترامب الجمركية.
ولم تشهد أصول الأسواق الناشئة تغيراً يذكر، الاثنين، في ظل اندفاع الزعماء الأوروبيين لصياغة خطة لإنقاذ أوكرانيا عقب مواجهة علنية بين ترامب والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في البيت الأبيض؛ حسبما ذكرت الوكالة.
الدرهم والدولار
بالنسبة لمستثمري الأسهم، فإن الخطر الرئيسي، هو ارتفاع قيمة الدولار، الذي يؤدي إلى تآكل العائدات المكتسبة بالعملات المحلية، وهذا يجعل البلدان ذات العملات المستقرة أكثر جاذبية؛ وخاصة إذا كانت لديها احتياطيات قوية، لدعم ربط عملاتها وقصص النمو الديناميكية.
«نظراً لارتباط الدرهم بالدولار، فإن المستثمرين في سوق الأسهم الإماراتية غير معرضين لمخاطر الصرف الأجنبي، وهذه ميزة في ظل وضع شديد السيولة على مستوى العالم». ذلك ما قالته الوكالة، نقلاً عن كارل توهمي مدير صندوق في «تشاين كابيتال».
وقال خبراء في «ويلز فارجو» للأوراق المالية في نيويورك، إن العديد من دول الشرق الأوسط تشكل خيارات مثيرة للاهتمام، ويمكن لدولة الإمارات والسعودية وقطر على وجه الخصوص أن تعمل كملاذات آمنة، أو مواقع للمستثمرين لنشر رأس المال والانعزال عن مخاطر ترامب.
وصعد مؤشر البورصة في دبي إلى مستوى قياسي في فبراير/شباط، مع تدفق الوافدين إلى الدولة، ما عزز الطلب على كل شيء من المنازل إلى السيارات والخدمات المصرفية، وإلى جانب ربط العملة تحظى العديد من الشركات بدعم حكومي يضمن تدفق إيراداتها.
البحث عن فرص
نقلت الوكالة عن جيتانيا كاندهاري، نائبة مدير الاستثمار في «مورغان ستانلي» لإدارة الاستثمار: «على الرغم من كل هذه السلبية، يتعين علينا أن نبحث عن فرص في اضطراب أسعار السوق».
وتأتي هذه الأفكار في أشكال مختلفة؛ فعلى سبيل المثال ارتفاع الذكاء الاصطناعي، الذي حقق فيه المستثمرون في العام الماضي، شكّل بعضاً من أكبر العائدات في الأسواق الناشئة، من خلال مطاردة الشركات المحلية التي تحصل على دفعة من طفرة الذكاء الاصطناعي في الولايات المتحدة. وخير مثال على هذا الأمر الزيادة بنسبة 81% في أسهم شركة «تايوان» لصناعة أشباه الموصلات، التي تصنع الرقائق المستخدمة في تطبيقات الذكاء الاصطناعي.
وفي هذا العام يتخلص المستثمرون من أسهم الشركة، ويشترون مجموعة «علي بابا» القابضة، ما أدى إلى ارتفاع بنسبة 56% في الأسهم، التي تمثل أكثر من ثلثي تقدم مؤشر MSCI للأسواق الناشئة في عام 2025.
وتتمثل جاذبية المجموعة الرئيسية في أنها تركز على تبني الذكاء الاصطناعي محلياً في الصين، وليس على العائدات غير المباشرة من الولايات المتحدة.
وهذا يجعلها تحوطاً ضد تعريفات ترامب الجمركية، حيث ستواصل الصين الاستثمار في التكنولوجيا.
وإضافة إلى ذلك أبرزت «ديب سيك» نقاط القوة في البلاد بشكل مستقل عن الولايات المتحدة.
تحولات تجارية
وفقاً لبلومبيرغ، تركز إدارة الأصول لدى «مورغان ستانلي» على الاقتصادات ذات الحساسية المنخفضة للصادرات، ودورة الائتمان المحلية الجديدة، وإمكانية الاستفادة من التحولات التجارية العالمية، وقصص الإصلاح المستقلة.
كما أن الأهداف المفضلة لمدير الأصول، هي الشركات والدول في جنوب شرق آسيا التي تستفيد من تدفق رأس المال والتغيرات التجارية، وبعض مناطق أوروبا الشرقية، وبعض الأسواق في أمريكا اللاتينية وبعض الأسواق الحدودية الفريدة.
وفي أمريكا اللاتينية، تبرز البرازيل كدولة متفوقة، ليس فقط بسبب التقييمات المنخفضة وآفاق رفع أسعار الفائدة، ولكن أيضاً لأنها ليست كالمكسيك، ذلك البلد الذي يقع مباشرة في مرمى نيران قرارات ترامب التجارية والخارجية.