دبي: ملحم الزبيدي

سجل متوسط أسعار الوحدات السكنية (الشقق والفلل) في دبي، قفزة ملحوظة، خلال الفترة بين 2015 و2024 (10 سنوات) تراوحت بين 11 و145%، وفقاً لبيانات من شركة «أستيكو» العقارية.
وأشار التقرير إلى أن متوسط أسعار الشقق السكنية في المناطق الفاخرة في الإمارة، ارتفع بنسب تراوحت بين 11% في منطقة دبي مارينا من 1600 إلى 1775 درهماً للقدم المربعة، و57% في نخلة جميرا من 1720 إلى 2700 درهم للقدم المربعة. 
لا تزال الأسعار في مناطق ذوي الدخل المتوسط أقل ب 7% في المدينة العالمية من 700 درهم في 20215 إلى 650 درهماً للقدم المربعة في 2024، و15% في ديسكفري جاردنز من 850 درهماً في 2015 إلى 725 درهماً للقدم المربعة 2024، واستقرت في منطقة قرية جميرا عند 950 درهماً للقدم المربعة. وفي قطاع الفلل، صعد متوسط الأسعار بنسب تراوحت بين 27% في منطقة داماك هيلز 2 (منذ 2018) من 650 إلى 825 درهماً للقدم المربعة، و145% في دبي هيلز استيت (منذ 2018)، لكنها استقرت في قرية جميرا عند 950 درهماً للقدم المربعة.

عام 2015
بلغ السوق العقاري في دبي ذروته في الربع الثاني من عام 2014، ثم خضع للتصحيح بعد ذلك، بسبب مجموعة من العوامل مثل انخفاض نسب القرض إلى القيمة، وانخفاض أسعار النفط وقوة الدولار، في حين ظلت أسعار الإيجار مستقرة على نطاق واسع، حيث كان تسليم الإمدادات الجديدة أبطأ من المتوقع.
2016 - 2020
بين التقرير أن العامين 2016/2017 سجلا عددًا كبيرًا من إطلاق المشاريع، لكن الإصدارات الجديدة تباطأت بشكل كبير منذ عام 2018 إلى عام 2020، وزاد العرض السكني تدريجيًا على مر السنين، من 13750 وحدة تم تسليمها في 2016 إلى أكثر من 34000 شقة وفيلا، تم تسليمها في 2020، وعلى العكس من ذلك، انخفضت عمليات إكمال المساحات المكتبية الجديدة من 4 ملايين قدم مربعة إلى 2.34 مليون قدم مربعة، خلال نفس الفترة.
كما استمر العرض الإضافي في إحداث تأثير هبوطي على أسعار المبيعات ومعدلات الإيجار، مع انخفاضات ربع سنوية متوسطة بنسبة 2% إلى 5%، عبر جميع فئات الأصول.
وعلى الرغم من الضغوط الاقتصادية المطولة وتأثير كوفيد-19، كان معدل الانخفاض عام 2020، متوافقًا بشكل عام مع الأرباع السابقة، وأصبحت الحوافز التي يقدمها أصحاب العقارات مثل فترات الإعفاء من الإيجار، ودفع الشيكات المتعددة (حتى 12 شيكًا)، مقبولة على نطاق واسع في السوق.
وأدى التباطؤ في إطلاق المشاريع الجديدة وزيادة القدرة على تحمل تكاليف العقارات المكتملة، إلى ارتفاع أحجام المعاملات، نحو نهاية عام 2020، وأدى في النهاية إلى زيادة في عدد المستخدمين النهائيين والمشترين لأول مرة.
2021 - 2024
ذكر التقرير أن سوق العقارات في دبي شهد انتعاشًا أواخر عام 2020، مع اكتساب نشاط المعاملات زخمًا واستمراره في التسارع، حتى عام 2024. وتم تحفيز هذا النمو، من خلال مجموعة من العوامل، مثل التوسع الاقتصادي، وزيادة ثقة السوق وتطوير البنية التحتية والمبادرات الحكومية الاستباقية والإنفاق.
وخلال هذه الفترة، ارتفع معدل إطلاق المشاريع الجديدة وإكمالها بشكل كبير، ما أدى إلى زيادة ملحوظة في نشاط المعاملات، خاصة في قطاع البيع على الخارطة، الذي شهد أكبر نمو، كما تميز العام نفسه بزيادات كبيرة في الطلب ومستويات الإشغال وأسعار الإيجار، خاصة بالنسبة للمساكن من الدرجة الأولى.
وواكب القطاع التجاري هذا النشاط، واكتسب زخمًا كبيرًا في عام 2023، الذي استمر حتى الآن مدفوعًا، جزئيًا، بنقص واضح في مخزون المكاتب الجديدة.
على الرغم من المشهد الاقتصادي العالمي الصعب، أظهر اقتصاد دبي قدرة على الصمود وحقق نموًا مستدامًا. وقد تم تعزيز الاقتصاد من خلال المبادرات الحكومية الاستباقية، والتنويع الاستراتيجي، وبيئة السياحة والتجارة القوية، وقطاع العقارات المزدهر.

153 صفقة في الربع الرابع
حققت سوق العقارات السكنية الفاخرة في دبي مستويات غير مسبوقة، خلال عام 2024، مسجلة رقماً قياسياً جديداً في مبيعات المنازل التي تتجاوز قيمتها 10 ملايين دولار (36.7 مليون درهم)، وفقاً لأحدث تحليل صادر عن شركة الاستشارات العقارية العالمية «نايت فرانك». 
وبلغ إجمالي عدد المبيعات، التي تجاوزت 10 ملايين دولار في الإمارة، 435 صفقة، متجاوزاً الرقم القياسي السابق البالغ 434 صفقة، خلال عام 2023، ما يعزز مكانة دبي كأكبر سوق عالمي لمبيعات العقارات الفاخرة.
وكان أداء الربع الرابع لعام 2024 استثنائياً، حيث سجل 153 صفقة، وهو أعلى رقم فصلي مسجل لهذا القطاع حتى الآن.
الأكثر جذباً
بحسب «نايت فرانك»، لا تزال نخلة جميرا الوجهة الأكثر جذباً لمبيعات العقارات الفاخرة، حيث سجلت 127 صفقة، ما يمثل 29% من إجمالي الصفقات، بقيمة 2.3 مليار دولار، أي 32.5% من إجمالي قيمة المبيعات العقارية في دبي ضمن هذه الفئة.
أما نخلة جبل علي، فقد بدأت في جذب اهتمام المستثمرين بسرعة، حيث جاءت في المرتبة الثانية من حيث حجم المعاملات ب 36 صفقة، ما يعكس الطلب الكبير على العقارات الفاخرة المطلة على الواجهة البحرية، ومن المتوقع أن يتم تسليم أولى العقارات في نخلة جبل علي، بحلول عام 2027.
ومن حيث القيمة، جاءت تلال الإمارات في المرتبة الثانية، حيث سجلت معاملات بقيمة 514.5 مليون دولار، ما يعادل 7.3% من السوق الفاخرة. كما شهدت مناطق جزيرة جميرا باي ودستركت ون ودبي هيلز استيت أداءً قوياً، حيث استحوذت على 6.7% و6.6% و6.2% من السوق، على التوالي.
طلب الفلل
استحوذت الفلل على 68.5% من جميع صفقات العقارات الفاخرة، ما يعكس النمو القوي في هذا القطاع، لا سيما مع ارتفاع الطلب من قبل الأفراد ذوي الثروات العالية عالمياً، وللمقارنة، شكلت الفلل 52% من إجمالي مبيعات العقارات التي تجاوزت 10 ملايين دولار في عامي 2022 و2023.
وسجلت 52% من جميع مبيعات العقارات الفاخرة، لعام 2024 في السوق الأولية (عقارات تحت الإنشاء)، حيث استحوذ كبار المطورين الثلاثة (أمنيات ونخيل وإعمار العقارية) على 46% من هذه المبيعات، بنسبة 19%، و16%، و11% على التوالي.
انتعاش السوق
شهد السوق العقاري الفاخر، الذي يشمل مناطق نخلة جميرا وجميرا باي وجزر جميرا وتلال الإمارات، زيادة في متوسط أسعار البيع، خلال الربع الرابع لعام 2024، حيث بلغ 6,626 درهماً لكل قدم مربعة، بزيادة قدرها%6، مقارنة بالربع الرابع من عام 2023. 
واستمرت نخلة جميرا في السيطرة على السوق الفاخرة، حيث استحوذت على ثلثي الصفقات، بواقع 105 صفقات، وبلغ متوسط سعر البيع على النخلة 7,305 دراهم لكل قدم مربعة، مسجلاً ارتفاعاً بنسبة 15%، مقارنة بالربع الرابع لعام 2023.