ننشر لكم متابعينا الكرام تفاصيل: «كامكو إنفست»: «طلبات» علامة فارقة في تاريخ الشركات الناشئة بالمنطقة اليوم الثلاثاء 21 يناير 2025 04:06 مساءً
أصدرت كامكو إنفست، تقريرها عن منظومة التكنولوجيا في المنطقة والتي خلصت إلى أن توفر رأس المال في مراحل النمو بالإضافة إلى الإصلاحات التنظيمية تعد من العوامل الرئيسية في تحفيز هذا القطاع والاكتتابات العامة. وقال تقرير كامكو إنفست: يمثل التخارج الناجح لشركة ديليفري هيرو من تطبيق طلبات علامة فارقة هامة في تاريخ منظومة الشركات الناشئة في المنطقة، مؤكداً الإمكانية لتحقيق تخارجات تحقق عوائد مرتفعة لمستثمري المراحل الأولية. طلبات، وهي شركة ناشئة كويتية تأسست في عام 2004، تم الاستحواذ عليها من قبل ديليفري هيرو، الشركة الرائدة عالمياً في خدمات توصيل الطعام عبر الإنترنت، في عام 2015 مقابل حوالي 170 مليون دولار.
وفي ظل التطور السريع لمنظومة الاستثمار في الشركات الناشئة والمبتكرة، أو ما يعرف برأس المال الجريء، لا يُعتبر توفر رأس المال لدعم مراحل النمو المتقدمة للشركات الناشئة مجرد ميزة تنافسية، بل هو عامل أساسي ومحوري لدفع عجلة نمو هذه الشركات. ومع توسع الشركات وتطور الأسواق، يصبح الاستثمار في مراحل النمو والمراحل المتأخرة للشركات ضرورة للحفاظ على نموها المستدام وتوسعها، وخلق فرص جديدة للتخارج، ودعم عمليات الاستحواذ الاستراتيجية. يتجلى ذلك بشكل خاص في ظل تزايد عمليات الاستحواذ التي تنفذها الشركات الكبرى على الشركات الصغيرة سواء لدمج التقنيات المبتكرة من ضمن أعمالها أو توسيع نشاطها.
- تقديم الدعم
قالت دلال جمال الشايع، نائب رئيس أول للاستثمارات البديلة: «من خلال توفير رأس المال المناسب وتقديم الدعم لنمو الشركات الناشئة، يمكن للمستثمرين تحويل هذه الشركات الناشئة الواعدة إلى أهداف للاستحواذ أو مؤسسات جاهزة للاكتتاب العام. هذا بدوره يضمن استمرارية ودفع عجلة الابتكار ويخلق قيمة مضافة في المنظومة الاقتصادية. بالنسبة للشركات الناشئة، يساعد التمويل في المراحل المبكرة على تطوير المنتجات والدخول إلى أسواق جديدة، ولكن توافر التمويل في مراحل النمو يعد عامل أساسي لتوسيع العمليات، زيادة الإيرادات، تحسين التقييمات، وتأهيل الشركات للاستيفاء بمتطلبات الاكتتابات العامة أو الاستحواذات. بدون هذا التمويل الحاسم، قد تواجه حتى الشركات الواعدة خطر الركود، وعدم القدرة على المنافسة، أو الفشل في تحقيق إمكاناتها الكاملة.»
وقد شهدت منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تغيرات كبيرة في منظومة رأس المال الجريء خلال السنوات الأخيرة. تاريخياً، كانت فجوات التمويل تحد من نمو الشركات الناشئة، إلا أن دخول المستثمرين المؤسسيين وصناديق الثروة السيادية أدى إلى تسريع هذا النمو.
- السعودية والإمارات
وقد برزت المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة كرواد في هذا التحول، من خلال استراتيجيات التنويع الاقتصادي التي جعلت من الاقتصاد الرقمي محوراً رئيسياً. على سبيل المثال، شهدت السعودية خمس سنوات متتالية من نمو تمويل رأس المال الجريء بدعم من تطوير اللوائح التنظيمية التي تبنتها الحكومات، زيادة ثقة المستثمرين، واستقطاب عدد من الشركات الناشئة إلى المملكة. وبالمثل، ركزت الإمارات على ريادة الأعمال والتحول الرقمي، مما عزز مكانتها كوجهة رئيسية للاستثمار في التكنولوجيا.
جذب هذا الزخم المستثمرين الدوليين، حيث ارتفعت مساهمة رأس المال الأجنبي إلى 37% من إجمالي تمويل رأس المال الجريء في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا خلال الأشهر التسعة الأولى من عام 2024، مقارنة بـ 17% في نفس الفترة من عام 2023. ووفقاً لتقرير «ماجنيت»، زاد عدد المستثمرين في المنطقة من 116 إلى 196 خلال الفترة ذاتها.
ومنذ عام 2021، أدت الإصلاحات وزيادة الاستثمارات إلى نمو حجم الاستثمار في تمويل مراحل النمو. فقد ارتفعت حصة تمويل مراحل النمو من 14% في عام 2020 إلى 31% في عام 2021، لتصل إلى 41% في عام 2023.
ومع ذلك، فقد تباطأ نمو الاستثمار خلال الأشهر التسعة الماضية من عام 2024 بسبب التحديات الاقتصادية العالمية وارتفاع أسعار الفائدة. لكن من المتوقع أن يكون أداء الربع الرابع من عام 2024 أفضل، استناداً إلى تاريخه كأكثر الأرباع نشاطًا في المنطقة من حيث التمويل وابرام الصفقات.
- التخارجات والاكتتابات في قطاع التكنولوجيا
شهد قطاع التكنولوجيا في المنطقة زيادة ملحوظة في عدد التخارجات، مع هيمنة عمليات الاندماج والاستحواذ على المشهد، نظراً لعدم توافق الأسواق العامة مع الخصائص الفريدة لشركات التكنولوجيا. فعلى سبيل المثال، شهد قطاع التكنولوجيا في الكويت العديد من عمليات الاستحواذ البارزة في عام 2024، مثل الاستحواذ الجزئي من قبل بنك الكويت الوطني على شركة «يو بايمنتس»، واستحواذ شركة «فورتا أدفايزرز» على شركة «شاشة» بالإضافة إلى استحواذ شركة جدوى للاستثمار على حصة مؤثرة في تطبيق دبدوب في عام 2022.
وبينما تعد عمليات الاندماج والاستحواذ الوسيلة الأساسية للتخارج، فإن الاكتتابات العامة بدأت تشهد زخماً ملحوظاً، خاصةً في المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، بفضل الإصلاحات التنظيمية التي تبنتها هذه الدول. فقد ساهمت هذه الاصلاحات على زيادة حصول الشركات التكنولوجية على تمويلات في مراحل النمو من مستثمرين محليين متخصصين، مما ساعدها في توسيع أعمالها وتأهيلها إلى استيفاء متطلبات الادراج في الاسواق المالية. وهذا ما يسمح للمؤسسين بالتركيز على توسيع نشاط الشركات وتعظيم قيمتها للمستثمرين بدلاً من التسرع في التخارج بقبول عروض الاستحواذات في وقت مبكر.
يمثل هذا التحول منعطفاً مهماً في تطور منظومة رأس المال الجريء في المنطقة، حيث يتيح للشركات الناشئة في قطاع التكنولوجيا ادراج اسهمها في اكتتابات عامة ناجحة، والذي تجلى بوضوح في الاكتتابات الناجحة لشركتي رسن ونايس ون في السعودية وشركة طلبات في الامارات.
- رحلة «ديليفري هيرو» في «طلبات»
يمثل التخارج الناجح لشركة ديليفري هيرو من تطبيق طلبات علامة فارقة هامة في تاريخ منظومة الشركات الناشئة في المنطقة، مؤكداً الإمكانية لتحقيق تخارجات تحقق عوائد مرتفعة لمستثمري المراحل الأولية. طلبات، وهي شركة ناشئة كويتية تأسست في عام 2004، تم الاستحواذ عليها من قبل ديليفري هيرو، الشركة الرائدة عالمياً في خدمات توصيل الطعام عبر الإنترنت، في عام 2015 مقابل حوالي 170 مليون دولار.
وفي عام 2024، قامت ديليفري هيرو بتحقيق عائداّ كبيراّ من استثمارها من خلال طرح 20% من اسهم الشركة في سوق دبي المالي، بقيمة سوقية للشركة بلغت 10.6 مليار دولار عند الإدراج. وقد شهد الاكتتاب العام اقبالاً قوياً من المستثمرين الدوليين المحليين، ما جعله أكبر اكتتاب عام في قطاع التكنولوجيا في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لعام 2024، وأحد أكبر عشر اكتتابات عامة على مستوى العالم في 2024.
لا شك أن صفقة استحواذ ديليفري هيرو على تطبيق طلبات في عام 2015 كان بمثابة قصة نجاح بارزة في المنطقة أيضاً، وعاملاً محفزًا لإطلاق شركة جاهز، وهي منصة توصيل الطعام السعودية عبر الإنترنت. ولاحقاً أصبحت شركة جاهز أول شركة تقنية سعودية ناشئة تطرح أسهمها للاكتتاب العام في سوق نمو، السوق الموازي في المملكة العربية السعودية، في يناير 2022.
- تطوير لوائح الاكتتابات العامة في السعودية
سلط اكتتاب شركة جاهز الضوء على التحديات التي تواجهها الشركات الناشئة عند السعي لطرح اسهمها في الأسواق العامة الرئيسية. في ذلك الوقت، كان يتطلب من الشركات في السوق الرئيسي السعودي، تداول، تحقيق أرباح على مدى السنوات الثلاث التي تسبق الادراج، وهو شرط يصعب على الشركات الناشئة ذات النمو السريع تحقيقه. وعند طرح شركة جاهز للاكتتاب العام، لم تكن الشركة مستوفية للمتطلبات اللازمة للإدراج في سوق تداول، السوق الرئيسي في السعودية، مما أدى إلى إدراجها في سوق نمو (السوق الموازي).
استجابةً لهذه التحديات، أجرت هيئة السوق المالية السعودية سلسلة من الإصلاحات التنظيمية، حيث تم استبدال شرط متطلبات الربحية بمتطلب ضمان توفر رأس مال كافي لتغطية مصروفات الشركة والتزاماتها للـ12 شهرًا التي تلي الإدراج. كما تضمنت الاصلاحات الغاء شرط أن يكون مقر الشركة الرئيسي في السعودية لمدة لا تقل عن ثلاث سنوات، مع ضمان عدم وجود تغييرات جوهرية في نشاط الشركة الأساسي أو هيكل مساهميها خلال نفس الفترة.
- الاكتتاب العام لرسن: قصة نجاح إقليمية
حققت شركة رسن نجاحاً كبيراً بادراج اسهمها في السوق السعودي الرئيسي (تداول)، مما يعكس التطور الايجابي في منظومة رأس المال الجريء في المنطقة. حيث تمكنت شركة رسن من نمو أعمالها من خلال جمع جولات تمويل متعاقبة بدءاً من التمويل ما قبل التأسيس وصولاً إلى التمويل في مراحل النمو، وتمكنت من تقديم تخارج ناجح للمستثمرين من خلال طرح اسهمها للاكتتاب العام في السوق السعودي الرئيسي، تداول.
تأسست شركة رسن في عام 2016، وهي شركة ناشئة تعمل في مجال التكنولوجيا المالية في السعودية عبر منصتها تأميني، والتي تعد أكبر منصة تأمين الكترونية في السعودية. بدأت الشركة عملية الاكتتاب العام في مايو 2024 التي شهدت طلباً هائلاً تجاوز المعروض من الاسهم بـ 129 مرة، بقيمة بلغت 29 مليار دولار أمريكي مقابل طرح بقيمة 224 مليون دولار أمريكي. عند الادراج، بلغ سعر السهم 40.7 ريال سعودي، وارتفع لاحقاً إلى 83.6 ريال سعودي، مسجلاً زيادة بنسبة 100%، مما رفع قيمة الشركة السوقية إلى أكثر من مليار دولار.
- قصة نجاح الاكتتاب العام لشركة «نايس ون»
حققت أيضاً شركة «نايس ون» المتخصصة في التسويق الرقمي لمنتجات التجميل، شركة تجارة إلكترونية سعودية تأسست في عام 2017، نجاحاً كبيراً عند إدراج أسهمها للكتتاب العام في السوق السعودي الرئيسي (تداول) في 8 يناير 2025.
في ديسمبر 2024، أكملت الشركة عملية طرحاً عاماً لحصة تبلغ 30% من أسهمها بسعر 35 ريالاً سعودياً للسهم، مما منح الشركة تقييماً اجمالياً تجاوز 4.0 مليار ريال سعودي (1.0 مليار دولار). وعند الإدراج، ارتفع سعر السهم بنسبة 30% ليصل إلى 45 ريالاً، وهو الحد الأقصى لارتفاع أي سهم في يوم واحد، وارتفع لاحقاً ليصل إلى 49 ريال مسجلاً ارتفاعاً بنسبة 40% خلال اسبوع من الادراج.
- مستقبل مشرق: تمكين الموجة التالية من الاكتتابات العامة
أبرزت قصص نجاح اكتتاب شركات رسن، نايس ون وطلبات، أن الجمع بين التمويل المناسب والدعم التنظيمي الفعال يمكن أن يحول الشركات الناشئة إلى قصص نجاح إقليمية. فمن خلال معالجة الفجوات في البيئة التنظيمية وتوافر التمويل لدعم جميع مراحل نمو الشركات، يمكن للمنطقة أن تستفيد من إمكاناتها الكاملة لتصبح مركزاً للابتكار ومصدر أساسي لرؤوس الاموال، مما يمهد الطريق للجيل القادم من الشركات الناشئة من التأهل لطرح اسهمها للاكتتابات العامة.
وختمت الشايع: «وصلت منظومة الشركات الناشئة في المنطقة إلى نقطة تحول رئيسية. فمع زيادة تدفق رأس المال المخصص للنمو وتطبيق الإصلاحات التنظيمية التي تدعم الاكتتابات العامة، فإن المنطقة أصبحت في وضع تنافسي مميز يخولها من الحفاظ على الزخم وجذب الاستثمارات الدولية. وقد تم فعلاً تطوير نظام بيئي مهيأ نتج عنه اعلان أكثر من 13 شركة تكنولوجية عن خططها للسعي نحو ادراج اسهمها من خلال اكتتاب عام في العامين المقبلين. ولكن مع ذلك، يتعين على صانعي القرار الاستمرار في تحسين البيئة التنظيمية لتمكين الشركات الناشئة من التوسع والنمو والوصول إلى الأسواق العامة دون عقبات.»
يذكر بأن هذا المقال: «كامكو إنفست»: «طلبات» علامة فارقة في تاريخ الشركات الناشئة بالمنطقة قد تم نقله من مصدره صحيفة الخليج وقد قام فريق وكالة Mea News بمراجعته والتأكد منه وربما تم تعديل بعض الأخطاء إن وجدت أو تم نقله كاملاً او تم اقتباس جزء منه ويمكنك قراءة هذا الموضوع او متابعته من مصدره الأساسي. وفي الختام نتمنى أن نكون قد قدمنا لكم عبر وكالة Mea News تفاصيل كافية عن «كامكو إنفست»: «طلبات» علامة فارقة في تاريخ الشركات الناشئة بالمنطقة.
0 تعليق