بطولة كأس الخليج العربي، التي انطلقت في العام 1970، تُعد واحدة من أبرز البطولات الإقليمية التي تجمع الأشقاء من دول الخليج العربي تحت مظلة المنافسة الرياضية.
مع إعلان الاتحاد الخليجي لكرة القدم عن إسناد تنظيم النسخة السابعة والعشرين من البطولة إلى المملكة العربية السعودية في سبتمبر 2026، تعود الأضواء مجددًا إلى تاريخ استضافات السعودية للبطولة وسجل الدول المستضيفة منذ انطلاقها.
السعودية واستضافة بطولة كأس الخليج
تُعتبر المملكة العربية السعودية من الدول التي تركت بصمة واضحة في تاريخ البطولة، سواءً على مستوى المنافسات أو التنظيم.
وقد استضافت السعودية البطولة ثلاث مرات سابقة، وتحديدًا في الأعوام:
خليجي 2 – 1972:
كانت المرة الأولى التي تستضيف فيها السعودية البطولة، حيث أقيمت النسخة الثانية في المملكة.
تميزت البطولة بتنظيمها المميز وبروز المنتخب السعودي كقوة واعدة في كرة القدم الخليجية.
على الرغم من عدم فوز السعودية باللقب، إلا أن هذه النسخة كانت البداية الحقيقية لمشاركتها الفاعلة في المنافسات.
وتوج المنتخب الكويتي باللقب بفارق الأهداف عن الأخضر.
خليجي 9 – 1988:
المرة الثانية التي استضافت فيها المملكة البطولة، إذ أقيمت النسخة التاسعة من البطولة في المملكة.
وكعادة المملكة كان التنظيم رائعًا، ولكن لم يقدم نجوم الأخضر المستوى المنتظر منهم.
وتوج المنتخب العراقي باللقب، بعدما تصدر الترتيب برصيد 10 نقاط، وجاء منتخب الإمارات بالمركز الثاني برصيد 8 نقاط، ثم الأخضر الثالث بـ7 نقاط فقط.
خليجي 15 – 2002:
بعد 14 عامًا من استضافة النسخة التاسعة، عادت البطولة إلى الرياض في نسختها الخامسة عشرة.
تميزت هذه البطولة بالتنظيم عالي المستوى الذي عكس تطور البنية التحتية الرياضية في المملكة، حيث استضافت مدينة الملك فهد الرياضية في الرياض الحدث.
ونجح الأخضر السعودي في التتويج باللقب على أرضه، وهو إنجاز أضاف المزيد من البريق لهذه النسخة.
خليجي 22 – 2014:
استضافت الرياض النسخة الثانية والعشرين من البطولة، والتي شهدت تنافسًا كبيرًا بين المنتخبات الخليجية.
وأقيمت المباريات على ملعب الملك فهد الدولي وملعب الأمير فيصل بن فهد، وجذبت البطولة اهتمامًا جماهيريًا واسعًا.
وعلى الرغم من أن اللقب ذهب للمنتخب القطري، إلا أن التنظيم السعودي حظي بإشادة كبيرة من المتابعين.
خليجي 27 في السعودية: آفاق جديدة للتنظيم
إسناد تنظيم خليجي 27 للمملكة العربية السعودية يعكس الثقة الكبيرة التي يوليها الاتحاد الخليجي لكرة القدم للإمكانات التنظيمية والبنية التحتية المتطورة التي تمتلكها المملكة.
ومن المتوقع أن تشهد البطولة نقلة نوعية في جوانب التنظيم والتقنيات المستخدمة، مع تطلع المملكة إلى تقديم حدث رياضي يليق بمكانتها الرائدة في المجال الرياضي الإقليمي والدولي.
سجل الدول المستضيفة لبطولة كأس الخليج عبر التاريخ
منذ انطلاق البطولة في البحرين عام 1970، تنقلت استضافتها بين دول الخليج لتتيح لكل دولة فرصة تقديم أفضل ما لديها من تنظيم وبنية تحتية.
وفيما يلي سجل الدول المستضيفة للبطولة حتى الآن:
الكويت: استضافت البطولة 5 مرات (1974، 1990، 2003، 2017، 2024).
السعودية: استضافت البطولة 4 مرات (1972، 1988، 2002، 2014).
البحرين: استضافت البطولة 4 مرات (1970، 1986، 1998، 2013).
قطر: استضافت البطولة 4 مرات (1976، 1992، 2004، 2019).
الإمارات: استضافت البطولة 3 مرات (1982، 1994، 2007).
العراق: استضافت البطولة 3 مرات(1979، 2023).
عمان: استضافت البطولة مرتين (1984، 1996، 2009).
اليمن: مرة واحدة (2010).
السعودية ورؤية رياضية طموحة
وتعد استضافة البطولة هي أحد اختبارات المملكة، قبل استضافة الحدث الأكبر وهو كأس العالم 2034، بعد الحصول على حق تنظيمه بشكل رسمي من جانب الاتحاد الدولي “فيفا”.
استضافة خليجي 27 تأتي في سياق رؤية المملكة العربية السعودية 2030، التي تسعى إلى تعزيز حضور المملكة في مختلف المجالات، بما فيها الرياضة.
تُعد هذه الاستضافة فرصة لتأكيد قدرة المملكة على تنظيم البطولات الكبرى، خاصة بعد نجاحها في استضافة أحداث رياضية عالمية مثل فورمولا 1، السوبر الإسباني، والملاكمة.
ترقب خليجي 27
مع بدء العد التنازلي لاستضافة السعودية لبطولة خليجي 27، تتجه الأنظار إلى التحضيرات التي ستقوم بها المملكة لضمان نجاح هذه النسخة.
التاريخ يعيد نفسه، والسعودية تثبت مجددًا أنها قادرة على تنظيم بطولات استثنائية تترك أثرًا عميقًا في ذاكرة الكرة الخليجية.