ننشر لكم متابعينا الكرام تفاصيل: ثلاثة وخمسون عاماً من الشموخ اليوم الأحد 1 ديسمبر 2024 10:33 مساءً
قبل ثلاثة وخمسين عاماً، كانت هذه الأرض الشاسعة، مناطق متفرّقة، لكن حكمة الراحل المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، وإخوانهما الحكام، رحمهم الله جميعاً، ورؤيتهم الثاقبة لمستقبل هذه الأراضي التي كانت صحارى قاحلة، جعلتهم يعقدون العزم على تأسيس دولة أصبحت بعد هذه العقود الخمسة منارة للدول والحداثة ومثالاً يحتذى في نهجها الإنساني.
القرار التاريخي في الثامن عشر من يوليو عام 1971، بتوقيع «وثيقة الاتحاد» ودستور الإمارات، والذي أُعلن فيه بيان الاتحاد والاسم الرسمي لدولة الإمارات العربية المتحدة، كان خطوة نحو طريق طويل حافل بالعمل والجهد والتعب، ليكون يوم الثاني من ديسمبر من العام نفسه، عام 1971، إعلان قيام اتحاد الإمارات.
هذا التوقيع وهذا الدستور كان منهجاً عميقاً بعيد الرّؤى لدولة كان هدفها الأسمى والأعلى هناء مواطنيها وأمانهم وراحتهم، وتحويل هذه الأراضي القاحلة، جناناً خضراً وارفة، ومساحات شاسعة تضمّ كل ما يضفي عليها عناوين الحضارة بكل أبعادها من عمران وطرق وشوارع ومؤسسات لكل تفاصيل الحياة، بدءاً من الأساسيات: الأمان والأمن والغذاء والصحة والعلم والرفاه والسعادة.. فضلاً عن بناء أرقى المنشآت التي تُعنى بخير الناس.
ثلاثة وخمسون عاماً، من المنجزات التاريخية الحافلة، والأعوام المقبلة بآمالها وتطلعاتها، تزخر بالكثير، فما بين ماضٍ يبعث على الفخر، ومستقبل يزخر بالإنجاز، الحاضر مملوء بالتحديات والفرص، وهذا قدر الدول الناجحة والمتطلعة إلى أن تبقى دائماً برسم النجاح والأمل.
أكثر من نصف قرن عمر اتحاد الإمارات دولة حديثة متّحدة، شكّلت نجاحاً استثنائياً وتاريخياً يختلف عن كل التجارب المماثلة التي لم تستطع تحقيق الحلم والحفاظ على المنجز. أما الإمارات وقياداتها التي هي مكوّن «الاتحاد»، فهي أقدم بمئات السنين، وأحداث التاريخ الموثقة وشخصياته المعروفة شاهدٌ على ذلك. وأما وجود الإنسان على أرض الإمارات، فهو عريقٌ لآلاف السنين، تدل عليه المستحثّات وعلم الحفريات والزمن الجيولوجي، وبعض الاكتشافات الحديثة في جزيرة «مروح» في أبوظبي وغيرها تتحدث عن 7500 عام، ووجود الحياة والنبات إلى ملايين السنين في منطقة «ليوا».
حقائق التاريخ حاسمة ومعطيات العلم قاطعة، حيث لا اجتهاد ولا تزيّد، بل معطيات محايدة، غير أنها تثبت بما لا يدع مجالاً للشك عمق الحضارة والتاريخ والإنسان على هذه الأرض، وأنها من أقدم الاكتشافات البشرية.
على عمق التاريخ وعرض الجغرافيا، كانت قيمة الدول تقاس بمعايير متعددة، من أهمها قوتها وفاعليتها وتأثيرها.. قيمة الدول تكمن في وعيها بنفسها وتحديدها لهُويتها، وتاريخ دولة الإمارات وواقعها يتحدث عن «مبادئ» أساسية من دعم «الاستقرار» و«التنمية» و«السلم» و«التواصل» على كل المستويات، وعن مفاهيم مؤسسة مثل «التعايش» و«التسامح».
كما أن قوة الدول قديماً وحديثاً تقاس، كذلك، بتحالفاتها وخياراتها الاستراتيجية، وعلاقات دولة الإمارات إقليمياً ودولياً تتحدث عن «وعي متقدم» في بناء الرؤية وإدارة الاستراتيجيات ومراكمة المنجزات في خططٍ يمكن قراءتها وتحليلها لأي مهتم.
إذن هذا الإنجاز الراقي، كان دولة وصلت بتميّزها إلى مستويات عالمية وتصدّرت كثيراً من المراكز في عدد من المجالات المهمة، بناءً وإنشاءً وعلماً.
وخلال هذه الأعوام الملأى بالابتكارات والتميّز، كان للقيادة الرشيدة، إبداع في إطلاق مبادئ ينبغي العمل عليها، فخصّصت كلاً منها بعام كامل، فكان منها على سبيل المثال، عام الابتكار، وعام القراءة، وعام الخير، وعام زايد، وعام التسامح، وعام الخمسين، وعام الاستدامة، بحيث تكون فرصاً للتأمل في الإنجازات، في الوقت الذي نستعد فيه للانطلاق بكل ثقة في رحلتنا المقبلة، مستندين إلى مبادئ وقيم تدخل في العمق، بحيث تكون على إثرها، إنجازات، تعلو بهذا الوطن إلى القمم.
الإمارات خلال هذه الأعوام سطرت العديد من الإنجازات الاستثنائية، مثل الإعلان عن وثيقة «مبادئ الخمسين» العشرة، وانطلاق إكسبو 2020 دبي بمشاركة 192 دولة، وإطلاق الاستراتيجية الوطنية للصناعة والتكنولوجيا المتقدمة «مشروع 300 مليار»، واعتماد أضخم مشروع لتطوير التشريعات والقوانين الاتحادية تضمن 40 قانوناً، وإعلان مبادرة الحياد المناخي بحلول 2050، وبدء التشغيل التجاري ل«براكة» أولى محطات الطاقة النووية السلمية عربياً، ووصول «مسبار الأمل» الإماراتي إلى مدار كوكب المريخ بنجاح، فضلاً عن إعلان مهمة استكشاف كوكب الزهرة، وسبعة كويكبات ضمن المجموعة الشمسية.
إنها دولة الإمارات العربية المتحدة التي ولدت بعزيمة المؤسسين شامخة، وستبقى، بعزيمة صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وإخوانه الحكام، شامخة إلى الأبد بإذن الله.
يذكر بأن هذا المقال: ثلاثة وخمسون عاماً من الشموخ قد تم نقله من مصدره صحيفة الخليج وقد قام فريق وكالة Mea News بمراجعته والتأكد منه وربما تم تعديل بعض الأخطاء إن وجدت أو تم نقله كاملاً او تم اقتباس جزء منه ويمكنك قراءة هذا الموضوع او متابعته من مصدره الأساسي. وفي الختام نتمنى أن نكون قد قدمنا لكم عبر وكالة Mea News تفاصيل كافية عن ثلاثة وخمسون عاماً من الشموخ.
0 تعليق