الشارقة - «صحيفة الخليج الإماراتية»
انتشرت في الآونة الأخيرة مقاطع فيديو عبر مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة تظهر مشاهد لما تسميه «يوم القيامة» وقد أنتجت بواسطة الذكاء الاصطناعي.
هذا الأمر دعا أستاذ الشريعة والدراسات الإسلامية في جامعة الذيد الشيخ الدكتور سعيد العقيد النقبي للتحذير منه، إذ وجه بضرورة معرفة المسلم مدى خطورة ذلك، وخطورة مجرد النظر فيه والأشد تصديقها والتأمل فيها.
وأكد لـ«الخليج» أن مشاهد يوم القيامة رغم علمنا بمسمياتها عن طريق النصوص الشرعية، إلا أنها تبقى في علم الغيب، وطبيعة أهوالها وأحداثها التفصيلية لا يعلم حقيقتها إلا الله تعالى وحده، وفي سورة النمل قال تعالى: (قل لَّا يَعْلَمُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ ۚ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ)، كما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «مَن أتى عرَّافًا أو كاهنًا فصَدَّقَه بما يقولُ، فقد كَفَرَ بما أُنْزِلَ على محمَّدٍ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم» رواهُ أبو هريرة وإسناده صحيح.
وفي هذا الحديثِ يُخبرُ النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم أنَّ «مَن أتى كاهِنًا»، أي: مَن جاء إلى مَن يَزعُمون عِلمَ الغيبِ الذي استَأثرَ اللهُ بعِلمِه، «فصَدَّقه بما يَقولُ»؛ بأنِ اعتَقَد صِدْقَ قولِه، وعِلمَه للغَيبِ معَ اللهِ سبحانَه وتعالى، فقد بَرِئ ممَّا أنزَل اللهُ على محمَّدٍ، أي: كفَرَ وخرَج ممَّا أُنزِل على النَّبيِّ محمَّدٍ صلَّى الله عليه وسلَّم مِنَ الشَّرائعِ.
وأضاف بأنه يتوجب الحذر وعدم نشر أو تداول مثل هذه الفيديوهات وتوجيه أسرنا وأولادنا بذلك، فإن تعليم العقيدة والتوحيد هو الأساس الذي يبنى عليه تعلم باقي الأحكام الشرعية، كما ويتوجب تسخير مثل هذه التقنيات الحديثة بما ينفع، ولا يتم إدراجها واستخدامها لأغراض خطيرة لا تمت لدين والعقل والواقع بأي صلة.