في حدث فلكي مميز، يصل كوكب المشتري اليوم إلى أقرب نقطة له من كوكب الأرض في هذا العام، حيث سيتواجد على مسافة 611,855,291 مليون كيلومتر، وتكون الليلة أفضل وقت لرؤية هذا الكوكب العملاق، في ظاهرة لا تتكرر سوى عدة مرات في العام. ورغم هذا التقارب الكبير، يؤكد الفلكيون أن لا تأثيرات تذكر على كوكب الأرض.

المشتري يظهر أكبر وأسطع 

ووفقاً لما ذكره ماجد أبو زاهرة، رئيس الجمعية الفلكية بجدة، فإن هذا التقارب يعني أن المشتري سيظهر في السماء أكبر بنسبة 68% من المعتاد وأكثر سطوعًا. سيبدأ ظهوره بعد غروب الشمس في الأفق الشرقي، حيث سيبقى مرئيًا طوال الليل تقريبًا، ومع سطوعه الذي يبلغ لمعان -2.9، سيتفوق المشتري على جميع النجوم الأخرى، ليكون رابع ألمع جرم سماوي بعد الشمس، القمر، و كوكب الزهرة.

من المنظار إلى التلسكوب

إذا كنت من هواة الفلك، ففرصة هذا الأسبوع لمتابعة المشتري لن تتكرر قريبًا. من خلال المنظار، سيبدو الكوكب على شكل قرص واضح مع ظهور أقماره الأربعة الكبرى: غانيميد، يوروبا، كاليستو، و أيو، وقد تلاحظ بعض الظلال أو التغطيات المتبادلة بين هذه الأقمار أثناء حركتها حول الكوكب، مما يضيف لمسة درامية على المنظر.

لكن إذا كنت ترغب في رؤية تفاصيل أكثر دقة، ينصح أبو زاهرة باستخدام التلسكوب الصغير، حيث سيتضح الكوكب بشكل كبير، ويشبه إلى حد ما حجم القمر. أما مع التلسكوبات الأكبر، سيكون بإمكانك رصد أحزمة المشتري الملونة بشكل واضح، التي تشكلت نتيجة لاختلافات في كثافة الغيوم واحتوائها على الأمونيا المتجمدة.

رصد المشتري في السماء

لن يكون المشتري ثابتًا في السماء طوال الليل، إذ سيتحرك تدريجيًا عبر السماء. يمكن رؤيته في منتصف الليل في الأفق الجنوبي، قبل أن يتجه نحو الأفق الجنوبي الغربي في الفجر. وتعود هذه الحركة الظاهرة إلى دوران الأرض حول محورها. وعند شروق الشمس، سيكون المشتري قد غاب عن السماء.

بعد هذا التقابل الفلكي، سيستمر المشتري في التحليق في السماء لعدة أشهر قادمة، وسيصل الكوكب إلى أعلى نقطة في السماء بمعدل أربع دقائق كل ليلة، مما يتيح للمراقبين فرصة لرؤيته بشكل مستمر وبأفضل زوايا في السماء.