كشفت استشارية طب النوم للأطفال والكبار بمركز طب وبحوث النوم بمستشفى جامعة الملك عبدالعزيز بجدة الدكتورة رنيا الشمراني لـ ”اليوم“، أن النوم وتحديدًا النوم المبكر يشكل في حياة الإنسان أهمية كبيرة تنعكس على إستقرار حالته النفسية والاجتماعية.
وقالت: “لا يستطيع الفرد القيام بأي أعمال نهارًا إذا لم يحصل الجسم على كفايته من ساعات النوم والراحة، وبذلك يعتبر النوم شحن طاقة جديدة للجسد بصفة يومية”.

فوائد النوم المبكر

وأوضحت “الشمراني” أن للنوم المبكر فوائد عديدة لا يمكن حصرها، ومنها

الدكتورة رنيا الشمراني

الحصول على دورة نوم أفضل والشعور بالراحة والاسترخاء، بجانب تنظيم إفراز الهرمونات المهمة مثل هرمون النمو وهرمون الميلاتونين وهرمونات التوازن الغذائي.

النوم المبكر والصحة العامة

وأكدت أن النوم المبكر يؤثر بشكل إيجابي على النمو والصحة العامة، وإضافة إلى ذلك تحسين المزاج والعواطف الإيجابية وتفادي التوتر والقلق والاكتئاب.
وأوضحت “الشمراني” أنه يساعد النوم المبكر على تعزيز وظائف الدماغ وزيادة الانتباه والتركيز أثناء اليوم وتعزيز صحة القلب والأوعية الدموية، وخفض مخاطر الإصابة بأمراض مزمنة مثل ارتفاع ضغط الدم والسكري.
وتابعت: “هناك فوائد أخرى تتمثل في تنظيم الساعة البيولوجية مما يسهم في تحسين عمليات الهضم، وأيضًا زيادة الإنتاجية فالنوم والاستيقاظ مبكرا يمنح للفرد في يومه وقتا إضافيا، مما يمكن أن يساعد على زيادة إنتاجيته وإنجاز المزيد من المهام، كما يسهم في إتباع نمط حياة صحي ويشمل ممارسة التمارين الرياضية وتناول الوجبات في وقتها المناسب”.
وأضافت: تتضاعف أهمية النوم المبكر لدى الأطفال، فالطفل الذي يحصل على كفايته اليومية من النوم المريح يتمتع بمزاج جيد أثناء النهار، إضافة إلى أن الطفل يكون أكثر قابلية للعب والمرح والضحك وخوض تجارب جديدة إن كان قد حصل على ساعات نوم كافية أثناء الليل.
وأكملت: “كما أنه سيتمتع بالطاقة والحيوية والقدرة على ممارسة المزيد من الأنشطة سواء التعليمية، أو الترفيهية”.

احذروا السهر

وحذرت د. رنيا من السهر قائلة: السهر يعزز ضعف المناعة، ويسبب اضطرابات في قراءات السكر والدهون وضغط الدم، بالإضافة إلى التوتر العاطفي والتسرع وعدم الانضباط في اتخاذ القرار، بجانب تحفيز الشعور بالجوع والإحساس المستمر بالرغبة في التهام المزيد من الطعام، وبالتالي زيادة الوزن، إذ إنه يساعد على الإفراط في إنتاج المواد الكيميائية للإجهاد.

سلوكيا النوم الصحي

وعن سلوكيات النوم الصحي التي تشمل جميع أفراد المجتمع خلصت استشارية طب النوم د. رنيا إلى القول: 
لا بد من تحديد وقت ثابت للنوم والاستيقاظ ويشمل ذلك أيام الإجازات، والابتعاد عن الجوال والشاشات قبل النوم بمدة لا تقل عن ساعة؛ لأنها تؤثر على إفراز هرمون الميلاتونين الذي يساعد على النوم، وجعل غرفة النوم مكانًا هادئًا خاليًا من الضوضاء بدرجة معتدلة.
ونصحت بتجنب تناول مشروبات الكافيين مثل القهوة والشاي في فترة الليل، مع تنظيم أوقات الأكل بتجنب الوجبات الثقيلة أو الطعام الدسم قبل النوم، والتنفس العميق قبل النوم فذلك يساعد على الدخول في النوم، وأخيرًا عدم إشغال الذهن قبل النوم بأي أعمال تفاديًا لصعوبة الدخول في مرحلة النوم.