بعد إعلان فوز المملكة باستضافة كأس العالم 2034 أمس الأربعاء، رصدت (مال) توقعات سوق العمل والقوى العاملة في السعودية مع حلول موعد الاستضافة.

ويتوقع أن يبلغ حجم القوى العاملة من الشباب والشابات من المواطنين بعد 10 أعوام من الآن، أي عام 2034 نحو 9 ملايين نسمة من الشباب والشابات للفئة من 20 إلى 39 عاما.

ووفقا لبيانات تعداد سكان المملكة لعام 2022، يبلغ سكان المملكة من السعوديين وغير السعوديين 32 مليون نسمة، منهم 18 مليون نسمة من السعوديين، ومنهم 9 ملايين نسمة من الشباب والشابات للفئة العمرية من 12 إلى 32 عاما، يمثلون 50 % من السكان المواطنين.

ومع مراعاة النمو السكاني والتغيرات الديموغرافية، يعد وصول عدد الشباب والشابات عند استضافة المملكة لبطولة كأس العالم 2034 لمن هم في سن العمل من عمر 20 إلى 39 حينئذ نحو 9 ملايين على رأس العمل، ومن شأن العدد أن يعطي قوى عاملة جديدة تساند في نجاح الحدث.

ويتوقع أن يصل عدد المواطنين من الشباب والشابات في عام 2030، للفئة العمرية من 20 إلى 39 عاما، نحو 7.5 مليون نسمة، في نفس العام إقامة معرض إكسبو الدولي، والذي ترشحت المملكة لاستضافته في الرياض.

ويشار إلى مشاركة 500 متطوع سعودي من أصل 20 ألف متطوع في نهائيات كأس العالم 2022 المقامة في دولة قطر، 500 كما تجاوز إجمالي أعداد المتطوعين في المملكة أكثر من 658 ألف متطوع ومتطوعة في العام الماضي 2022، حيث يعد تم تحقيق الرقم المستهدف لعام 2025، للوصول إلى مليون متطوع قبل عام 2030. وفي معرض إكسبو الدولي، تجاوز عدد المتطوعين في نسخة دبي لعام 2020، أكثر من 30 ألف متطوع.

وحسب مواقع واستطلاعات ذات علاقة، فإن منافع استضافة كأس العالم لأي دولة ينعكس إيجابا في فتح فرص إضافية لريادة الأعمال والعمل الحر.

وهنا نشير إلى ريادة الأعمال في السعودية تعد محورا أساسا في رؤية 2030 إلى جانب كونه ركيزة أساسية في بناء المستقبل للمملكة.

وفي هذا الجانب، تم إنشاء الهيئة العامة للمنشآت الصغيرة والمتوسطة؛ لتعمل بوتيرة متسارعة على مراجعة الأنظمة واللوائح، وإزالة العوائق، وتسهيل الحصول على التمويل، ومساعدة رواد الأعمال في تسويق أفكارهم ومنتجاتهم، فمن خلالها يستطيع رواد الأعمال تعلم المهارات، وفيها يحظى الابتكار بالتشجيع والرعاية.

ولعل أحد أبرز توجهات دعم رواد الأعمال، هو خفض البطالة، والتي تسجل تراجعا ملحوظا في المملكة، ويتوقع أن تحقق مستهدفات رؤية 2030 قبل حلولها، وربما تصل معدلات متدنية جدا مع زيادة فرص ريادة الأعمال مع اقتراب استضافة مونديال 2034.

نشير في هذا الجانب، إلى جهود الحكومة المتواصلة لتطوير سوق العمل التي ساهمت في تراجع معدل البطالة بين السعوديين إلى أدنى مستوى تاريخي له، إذ وصل إلى 7.1% بنهاية الربع الثاني من العام 2024، كما بلغ معدل مشاركة المرأة في سوق العمل 35.4%، متجاوزا بذلك مستهدف الرؤية عند 30%.

يشار إلى أن المملكة كانت تستهدف خفض البطالة إلى 7% بحلول 2030، غير أن احمد الراجحي وزير الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية قال خلال ملتقى الميزانية 2025 أنه مع تحقيق نتائج إيجابية مرتفعة في هذا الخصوص، وجه ولي العهد بتغيير المستهدف للبطالة إلى 5% بحلول 2030.

وتأتي هذه الأرقام نتيجة إنجازات تنويع الاقتصاد من خلال تعزيز القطاعات الواعدة وتمكين القطاع الخاص وتنفيذ المشاريع التنموية ضمن رؤية السعودية 2030، وتمكين المزيد من فئات المجتمع لدخول سوق العمل من خلال أنماط العمل الجديدة.

يذكر أن استضافة جنوب أفريقيا لنهائيات كأس العالم في 2010 ساهمت بتوفير 50 ألف فرصة عمل دائم، وتحصيل نحو 2.5 مليار دولار من ضرائب ورسوم إضافية، كما أوجد المونديال عام 2014 في البرازيل نحو مليون فرصة عمل. وتشير التقديرات إلى أن أرباح روسيا من استضافة كأس العالم 2018 تخطت 23 مليار دولار، كما تقدر مكاسب قطر المباشرة من استضافة النسخة الأخيرة للمونديال نحو 8 مليار دولار.