اعتبرت وسائل إعلام غربية أن إعلان الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) فوز المملكة العربية السعودية بتنظيم كأس العالم 2034، يؤكد حضور المملكة المتزايد في الرياضة العالمية.

التقييم الأعلى

اشارت هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي” إلى أن ملف استضافة الرياض للحدث الرياضي الأبرز في العالم حصل على التقييم الفني الأعلى في التاريخ لأي ملف تم تقديمه لاستضافة البطولة، فقد قيم الاتحاد الدولي لكرة القدم فيفا ملف الترشح لاستضافة كأس العالم 2034 عند 419.8 من أصل 500 نقطة.

فيما نبهت شبكة “سي إن إن” الأمريكية إلى أن الحديث عن استضافة السعودية لكأس العالم، ينبغي أن يأتي في إطار أوسع وليس تنظيما للمناسبة فقط، بل هو ضمن خطة واسعة للاستثمار في الرياضة، جاء ذلك من خلال صندوق الثروة السيادية، صندوق الاستثمارات العامة، حيث استثمرت السعودية مليارات الدولارات في تغيير المشهد الرياضي، مثل الجولف والملاكمة والرياضات الإلكترونية وسباقات الفورمولا 1 في السنوات الأخيرة.

وتؤكد السعودية أن الاستثمار جزء من رؤية 2030، وهو مشروع يقوده ولي العهد لتنويع الاقتصاد ووضع المملكة كواحدة من الدول الرائدة في العالم. كان تركيزها على كرة القدم، التي ربما تكون الرياضة الأكثر شعبية في العالم، وفي السنوات الأخيرة، اشترت المملكة نادي كرة قدم شهير – فريق الدوري الإنجليزي الممتاز نيوكاسل يونايتد، وضمت مجموعة من الأساطير إلى الدوري السعودي للمحترفين، وأبرزهم كريستيانو رونالدو وكريم بنزيمة ونيمار جونيور.

في ذات الاتجاه اعتبرت وكالة (أسوشيتد برس) أن فوز السعودية باستضافة كأس العالم 2034، يمنح الرياض أكبر جائزة لها حتى الآن مقابل الإنفاق الضخم على الرياضة العالمية. واشارت الوكالة إلى أن الملف السعودي هو المرشح الوحيد، وحظي بتأييد أكثر من 200 اتحاد عضو في الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، الذين شاركوا عن بعد في اجتماع عبر الإنترنت استضافه رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم جياني إنفانتينو في زيوريخ.

في ذات السياق احتفت وسائل الإعلام الآسيوية بالحدث، فقد تناولت صحيفة “تايمز أوف انديا” الحدث في إطار جهود المملكة لاستضافة المونديال، مشيرة إلى أن السعودية اقترحت 15 ملعبًا، ثمانية منها لا تزال قيد الإنشاء. ومن المقرر أن يستضيف كل ملعب ما لا يقل عن 40 ألف مشجع. ومن المقرر أن تقام المباراة الافتتاحية والنهائية للبطولة في ملعب يتسع لـ 92 ألف متفرج في الرياض وهو ملعب الملك سلمان.

وتعتقد الصحيفة أنه على غرار كأس العالم 2022 في قطر، لا يمكن استضافة كأس العالم في السعودية في الفترة التقليدية من يونيو إلى يوليو، عندما تتجاوز درجات الحرارة في البلاد عادة 40 درجة مئوية. وللتعامل مع الحرارة، نقل الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) كأس العالم التي نظمتها قطر إلى نوفمبر وديسمبر، رغم أن ذلك أدى إلى تغيير كبير في التقويم للأندية والدوريات الأوروبية التي توقفت مواسمها.

وتزداد هذه الفترة تعقيدا بحلول شهر رمضان المبارك في عام 2034، واستضافة الرياض أيضا للألعاب الآسيوية المتعددة الرياضات. وهذا يفتح الباب أمام إمكانية إقامة البطولة في يناير 2034، على الرغم من أن ذلك سيكون قبل دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في سولت ليك سيتي.

وأشارت اللجنة الأولمبية الدولية إلى أنها لن تعارض إقامة حدثين رئيسيين متتاليين.

من جانبه قال حماد البلوي، المسؤول السعودي عن ملف استضافة كأس العالم، إن تحديد التواريخ الدقيقة لكأس العالم 2034 يعود إلى الهيئة العالمية. وقال البلوي في مقابلة مع وكالة أسوشيتد برس: “هذا قرار من الفيفا. نحن على استعداد للمشاركة في هذه المحادثة. ولكن في النهاية هو قرار الفيفا بالاشتراك مع الاتحادات القارية.”