قال فهد الرشيد، رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للمعارض والمؤتمرات في تصريح لصحيفة (مال): ” إن قطاع المعارض والمؤتمرات يشهد نموًابنسبة 9%، وقد تم إصدار 17 ألف رخصة في القطاع لعام 2023. مبينا أن مستقبل هذا القطاع سيكون مبهرًا، نظير الاهتمام المتزايد من الشركات العالمية، بعدما أعلنت ثلاثة منها عن تأسيس مكاتب لها في المملكة العربية السعودية، مما يعكس قوة هذا القطاعوالفرص الكبيرة التي يقدمها.”

وانطلقت اليوم في الرياض أعمال النسخة الأولى من القمة الدولية للمعارض والمؤتمرات (IMS24) التي تنظمها الهيئة العامة للمعارض والمؤتمرات في الرياض خلال الفترة من 15 إلى 17 ديسمبر الجاري، بمشاركة أكثر من 1000 من قادة قطاع المعارض والمؤتمرات العالمي، من 73 دولة.

وقال الرشيد في كلمته الافتتاحية، إن قطاع المعارض والمؤتمرات بات محركاً رئيسياً للتقدم في ظل ما يشهده العالم من تحولات عميقة، وهو ما يبرز أهمية القمة الدولية للمعارض والمؤتمرات بوصفها منصة عالمية رائدة جاءت في توقيت بالغ الأهمية لقيادة هذا القطاع.

وأشار الرشيد إلى أن تطوير القطاع يأتي لتوسيع آفاق ما يمكن لصناعة الفعاليات تحقيقه، من خلال تغيير مفهوم اجتماع الناس وتواصلهم وتبادلهم للأفكار، مشيراً إلى أن القمة ستمثل بداية فصل جديد في عالم الفعاليات.

وعن دعم الشركات المحلية وتمكين الشباب السعودي في هذا القطاع، قال الرشيد: “نحن نعمل بتعاون وثيق مع الجهات الحكومية المختلفة،بما في ذلك وزارة الموارد البشرية وصندوق تنمية الموارد البشرية، بالإضافة إلى المؤسسات المحلية والعالمية، على تدريب الشباب والشاباتالسعوديين للاستفادة من الفرص الوظيفية التي يوفرها القطاع. هذا العام، قمنا بتدريب 34,000 شاب وشابة، وهم موجودون اليوم معنافي هذا الحدث، حيث سيكتسبون فرص عمل مبهرة في هذا القطاع. ومع تواجد هذه الشركات العالمية في المملكة، ستزداد هذه الفرصبشكل كبير.”

وأضاف الرشيد: “في اليوم الثالث من القمة، خصصنا وقتًا كاملاً للقطاع المحلي للمعارض والمؤتمرات، حيث ستستمع الشركات العالمية إلىمحاور الشركات المحلية. وهذا يعكس التعاون المشترك بين الشركات العالمية والمحلية، لأن نجاح الفعاليات يتطلب دائمًا شراكات متعددة،حيث يتعاون من 10 إلى 20 شركة في تنظيم كل فعالية. أعتقد أن القطاع السعودي سينمو بشكل كبير، وما نشهده اليوم هو مجرد بداية.”

وفيما يتعلق بتمكين الشركات الصغيرة والمتوسطة من الحصول على التمويل، قال الرشيد: “اليوم، التمويل لم يعد مشكلة بالنسبة لأعمالالقطاع. هناك العديد من الجهات الحكومية وصناديق الدعم الحكومية التي تقدم التمويل والمساندة، بالإضافة إلى البنوك السعودية التيتسعى للاستثمار في القطاعات ذات النمو الكبير. بل إن بعض الشركات السعودية أصبحت شركات مساهمة في هذا القطاع. أعتقد أنالقطاع لا ينقصه شيء سوى قرار الشركات السعودية بالدخول في هذا المجال، ونحن مستعدون لتقديم الدعم الذي يحتاجونه.”

وأضاف الرشيد خلال افتتاح أعمال النسخة الأولى من القمة الدولية للمعارض والمؤتمرات (IMS24)، التي تنظمها الهيئة العامة للمعارضوالمؤتمرات في الرياض من 15 إلى 17 ديسمبر الجاري، بمشاركة أكثر من 1000 من قادة قطاع المعارض والمؤتمرات من 73 دولة: “منالمتوقع أن ينمو قطاع الأعمال من 600 مليار دولار اليوم إلى 3.5 تريليون دولار في عام 2034، مما يمثل نموًا بنسبة 500٪ مقارنة معالاقتصاد العالمي الذي يُتوقع أن ينمو بنسبة 2.6٪ العام المقبل. هذه الصناعة تحمل فرصًا مذهلة، وهذا هو الوقت المناسب لنا، معالأشخاص المناسبين في العالم، لإحداث ثورة فيها والارتقاء بها إلى المستوى التالي. كما يُتوقع أن يعود السفر التجاري هذا العام ويحققنموًا يتجاوز مستويات ما قبل كوفيد بنسبة 6.8٪ ليصل إلى 1.5 تريليون دولار، ولكن الفرصة أكبر من ذلك. خلال العشر سنوات القادمة،ستستمر هذه الصناعة في النمو بشكل غير مسبوق.”

واكمل ان “الفرصة التي أمامنا هي أوسع وأعمق، وربما واحدة من أعظم الفرص التي شهدها القطاع في عقود، وهي رؤية 2030. رؤية2030 هي خطة لتحول اجتماعي اقتصادي ضخم تتغلغل في جميع القطاعات والمجالات في المملكة. هذه الرؤية تمثل المستقبل لأطفالناوأطفالكم، ولكن كيف تؤثر على صناعة المعارض والمؤتمرات؟ الجواب يكمن في المبادرات الطموحة التي أطلقتها المملكة.”

وأوضح الرشيد: “رؤية 2030 أطلقت 1,064 مبادرة لتحقيق أهدافها، وهو رقم غير مسبوق لدولة طموحة. كما أننا نسعى لتحقيق أهدافالسياحة من خلال الشراكات، حيث يمكننا التوسع بالعمل مع أفضل المواهب السعودية والعالمية، وبناء تحالفات عالمية لدعم هذه المبادرات. نحن نؤمن أن الشراكات هي جوهر هذه الصناعة، وهذا ما يساعدنا على التوسع والوصول إلى آفاق جديدة.”

وتابع: “إذا كان لدينا 1,000 مبادرة ومشروع في المملكة، وإذا تطلب كل واحد منها اجتماعًا كبيرًا سنويًا لمدة خمس سنوات، فهذا يعني أنهناك 5,000 حدث كبير، وإذا تطلب كل حدث 100 اجتماع، فهذا سيعني 100,000 حدث واجتماع. هذه فرصة ضخمة، وهذه هيالفرصة التي تمثلها رؤية 2030.”

وأكد الرشيد أن المملكة العربية السعودية هي المكان المثالي للاستثمار في هذا القطاع، قائلاً: “لدينا مدننا الكبرى ومشاريعنا العملاقة التييتم إنفاق أكثر من 650 مليار دولار عليها. هذه المشاريع ستوفر البنية التحتية المناسبة والمرافق الحيوية في مجالات الضيافة والترفيه، ممايجعل المملكة مكانًا مثاليًا للاستثمار في صناعة المعارض والمؤتمرات.”

وأشار الرشيد أيضًا إلى أن الهيئة العامة للمعارض والمؤتمرات قد قامت بتدريب أكثر من 34,000 شاب سعودي في العام الماضيبالتعاون مع شركائها في الحكومة وفي جميع أنحاء العالم، مشددًا على أهمية هذه المبادرات في تمكين الجيل القادم من العمل في هذهالصناعة. “دعونا نكون مصدر إلهام لهؤلاء الشباب لمواصلة مسيرتهم المهنية في هذه الصناعة، وكونوا كرماء معهم وامنحوهم تصفيقًا حارًاللترحيب بهم.”

ومن جانبه قال احمد الخطيب وزير السياحة : “من المتوقع أن يتضاعف قطاع السياحة خلال العشر سنوات القادمة، وهو ما يعد أخبارًارائعة. منذ إطلاق رؤية 2030، نعمل على استكشاف قطاعات جديدة مثل السياحة، الرياضة، والترفيه، بهدف فتح قيمة كبيرة للموارد التينمتلكها.

واكمل الخطيب: شهدنا نموًا ملحوظًا منذ إطلاق الاستراتيجية الوطنية للسياحة في 2019. هدفنا هو استقطاب 100 مليون سائح بحلول2030، وقد تجاوزنا هذا الهدف العام الماضي ورفعناه إلى 150 مليون سائح، منهم 55 مليون سائح دولي. هذا سيمكن المملكة من أنتكون من أكبر خمس دول في العالم من حيث عدد السياح.

واضاف الخطيب: نحن بصدد تعزيز البنية التحتية، بما في ذلك إطلاق “طيران الرياض” وزيادة سعة الشركات الجوية، بالإضافة إلى بناءأكبر مطار في المملكة، مطار الملك سلمان في الرياض، الذي سيتسع لـ120 مليون مسافر سنويًا بحلول 2030. كما سيتم افتتاح 15 منتجعًا جديدًا على البحر الأحمر العام المقبل.

واشار الخطيب: الى ان مساهمة السياحة في الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 5%، ونسعى للوصول إلى 10% بحلول 2030. وعندتحقيق هذا الهدف، ستكون السياحة ثاني أكبر مصدر للإيرادات الحكومية بعد النفط، مما سيسهم في جعل اقتصادنا أكثر استدامة.”