استقر سعر الذهب بعد صعود طفيف خلال تداولات أمس الثلاثاء للجلسة الرابعة على التوالي، متقدماً بنسبة 0.2%، ليسجل 2615 دولار للأونصة بعد أن افتتح تداولات أمس عند مستوى 2622 دولار للأونصة، وفق ما أوردت منصة إف إكس ستريت.
ارتفع الذهب العالمي مع بداية تداولات الأسبوع بعد أن استطاع أن ينهي تداولات الأسبوع الماضي بشكل إيجابي، وذلك بالرغم من التراجع الذي سجله خلال الأسبوع الماضي بفعل توقعات البنك الفيدرالي الأمريكي بخصوص أسعار الفائدة.

الذهب والتغيرات العالمية

على خلفية المخاطر الجيوسياسية المستمرة ومخاوف الحرب التجارية، يقدم التراجع المتواضع في عوائد سندات الخزانة الأمريكية بعض الدعم للذهب.
ومع ذلك، يبدو أن أي تحرك ذي مغزى لارتفاع سعر الذهب بعيد المنال في أعقاب تحول نهج الاحتياطي الفيدرالي إلى نهج متشدد.
اقرأ أيضاً: لماذا تتقلب أسعار الذهب بشدة حالياً.. وما توقعات المعدن النفيس؟

توقعات الفائدة وتأثيرها على الذهب

في الواقع، أشار مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأسبوع الماضي إلى أن ذلك سيبطئ وتيرة خفض أسعار الفائدة في عام 2025 وهو ما يساعد الدولار الأمريكي على الصمود بالقرب من أعلى مستوى له في عامين ويعمل كداعم لعوائد السندات الأمريكية.
ويقول محللون أنه مع ارتفاع الدولار ودعم السندات الأمريكية يعمل ذلك على الحد من مكاسب المعدن الأصفر غير المدر للعائد وهذا بدوره يستدعي الحذر قبل اتخاذ موقف لاستئناف التعافي المتواضع من أدنى مستوى في شهر واحد والذي لامسه الأسبوع الماضي وسط أحجام تداول ضئيلة نسبيًا.

نقطة تحول للسياسة النقدية الأمريكية

خفف مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي الأسبوع الماضي من توقعاته بشأن المزيد من قرارات خفض أسعار الفائدة في عام 2025 وهو ما يمثل نقطة تحول في سياسته النقدية ويؤكد على حالة عدم اليقين المحيطة بالتغييرات السياسية المحتملة في ظل إدارة ترامب القادمة.
اقرأ أيضاً: لماذا يعتبر الذهب ملاذاً آمناً جيداً حتى الآن رغم ارتفاع أسعاره؟
ارتفع العائد على سندات الحكومة الأمريكية القياسية لأجل 10 سنوات إلى أعلى مستوى منذ مايو يوم الاثنين بينما ظل الدولار ثابتا بالقرب من أعلى مستوى في عامين الذي لامسه الأسبوع الماضي وهو ما من شأنه أن يحد من ارتفاع سعر الذهب.

الذهب ما بين احتمال الصعود والهبوط

من منظور فني، يشكل التعافي الأخير من أدنى مستوى في شهر واحد للذهب دفعة صعود إلا إن ذلك لا يقول بكثير من التحول الصاعد إذ إن المؤشرات لاتزال في المنطقة السلبية ما يشير إلى أن مسار المقاومة لسعر الذهب قد يميل نحو اتجاه هبوطي حول منطقة مقاومة ما بين 2600 إلى 2605 دولار للأوقية.
كما قد يؤدي الانخفاض إلى إعادة سعر الذهب إلى مستوى 2583 دولاراً الذي لامسه قبلًا ما سيجعل بعض عمليات البيع اللاحقة بمثابة محفزات جديدة وتهيئة للانزلاق نحو أدنى مستوى شهري تحقق في نوفمبر ما بين مستوىي 2036 -2537 دولاراً ما قد يمهد الطريق إلى المستوى النفسي 2500 دولار.

احتمال ارتفاع الذهب في 2025

على الجانب الآخر، قد تستمر العملية التداولية حول منطقة دعم ما بين سعري 2633-2634 دولار أو أعلى مستوى تم تسجيله على مدار عدة أيام ما قد يؤدي بعد ذلك إلى رفع سعر الذهب إلى منطقة 2654-2655 دولار، وإذا ما ارتفع الذهب فإنه سيلغي التحيز السلبي في الأمد القريب ويمهد الطريق لتحقيق مكاسب إضافية نحو استعادة رقم 2700 دولار للأونصة.

عوامل سوقية مؤثرة على الذهب

تتأثر أسعار الذهب والفضة بعوامل مختلفة بما في ذلك المدخلات من كبار تجار المجوهرات كما وتؤثر العناصر الرئيسية مثل الطلب العالمي على الذهب وتقلبات العملة وأسعار الفائدة والسياسات الحكومية بشكل كبير على الأسعار.
بالإضافة إلى ذلك، تلعب العوامل الدولية، بما في ذلك حالة الاقتصاد العالمي وقوة الدولار الأمريكي مقابل العملات الأخرى، دورًا حاسمًا في تحديد أسعار الذهب في السوق.