بعد أن بدأ الذهب العام 2024 بتداولات بلغت 1602 جنيه إسترليني للأوقية (الأونصة) وصل الذهب إلى عدة مستويات مرتفعة تاريخية طوال عام 2024 خلال مسيرة صاعدة بلغت ذروتها عند 2163 جنيهًا إسترلينيًا للأوقية في أواخر نوفمبر قبل أن تتراجع إلى 2071 جنيهًا إسترلينيًا للأوقية ما يعادل 2603.66 بالدولار الأمريكي.
وعادة ما يؤدي مثل هذا الارتفاع الكبير على مدار العام إلى تعجيل عودة الأسعار إلى الانخفاض مع ابتعاد المستثمرين عن سعرها المرتفع وهو الاتجاه الذي تأكد جزئيا من خلال انخفاض فئة الأصول في الشهر الماضي.
ولكن مع التوقعات بعام آخر متوتر على الصعيد الجيوسياسي وتزايد ترسخ التضخم في العديد من الاقتصادات الغربية يتوقع العديد من المستثمرين في الذهب عاماً آخر من المكاسب خلال 2025، وفق ما ذكرت منصة سيتي إيه إم.

أداء الذهب في عام 2024

يقول ريك كاندا، المدير الإداري لشركة “ذا جولد بليون كامبوني” :”لا شك أن عام 2024 كان عامًا قياسيًا للذهب وصل إلى مستويات قياسية جديدة وحطم الأرقام القياسية وهذا نتيجة لعدم اليقين الاقتصادي والتغيرات في التضخم العالمي وزيادة الطلب أيضًا”.
اقرأ أيضاً: لماذا تتقلب أسعار الذهب بشدة حالياً.. وما توقعات المعدن النفيس؟
يكون أداء الذهب جيدًا بشكل خاص في أوقات عدم اليقين عندما يتجه المستثمرون إلى تخصيص قدر أقل من محافظهم الاستثمارية لأسواق الأسهم والسندات المضطربة.
ولهذا فإن الرأي المتفق عليه بأن الذهب يتمتع بقيمة جوهرية بفضل استخدامه العملي في المجوهرات والعديد من المنتجات التقنية واستخدامه التاريخي كعملة يزيد من جاذبيته عندما تكون الأسواق ذان اتجاهات شتى ونشاط متعدد.

توقعات المستثمرين لأسعار الذهب

وبحسب شركة “بليون فاليو” فإن المستثمرين لا يتوقعون أن تتبدد هذه الأجواء المحيطة بالمعدن العام المقبل 2025.
ومع استعداد الرئيس المنتخب دونالد ترامب لفترة أخرى على رأس أكبر اقتصاد في العالم واستمرار الصراعات الكبرى في العام الجديد واستمرار الضغوط التضخمية فمن المرجح أن يعمل المستثمرون العالميون على تعزيز مراكزهم من الذهب بدلاً من بيعها.

مستوى جديد للمعدن النفيس

وتتوقع شركة بليون فاليو التي تجري استطلاعات منتظمة لعملائها أن يصل الذهب إلى مستوى مرتفع عند 3070 دولارا في عام 2025 حيث ذكر المشاركون أن العوامل الجيوسياسية هي العامل الأكبر الذي يدفع اهتمامهم بالمعدن الأصفر.
اقرأ أيضاً: أسعار الذهب تحقق قفزة جديدة مع ترقب بيانات التضخم الأمريكية
كما تقول مذكرة لمحللي مصرف “بنك أوف أمريكا” “إن الذهب يظل الملاذ الآمن الأهم حيث يتوقع أن يصل إلى 3000 دولار خلال الأشهر الـ12 إلى 18 المقبلة”.
ويقول المحلل أدريان آش :”إن عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض تهدد بتقويض التجارة العالمية وكذلك التحالفات السياسية والعسكرية للغرب”، مضيفا: “يرى المستثمرون في المعادن الثمينة ملاذًا وتحوطا ضد المخاطر”.

تزايد الطلب على الذهب

ورغم أن التوقعات المتوترة بشأن الشؤون الدولية والتي ربما كانت السبب الرئيسي وراء رغبة المستثمرين في امتلاك الذهب في العام الجديد فإن ارتفاع الديون السيادية يعد دافعاً كبيراً آخر.
كان العامل الرئيسي الثالث في ارتفاع أسعار الذهب العام الماضي والذي شهد تجاوز سعر سبائك الذهب التقليدية مليون دولار للمرة الأولى في التاريخ هو الطلب المتزايد من جانب البنوك المركزية وخاصة تلك التي تشرف على الاقتصادات النامية غير الغربية.
ونتيجة للعوامل الموضحة أعلاه إلى حد كبير برز اتجاه نحو إزالة الدولرة في العديد من الاقتصادات التي اعتمدت حتى الآن على العملة الاحتياطية العالمية كحافظة لثروات بلدانها.