تشير التوقعات الاقتصادية لعام 2025 إلى نمو الاقتصاد الأمريكي ولكن بوتيرة أبطأ من عام 2024 حيث سيظل التضخم أعلى من هدف بنك الاحتياطي الفيدرالي في ظل سياسات الرئيس المنتخب دونالد ترامب التي تحد من الإنتاج بينما تحفز الإنفاق ولا يتمثل الخطر الأعظم في الركود بل في القدرة الإنتاجية المحدودة مع انخفاض الهجرة، وفق ما ذكرت مجلة فوربس الأمريكية.

أداء الاقصاد الأمريكي في عام 2024

نما اقتصاد الولايات المتحدة بشكل جيد حتى عام 2024 ونما الربعان الأخيران على وجه الخصوص بشكل أسرع من المتوسط الطويل في وقت يستمر تقدير الناتج المحلي الإجمالي الحالي لبنك الاحتياطي الفيدرالي للربع الرابع في الاتجاه فوق المتوسط كما نما التوظيف كل شهر هذا العام.
اقرأ أيضاً: 5 توقعات لسوق الأسهم الأمريكية في 2025.. وهذه أفضل الشركات
ارتفع الإنفاق الاستهلاكي بشكل جيد، حيث ارتفع بنحو 4% على مدى الأشهر الاثني عشر الماضية بعد تعديل التضخم وهو ما يقول إن أغلب من يريدون الحصول على وظيفة حصلوا على وظيفة في وقت ارتفعت فيه الأجور بشكل أسرع من التضخم.

توقعات الاقتصاد الأمريكي لعام 2025

يشكل عرض العمالة أكبر قيد على النمو الاقتصادي في عام 2025 ومن المتوقع أن يكون الإنفاق الإجمالي جيدًا نظراً للزخم المتوقع لعام 2025 واستمرار الإنفاق الحكومي الفيدرالي.
وربما تكون أسعار الفائدة مقيدة بعض الشيء للنمو الاقتصادي الإجمالي. وفي المجمل، من المتوقع أن يكون الإنفاق كافياً تماماً للحفاظ على قدرة الاقتصاد على الإنتاج بكامل طاقته.
مكنت الهجرة من نمو جيد للوظائف في العامين الماضيين لكن الرئيس ترامب سيبدأ في فرض قيود صارمة على المعابر الحدودية فور تنصيبه وهذا من شأنه أن يخفض معدل النمو الاقتصادي.
اقرأ أيضاً: كيف تؤثر عودة دونالد ترامب للبيت الأبيض على الاقتصاد العالمي؟
لكن معدل المكاسب سيكون أبطأ مما كان عليه في العامين الماضيين في وقت نما فيه الناتج المحلي الإجمالي المعدل للتضخم بنسبة 2.7٪ في الأرباع الأربعة حتى الربع الثالث من عام 2024.

نمو الاقتصاد الأمريكي العام المقبل

وقد ينخفض هذا الرقم إلى 2.1٪ بحلول نهاية عام 2025 و1.6٪ بحلول نهاية عام 2026.
لن يشكل النمو الأبطأ ركودًا ففي النهاية لا يزال الاقتصاد ينمو لكن وتيرة النمو ستكون أضعف.
ولن تشعر أغلب الشركات بالفرق بين معدلات النمو الحالية والنمو القادم وسوف تتفوق التغيرات الطفيفة على التغيرات في العرض والطلب لدى الشركات الفردية.
ومع ذلك، قد تجد الشركات التي تتوسع للاستفادة من نمو النشاط الاقتصادي نفسها تتكبد تكاليف لا تعوضها إيرادات.

آفاق التضخم الأمريكي

ولن ينخفض التضخم كثيراً في ظل هذه البيئة وكان بنك الاحتياطي الفيدرالي يأمل في الوصول إلى هدفه المتمثل في زيادة الأسعار بنسبة 2%، ولكن هذا لم يحدث في عام 2024 ومن المرجح ألا يحدث في عام 2025 والمشكلة ببساطة، هي أن الكثير من الدولارات تطارد عدداً قليلاً للغاية من السلع.
قد يخفف بنك الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة القصيرة الأجل مرتين كما يتوقع أن يفعل حاليًا لكنه يريد أن يرى بعض التقدم في التضخم أولاً .

تأثير تعريفات ترامب الجمركية

ويقول الواقع أن التعريفات الجمركية سوف تعقد سياسة بنك الاحتياطي الفيدرالي حيث يرى أغلب خبراء الاقتصاد أن التعريفات الجمركية تدفع إلى ارتفاع لمرة واحدة في مستوى الأسعار ولكنها لن تؤدي إلى زيادة معدل التضخم عاما بعد عام.
وبناء على هذه الاعتبارات، فإن المسار الأكثر ترجيحا لأسعار الفائدة في عام 2025 هو الاستقرار مع إمكانية خفضها بمقدار ربع نقطة مئوية أو اثنين.

المخاطر التي تهدد التوقعات الاقتصادية

تعد الصراعات الدولية خطراً كبيراً على الاقتصاد الأمريكي ولكن في غياب التغيرات الكبرى يبدو الاقتصاد العالمي مستقراً.
وتشير توقعات “فوكس إيكونوميكس” لعامي 2025 و2026 إلى أن الناتج المحلي الإجمالي العالمي سينمو بوتيرة مستقرة.
ورغم أن الحرب التجارية لن تدفع الاقتصاد العالمي إلى الركود فإنها قد تؤدي بالتأكيد إلى تراجع النمو مع دخول الصناعات الأكثر تضررا في حالة ركود فعلي.