تزامناً مع دخول قرار تطبيق الدوام المسائي بمرحلته الأولى حيّز التنفيذ اعتباراً من اليوم، تباينت استعدادات الوزارات والجهات الحكومية لاعتماد هذا الإجراء، خصوصا أن ثمة بعض الجهات أنجزت استعداداتها هذا الدوام في موعده اليوم، فيما لا تزال جهات أخرى تتريث لاعتماده، أو أنها لا تبدي حماسة له.

وفي سياق جاهزية بعض الجهات الحكومية لـ «المسائي»، أكد وكيل وزارة الشؤون الاجتماعية بالإنابة، د. خالد العجمي، جاهزية «الشؤون» لتطبيقه في معظم إداراتها، وفق الضوابط التي أعلنها ديوان الخدمة المدنية، لافتاً إلى أن اللجنة المشكّلة في الوزارة لحصر أعداد الموظفين الذين سيداومون بهذه الفترة، قامت بفرز ما يزيد على 400 موظف، كعدد أوّلي، للعمل بالإدارات التي سيُطبّق فيها النظام، ورفع أسمائهم إلى الديوان لاعتمادها.

وقال العجمي لـ «الجريدة»، إن «الدوام المسائي قد يشمل موظفي التنمية الاجتماعية، وحدائق الأطفال، وصالات التسلية، والنوادي، وإدارة الخدمات، إضافة إلى موظفي دور الرعاية الاجتماعية»، مؤكداً اتّباع تعميم الديوان بشأن عدم جواز استحداث وظائف إشرافية جديدة في الهيكل التنظيمي خلال الدوام المسائي، «على أن تحدد الجهة معايير الاختيار بين الموظفين في حالة زيادة أعداد الراغبين بالعمل بهذا النظام على نحو لا يخلّ بحُسن سير وانتظام العمل بالفترة الصباحية».

ولفت إلى أن «الشؤون» قد تلجأ إلى زيادة عدد الموظفين الذين سيداومون بهذه الفترة وفق معطيات التطبيق الفعلي للقرار، لا سيما أنه يحق لها اختيار حتى 30 بالمئة من إجمالي موظفيها، موضحاً أن مواعيد العمل الرسمية المعتادة بالفترة المسائية يجب ألا تبدأ قبل الساعة الثالثة والنصف عصراً، أما خلال شهر رمضان فتحددها كل جهة وفقاً لظروف العمل، مع منع تطبيق النظام المرن على موظفي هذا الدوام، مشدداً على أنه بتوجيهات من الوزيرة د. أمثال الحويلة، حرصت الوزارة على أن تكون ضمن أولى جهات الدولة المطبّقة للقرار، لاسيما أن «الشؤون» تعدّ من أكبر الوزارات الخدمية في البلاد، التي تستفيد منها شرائح وقطاعات عدّة ومتنوعة.

«الشؤون»: 400 موظف جاهزون وقد نلجأ إلى زيادتهم وفق معطيات التطبيق

لا إقبال بـ «التربية»

من جهتها، أكدت مصادر تربوية لـ «الجريدة» أن وزارة التربية لم تحدد حتى الآن أسماء الموظفين الذي سيشملهم الدوام المسائي، موضحة أن تعميم الوزارة على موظفيها لتحديد أسماء الراغبين بالدوام المسائي لم يلق إقبالا من موظفي «التربية».

وقالت المصادر إن الوزارة كانت قد خاطبت المناطق التعليمية والإدارات المركزية قبل أكثر من شهرين لتحديد أسماء الراغبين من الموظفين بالعمل خلال فترة الدوام المسائي، إضافة إلى تحديد الأقسام والخدمات التي يمكن تقديمها للمتعاملين مع الوزارة في الفترة المسائية، لافتة إلى أن الجهات المعنية لم تصلها أي كشوف بتحديد أسماء الموظفين الراغبين بالعمل المسائي حتى نهاية الدوام الرسمي أواخر عام 2024.

وأشارت إلى أن الخدمات التي تقدمها الوزارة تقتصر على بعض الخدمات، مثل إصدار الشهادات الدراسية والتسلسل الدراسي، والتي تم توفير خدمة التقديم عليها عبر الموقع الإلكتروني، وهو الأمر الذي يبرر عدم حماس مسؤولي «التربية» للدوام المسائي.

وذكرت المصادر أن الوزارة قد تلجأ خلال الأسابيع المقبلة الى تحديد بعض الجهات للعمل في الفترة المسائية، والتي ستكون محدودة جدا، نظرا لطبيعة عمل الوزارة التي تقدم خدماتها التعليمية للطلبة في الفترة الصباحية، إضافة إلى وجود مراكز تعليم الكبار ومحو الأمية التي تعمل في الفترة المسائية منذ عقود.

«الصحة» في انتظار الترشيحات

إلى ذلك، كشفت مصادر صحية مطلعة أن وزارة الصحة مازالت تدرس العمل المسائي على موظفيها العاملين في الديوان العام للوزارة وعدد من إداراتها المركزية خارج ديوان الوزارة.

وأكدت المصادر لـ «الجريدة» أن القطاعات المعنية في وزارة الصحة، وعلى رأسها قطاع الشؤون الإدارية، خاطب مختلف الإدارات في الوزارة عن مدى حاجتهم للعمل المسائي، وفي انتظار الترشيح من قبلهم، لافتة إلى أن انطلاق العمل المسائي لموظفي الصحة بحاجة إلى تعميم.

وأوضحت أن الوزارة تقوم الآن بتركيب بوابات إلكترونية في مداخل الوزارة لموظفيها العاملين في الدوام الصباحي، أو أولئك الذين سيتم ترشيحهم للعمل المسائي داخل الوزارة خلال الفترة المقبلة.

وأضافت أن وزارة الصحة تعمل منذ شهور على تجهيز آلية العمل بنظام العمل بالفترة المسائية.

وأكدت أن المستشفيات والمراكز الصحية لها طبيعة عمل خاصة، فهناك «شفتات» صباحية ومسائية في المرافق الصحية بمختلف المناطق في البلاد، سواء في المستشفيات العامة أو التخصصية أو مراكز الرعاية الصحية الأولية.

يذكر أن عدد الإداريين العاملين في ديوان وزارة الصحة والمناطق الصحية والإدارات المركزية التي تقع خارج ذلك الديوان يقدر بنحو 5 آلاف موظف وموظفة، بواقع نحو 2500 إداري في ديوان الوزارة، ومثلهم في الإدارات المركزية والمناطق الصحية، ويحق لثلث هذا العدد، أي نحو 1650 موظفاً، العمل خلال الفترة المسائية، بناء على الاشتراطات التي حددها ديوان الخدمة المدنية بأن عدد المكلفين بالعمل في الفترة المسائية لا يزيد على 30 بالمئة من إجمالي عدد موظفي الجهة.

من جهتها، كشفت مصادر مطلعة في وزارة الأشغال عن التزامها بقرار ديوان الخدمة المدنية الخاص بتطبيق الدوام المسائي، وفق ما جاء في قرار مجلس الوزراء بهذا الشأن.

«التربية» بلا دوام مسائي لإحجام الموظفين عن إبداء الرغبة فيه

وقالت مصادر الوزارة لـ «الجريدة» إن بعض الإدارات داخل الوزارة رفعت أسماء موظفيها الراغبين بالعمل في الدوام المسائي، مضيفة أن إدارات قطاعي الهندسة الصحية، والصيانة، أرسلت كشوفاً للعمل بالدوام المسائي، مبينة أن العمل خلال ذلك الدوام سيكون 4 ساعات من دون بصمة «تواجد»، إضافة إلى وجود ربع ساعة سماح قبل العمل.

بدورها، أشارت مصادر «الكهرباء» إلى أن بعض القطاعات رفعت أسماء الموظفين الراغبين في العمل بالدوام المسائي، وفقا لحاجة كل قطاع، وتم اتخاذ الإجراءات اللازمة من قبل قطاع الشؤون الإدارية لتطبيق القرار.

موافقة الموظفين بالجامعة

وعلى صعيد متصل، علمت «الجريدة» من مصادر مطلعة في جامعة الكويت، أن الجامعة لا تزال في طور الدراسة حول تطبيق الدوام المسائي على مختلف إداراتها الخدمية، ويأتي ذلك وفقا لقرار ديوان الخدمة المدنية الذي يلزم المؤسسات الحكومية به بنسبة 30 بالمئة من موظفي الدولة، لافتة إلى أن هذا الأمر يرجع إلى موافقة الموظف وأعداد الموظفين التي تسمح بتغطية الفترة المسائية، وبناء عليها يتم تقديم إحصاءات بعدد الموظفين الذين يعملون على تغطية تلك الفترة.

وذكرت المصادر أن هناك إدارات مختلفة مطبقة للدوام المسائي قبل صدور قرار «الخدمة المدنية»، أبرزها إدارة الأمن والسلامة وإدارة الصيانة، وغيرها من الإدارات التي تكون على استعداد كامل في أي وقت.

3 إدارات بـ «التطبيقي»ومن جانب آخر، كشفت مصادر مطلعة في الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب، أن هناك 3 إدارات وافقت على تطبيق الدوام المسائي، وهي «إدارة الخدمات العامة، وإدارة الأمن والسلامة، ونادي العاملين».

وأشارت المصادر إلى أن إدارة الهيئة عممت على موظفيها في مختلف الإدارات مسبقا على الراغبين بالعمل في الفترة المسائية، وإلى الآن لم يترشّح أحد منهم، علما بأن إدارة الهيئة في متابعة مستمرة على تطبيقه.

وتساءلت المصادر: «في حال تطبيق الدوام المسائي على بعض الإدارات الخدمية بالتطبيقي، هل هناك مسؤول أو قيادي يقوم بالإشراف على تلك الفترة المسائية؟!، وهل الدوام المسائي ملزم للمناصب الإشرافية أو الوظائف العامة؟»، لأن هناك بعض المعاملات التي تحتاج إلى توقيع المسؤول، موضحا أن هناك إدارات خدمية مثل عمادة القبول والتسجيل وعمادة شؤون الطلبة، وغيرها من الإدارات، لم تتقدم للمشاركة الدوام المسائي حتى الآن!

«التعليم العالي» لتطبيقه بشكل سليم

ذكرت مصادر مطلعة في وزارة التعليم العالي أن تطبيق الدوام المسائي في الوزارة قيد الدراسة، مشيرة إلى أن الوزارة تعمل على التأكد من جاهزية مختلف الإدارات لتطبيق الدوام المسائي من قدرة أعداد موظفيها وتهيئتهم وترشيحهم، ويأتي ذلك وفقا لإحصاءات بالنسبة إلى تلك الأعداد حتى يتم التطبيق بشكل سليم.