اعتبر السفير الهندي لدى البلاد ادارش سويكا أن «تولي الكويت رئاسة مجلس التعاون الخليجي سيكون فرصة مواتية لتعزيز التعاون بين الهند ومختلف دول مجلس التعاون». وأشاد السفير بـ «الدور النشط والمحوري الذي تلعبه الكويت في آسيا»، مرحباً في الوقت نفسه «بالكويت كشريك في منظمة شنغهاي للتعاون».

وفي لقاء صحافي عقده في بداية العام، وصف سويكا زيارة رئيس وزراء بلاده ناريندرا مودي للكويت بـ«الاستثنائية، سواء من حيث رمزيتها العالية أو جوهرها، حيث قلدت القيادة الكويتية رئيس وزرائنا قلادة مبارك الكبير، وهي أعلى وسام مدني في الكويت يمنح للملوك ورؤساء الدول والحكومات، فضلاً عن دعوته كضيف شرف لحضور افتتاح بطولة كأس الخليج العربي في دورتها الـ26».

ولفت إلى أن زيارة رئيس وزراء بلاده «كانت مثمرة وعقد خلالها عدداً من اللقاءات المهمة مع القيادات الكويتية، التي تناولت مختلف جوانب العلاقات الثنائية وسبل دعمها وتعزيزها واستشراف آفاق جديدة لها»، كاشفاً عن أن مودي «وجّه الدعوة لصاحب السمو الأمير وسمو ولي العهد وسمو رئيس مجلس الوزراء لزيارة الهند، كما اتفق البلدان على رفع مستوى العلاقات الثنائية إلى شراكة استراتيجية، استناداً إلى العلاقات التقليدية الوثيقة والودية بين البلدين، والرغبة في تعميق التعاون في جميع المجالات».

وأضاف أن الزيارة شهدت التوقيع على «4 اتفاقيات ثنائية مهمة، الأولى: مذكرة تفاهم في مجال الدفاع، والتي ستوفر الإطار اللازم لتعزيز العلاقات الثنائية في هذا المجال، وتشمل التدريبات العسكرية المشتركة والدفاع البحري والسلامة البحرية والتطوير والإنتاج المشترك للمعدات الدفاعية، والثانية: برنامج تنفيذي بين الهيئة العامة للرياضة ووزارة شؤون الشباب والرياضة بالهند، للتعاون في المجال الرياضي للأعوام 2025 - 2028، والثالثة: برنامج للتبادل الثقافي للأعوام 2025 - 2029، والرابعة: الاتفاق الإطاري لانضمام الكويت إلى التحالف الدولي للطاقة الشمسية ISA، مما يمثل خطوة مهمة نحو التعاون في تطوير واعتماد مسارات نمو منخفضة الكربون وتعزيز حلول الطاقة المستدامة».

لجنة التعاون المشتركة

وذكر ساويكا أن البلدين «اتفقا على استمرار الزيارات المنتظمة لقطع البحرية الهندية وسفن الحراسة لتعزيز التعاون الدفاعي بكل أشكاله».

وتوقع أن تستمر الزيارات المتبادلة رفيعة المستوى بين البلدين، موضحاً أن «الأشهر الستة الماضية فقط، شهدت زيارة وزير الشؤون الخارجية الهندي للكويت في أغسطس، ولقاء سمو ولي العهد الشيخ صباح الخالد رئيس الوزراء مودي في نيويورك، وزيارة وزير خارجية الكويت للهند في ديسمبر».

وأفاد بأن إنشاء لجنة التعاون المشتركة بين الكويت والهند سيعمل كآلية مؤسسية لمراجعة ومتابعة جميع جوانب العلاقات الثنائية، وسيترأس اللجنة وزيرا خارجية البلدين، كما تم إنشاء مجموعات عمل مشتركة جديدة في مجالات التجارة، والاستثمارات، والتعليم، وتنمية المهارات والعلوم والتكنولوجيا، والأمن، ومكافحة الإرهاب، والزراعة والثقافة، إلى جانب مجموعات العمل القائمة في مجالات، الصحة، والعمالة، والهيدروكربونات.

وأضاف أن «الجانبين اتفقا على ضرورة عقد اجتماعات اللجنة ومجموعات العمل في أقرب وقت ممكن»، لافتاً إلى أن التجارة ركيزة مهمة جداً في مسار العلاقات الثنائية بين البلدين، وأوضح أن حجم التبادل التجاري بين البلدين يقدر حالياً بـ14 مليار دولار، يرتكز بشكل أساسي على تجارة النفط وقطاع الغذاء.

مشاريع صحية وجامعية

واعتبر السفير الهندي أن «الكويت تدرك أهمية الاقتصاد الهندي كبيئة جاذبة للاستثمارات الأجنبية، لذلك قامت الهيئة العامة للاستثمار وبعض بيوت الأعمال الكويتية باستثمارات كبيرة في قطاعات مختلفة بالهند».

وفيما يتعلق بالقطاع الصحي، أعرب عن أمله أن يرى المزيد من الأدوية من خلال إنشاء مصانع أدوية ومستشفيات هندية متخصصة في الكويت، مشيراً إلى أن «السفارة ستنظم سلسلة من الفعاليات المتنوعة بمناسبة مرور 250 عاماً من العلاقات التاريخية بين الهند والكويت خلال أبريل المقبل، ومن ضمنها عرض جميع التحف والمخطوطات والعملات الورقية الهندية والطوابع وما إلى ذلك».

وعلى الصعيد الأكاديمي، قال: «نتطلع إلى إمكانية إنشاء فروع للجامعات الهندية في الكويت، ونعمل على اعتمادها بالكويت لتمكين الطلاب الكويتيين من الدراسة في الهند، إضافة إلى ذلك نتطلع إلى برنامج تدريبي للدبلوماسيين الكويتيين في معهد الخدمة الخارجية الهندي».