الذهب والدولار والفائدة

تساعد احتمالات خفض أسعار الفائدة بشكل أبطأ من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي الدولار الأمريكي على الثبات بالقرب من أعلى مستوى في عامين والذي لامسه الأسبوع الماضي وتبين أنه عامل رئيسي يثقل كاهل المعدن الأصفر غير المدر للعائد.
مع ذلك، فإن المزاج الحذر في السوق والمخاطر الجيوسياسية ومخاوف الحرب التجارية لا تزال تدعم سلعة الملاذ الآمن.

مستثمرو الذهب يترقبون بيانات الوظائف

كما يقول محللون فإن الهروب إلى الأمان يؤدي إلى تراجع متواضع في عوائدات سندات الخزانة الأمريكية وهذا بدوره يمنع الدولار من وضع رهانات جديدة ويساهم في الحد من الجانب السلبي لسعر الذهب وتراجعه.
اقرأ أيضاً: أسعار الذهب تحقق قفزة جديدة مع ترقب بيانات التضخم الأمريكية
قد يختار المستثمرون أيضًا الانتظار على الهامش قبل تقرير الوظائف غير الزراعية الأمريكية الذي يتم انتظار صدوره يوم الجمعة.
في غضون ذلك، سيتم النظر إلى خطابات عدد من أعضاء اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة المؤثرين لفرص التداول القصيرة الأجل في وقت لاحق من جلسة الولايات المتحدة يوم الخميس.

سوق العمل وتوقعات الفائدة الأمريكية

أفادت شركة معالجة البيانات “إيه دي بي” أن أعداد العاملين في القطاع الخاص في الولايات المتحدة ارتفعت بمقدار 122 ألف وظيفة في ديسمبر وهو ما يقل كثيرا عن الزيادة البالغة 146 ألف وظيفة في نوفمبر وأقل من التوقعات البالغة 140 ألف وظيفة.
اقرأ أيضاً: لماذا يعتبر الذهب ملاذاً آمناً جيداً حتى الآن رغم ارتفاع أسعاره؟
وأظهر تقرير منفصل لوزارة العمل الأمريكية أن طلبات إعانة البطالة الأولية بلغت 201 ألف طلب في الأسبوع المنتهي في الرابع من يناير وهو أدنى مستوى منذ فبراير 2024 ويشير إلى استقرار سوق العمل.
وأظهرت محاضر اجتماع اللجنة الفيدرالية أن صناع السياسات اعتبروا أن ظروف سوق العمل تتحسن تدريجيا مؤيدين بذلك لإبطاء وتيرة خفض أسعار الفائدة وسط هدوء الانكماش.

قوة الدولار تقيد ارتفاع الذهب

كما ارتفع العائد على سندات الحكومة الأمريكية القياسية لأجل 10 سنوات إلى أعلى مستوى له منذ 25 أبريل يوم الأربعاء مما ساعد الدولار الأمريكي على الثبات بالقرب من أعلى مستوى في عامين وتقويض سعر الذهب.
وذكرت شبكة “سي إن إن” الأمريكية، أن الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب يدرس إعلان حالة طوارئ اقتصادية وطنية لتوفير مبرر قانوني لفرض سلسلة من الرسوم الجمركية الشاملة على الحلفاء والخصوم.

الذهب والتوترات الجيوسياسية

ويقول محللون إن تكبد القوات الأوكرانية خسائر بشرية كبيرة في مواجهة الهجوم الروسي المتواصل ومع قول وزارة الدفاع الروسية إن قواتها هزمت الألوية الأوكرانية في سيفيرسك وتشاسوف يار، إضافة إلى استمرار الغارات الجوية للاحتلال الإسرائيلي في أنحاء الضفة الغربية يوم الأربعاء في أعقاب هجوم أسفر عن مقتل ثلاثة إسرائيليين يوم الاثنين أمور مؤثر في دفع الذهب.
وانخفض الذهب في المعاملات الفورية 0.1% إلى 2660.36 دولار للأوقية (الأونصة) في حين ارتفعت العقود الآجلة للذهب التي تنتهي في فبراير 0.2% إلى 2678.60 دولار للأوقية (الأونصة).

استعداد الذهب للارتفاع مجدداً

ويقول محللون أنه يبدو أن سعر الذهب على استعداد للارتفاع أكثر حيث يمثل مستوى الدعم الأفقي 2635 دولارًا مفتاحًا للصعود فمن منظور فني يبدو أن الارتفاع الذي سجله الذهب عند مستوى 2,670 دولار للأوقية يشكل عقبة فورية وإذا تم تجاوزه فسوف يُنظر إليه على أنه محفز جديد للمتداولين على الصعود.
ونظراً لأن هذه التقلبات بدأت تتحرك في منطقة إيجابية فقد يرتفع سعر الذهب بعد ذلك إلى مستوى مقاومة متوسط بالقرب من منطقة 2,681-2,683 دولار للأونصة في طريقه إلى مستوى 2,700 دولار.

ضغوط محتملة على الذهب

على ناحية مقابلة، فمن المرجح أن يجد أي انخفاض آخر للذهب حالة هبوط بالقرب من منطقة 2645 دولارًا قبل منطقة 2635 دولارًا وأدنى مستوى أسبوعي حول منطقة 2615-2614 دولارًا التي تم لمسها يوم الاثنين.
ولايمكن إغقال إمكانية إنزلاق الذهب بعد ذلك إلى ما دون أدنى مستوى تحقق في ديسمبر حول منطقة 2583 دولارًا واختبار الدعم التالي ذي الصلة بالقرب من منطقة 2550 دولارًا.