• محافظ البلقاء: الشاب وقع على تعهد بعدم تكرار هذا الفعل مستقبلاً

اتخذ محافظ البلقاء، سلمان انجادا، إجراءات قانونية وإدارية بحق شاب أقدم على بيع "هواء" شارع الستين في مدينة السلط عبر بث مباشر على منصات التواصل الاجتماعي. 

وقال انجادا في تصريح خاص لـ"رؤيا": "تم استدعاء الشاب إلى مكتب المحافظة، حيث تم اتخاذ كافة الإجراءات القانونية والإدارية بحقه، كما وقع على تعهد بعدم تكرار هذا الفعل مستقبلاً."

تفاصيل الحادثة

وكان الشاب، وهو من سكان مدينة السلط، قد أثار جدلاً واسعاً بعدما عرض زجاجة قال إنها تحتوي على "هواء السلط" في بث مباشر عبر الإنترنت.

وفي الفيديو، ظهر الشاب وهو يحمل الزجاجة ويدعي أنها تحتوي على هواء من مدينة السلط، مشيراً إلى أنه استعان برافعة للصعود إلى أحد المرتفعات المطلة على شارع الستين في المدينة، الذي يطل بدوره على فلسطين المحتلة.

وأضاف الشاب أنه استلهم الفكرة من "مطل فلسطين"، الذي يشرف على الأراضي المحتلة، وارتبطت الفكرة بشعار "تنفس هواء السلطية بنكهة فلسطينية"، مما أضاف بعدًا رمزيًا للحدث.

 السياحة والتذكارات الفريدة

 يُذكر أن هذه الفكرة ليست جديدة كليًا، فقد أصبحت فكرة بيع الهواء النقي تذكارًا سياحيًا غير تقليدي منتشرًا في بعض الأماكن حول العالم، ففي مدن مختلفة مثل ميديلين في كولومبيا، وزيورخ في سويسرا، وكمو في إيطاليا، وكذلك في مدن أخرى مثل بكين وسيدني، ظهرت مشاريع مشابهة تبيع زجاجات تحتوي على هواء نقي مأخوذ من أماكن معينة.

 - ميديلين في كولومبيا: في عام 2022، أطلق الشاب الكولومبي خوان كارلوس ألفارادو مشروعه لبيع زجاجات هواء مدينة ميديلين النقي، التي تُعرف بمناخها المعتدل.

ومع تزايد الاهتمام من السياح، لاقت هذه الفكرة نجاحاً كبيراً، حيث قام ألفارادو ببيع 77 زجاجة في يومه الأول.

 - بحيرة كومو في إيطاليا: في هذه المنطقة الجميلة، بدأ بيع عبوات تحتوي على هواء نقي من بحيرة كومو، حيث يتم بيع العبوة بسعة 400 مل مقابل حوالي 10 دولارات. وقد استهدفت هذه الفكرة السياح الذين يزورون المنطقة.

 - زيورخ في سويسرا: في 2018، بدأ الشاب السويسري موريتز كراينمان بيع زجاجات هواء نقي مأخوذ من جبال الألب، وقد لاقت هذه الفكرة اهتمامًا كبيرًا، خاصة من قبل الأشخاص في الدول التي تعاني من تلوث الهواء.

 ردود الفعل

بينما اعتبر البعض أن هذه الفكرة تمثل ابتكارًا جذابًا ومميزًا، تعرض الشاب أيضًا لانتقادات واسعة بسبب طبيعتها الغريبة. واعتبر البعض أن بيع "هواء السلط" قد يكون مستفزًا أو لا يليق في ظل الظروف الاجتماعية والاقتصادية المحلية.

ومع ذلك، أشار البعض إلى أن هذه الفكرة تحمل معاني رمزية، إذ تجمع بين الموروث الثقافي للمدينة والرسالة السياسية المرتبطة بفلسطين.

 الإجراءات القانونية والإدارية

ورغم الجدل المثار، أكد محافظ البلقاء أن الإجراءات القانونية والإدارية التي تم اتخاذها تأتي بهدف حماية المصلحة العامة وضمان احترام القوانين.

وأضاف أن الشاب وقع تعهدًا بعدم تكرار هذا الفعل، وهو ما يُعتبر خطوة مهمة لضمان عدم تعريض المجتمع لمواقف مشابهة قد تثير البلبلة.

بينما تجذب فكرة بيع الهواء النقي الانتباه في بعض أنحاء العالم كمنتج سياحي مبتكر، تبقى قضية بيع "هواء السلط" في الأردن موضوعًا مثيرًا للجدل بين الإبداع والقبول الشعبي.

وفي الوقت الذي يتطلع فيه البعض إلى تحويل هذه الفكرة إلى مشروع سياحي فريد، يظل الموقف الرسمي في الأردن محافظًا، حيث يعكف على اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة لضبط الأمور.