أكّدت الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، رئيسة مجلس إدارة هيئة الشارقة للكتاب، أن مهرجان الشارقة للأدب الإفريقي «يُشكل فرصة فريدة للتعمق في واحدة من أغنى الحضارات الإنسانية وأكثرها تنوعاً؛ إذ تحمل إفريقيا في جنباتها إرثاً ثقافياً عريقاً يروي قصة قارة شكّلت هويتها عبر العصور، من الحضارات القديمة التي أثرت في العالم، إلى الحركات الثقافية المعاصرة التي تعبّر عن روحها المتجددة، ما يُعد كنزاً إنسانياً لا يقدر بثمن».

وأضافت خلال افتتاحها الدورة الأولى من المهرجان في الساحة الخارجية من قاعة المدينة الجامعية بالشارقة: «يمثل المهرجان خطوة فريدة نحو تعزيز جسور التواصل الإنساني؛ ففي عصر أصبح العالم فيه أكثر ترابطاً، تبرز أهمية استثمار هذا التقارب للتعرف إلى الثقافات والعادات والفنون لمختلف الشعوب، وقد عرفت أمتنا العربية هذه الروابط عبر تاريخها الحافل، إذ شكّلت الإنجازات الاقتصادية بوابة للتفاعل مع ثقافات شعوب أخرى، وكان للقارة الإفريقية دور بارز في تلك العلاقات التي استندت إلى التأثير المتبادل».

وكرّمت الشيخة بدور القاسمي، خلال المهرجان، الروائي النيجيري وولي سوينكا بجائزة الشارقة للتقدير الأدبي، تقديراً لمسيرته الأدبية المتميزة وإسهاماته في إثراء الأدب العالمي.

من جهته، قال الرئيس التنفيذي لهيئة الشارقة للكتاب، أحمد بن ركاض العامري، خلال حفل الافتتاح: «من خلال هذا المهرجان تؤسس الشارقة حدثاً دولياً جديداً على أجندة العالم لاكتشاف جمال وعمق الثقافة الإفريقية، وتحوّل الأدب إلى أرض مشتركة يعيش ويتواصل عليها العالم العربي مع نظيره الإفريقي بتنوّع مرجعياته الثقافية والحضارية».

وتجوّلت الشيخة بدور القاسمي في مناطق تنظيم فعاليات مهرجان الشارقة للأدب الإفريقي، واطلعت على العروض الفنية التي تحتفي بالتنوّع الثقافي والتراث الغني للقارة السمراء.

واستُهل حفل افتتاح المهرجان بعرض فني قدمته فرقة «أوركسترا الملتقى»، إذ امتزجت الموسيقى التراثية العربية بألحان مستوحاة من الموروث الثقافي الإفريقي، ما خلق تجربة تعكس التناغم الثقافي بين الجانبين. واستعرضت الفرقة عبر معزوفاتها تنوّع الثقافات الإفريقية، من خلال أزياء تقليدية ملونة وتصاميم تعكس أصالة الأقاليم التي تمثلها، ما أضفى على الحفل طابعاً مبهجاً ومفعماً بالحيوية.

ويستضيف المهرجان – الذي ينظم تحت شعار «حكاية إفريقيا» – 29 أديباً من الإمارات وإفريقيا، من بينهم التنزاني عبدالرزاق قرنح. ويتضمن برنامج المهرجان ثماني حلقات نقاشية وثلاث ندوات ملهمة، إلى جانب 12 ورشة عمل تفاعلية للأطفال تسلّط الضوء على التراث الإفريقي، مثل ورش صناعة الفخار وتصميم المجوهرات ورسم الحكايات.

مزيج من الكل

شهد اليوم الأول من مهرجان الشارقة للأدب الإفريقي، جلسة حوارية مع الكاتبة النيجيرية – الأميركية ننيدي أوكورافور، ناقشت خلالها أحدث رواياتها الصادرة في يناير الماضي بعنوان «موت الكاتب».

وقالت أوكورافور: «(موت الكاتب) هي رواية غير قابلة للتصنيف تماماً، فهي ليست رواية خيال علمي ولا هي رواية أدبية، ولا سيرة ذاتية، إنها مزيج من الكل».

«صاحب نوبل» يرسم طريق السعادة

قال الروائي النيجيري وولي سوينكا، إن روح المعلم تجري في جيناته لأن والده كان معلماً، موضحاً أن أكثر اللحظات متعة له هي تلك التي يكتب فيها ما يؤثر في نفسه والآخرين. وشدّد سوينكا، في إحدى جلسات سلسلة المتحدثين بجائزة «الشارقة للتقدير الأدبي» ضمن فعاليات مهرجان الشارقة للأدب الإفريقي، والتي حملت عنوان «الروائي النيجيري وولي سوينكا: في ضوء الكلمة» على أهمية الحرية في السعي للسعادة، مضيفاً: «افعل ما عليك فعله برضا وبمحض إرادتك ولا تجعله يبدو وكأنه واجب مفروض عليك، فهذا هو الطريق لتحقيق السعادة».

بدور القاسمي:

. المهرجان خطوة فريدة نحو تعزيز جسور التواصل الإنساني.