من المتوقع إستفادة شركات الاسمنت السعودية العاملة بالمنطقة الشمالية وهم (أسمنت الشمالية – والجوف – وتبوك – وحائل التي إستحوذت عليها مؤخرًا اسمنت القصيم) من فرصة التوسع في أعمال التصدير للسوق السورية خاصة في ضوء التطورات الإيجابية الأخيرة التي تمر بها سوريا وإستهدافها إعادة الاعمار خلال السنوات القادمة، وذلك في الوقت الذي تعاني فيه سوريا من النقص في الطاقة الإنتاجية، وعدم قدرتها على تلبية الاحتياجات الهائلة لمشروعات إعادة الإعمار المتوقعة بعد الحرب التي دمرت قدراً كبيراً من بنيتها التحتية وذلك وفقا لتقارير البنك الدولي والأمم المتحدة عن تكاليف ضخمة لإعادة الإعمار تتراوح بين 250 و300 مليار دولار.

وبالفعل بدأت بعض شركات الأسمنت العاملة في المنطقة الشمالية الإعلان عن عقود لتوريد الاسمنت والكلنكر لدولة سوريا الشقيقة مثل شركة “اسمنت الجوف” التي وقعت عقداً لبيع وتصدير مادة الكلنكر بقيمة 38 مليون ريال تمثل 12.6% من إيرادات الشركة عن عام 2023.

وتمتلك شركات الاسمنت العاملة في المملكة قدرات إنتاجية تزيد عن الـ 80 مليون طن/عام، وتحتل المملكة المرتبة الأولى عربيًا والعاشرة عالميًا في حجم إنتاج الأسمنت، وذلك من خلال 20 مصنعا سعوديًا، وذلك في الوقت الذي بلغ فيه انتاج المملكة في عام 2024 نحو 57.3 مليون طن، وذلك مقارنة بـ 57.4 مليون طن في 2023.

كما بلغت مبيعات شركات الاسمنت في عام 2024 نحو 51.2 مليون طن (49.2 مليون طن مبيعات محلية – ونحو 2 مليون طن مبيعات موجهة للتصدير) تمثل 64% من إجمالي الطاقة الإنتاجية ونحو 89.4% من الإنتاج الفعلي لمصانع الاسمنت في 2024، الامر الذى يعكس وجود فجوة في العرض في سوق الاسمنت، وبما يعنى إمتلاك المملكة لطاقة إنتاجية فائضة (غير مستغلة) لمصانع الاسمنت في المملكة تقدر بنسبة 36%، بالإضافة الى وجود مخزون كلنكر بنحو 45 مليون طن (يكفى استهلاك المملكة لأكثر من 10 شهور)، كما ان هناك بعض مصانع الاسمنت لديها توسعات مستقبلية في خطوط إنتاجية بهدف رفع طاقاتها الانتاجية مثل شركة “أسمنت اليمامة” والتي تقوم حاليًا بتعزيز قدراتها الإنتاجية من خلال إضافة خط ثالث للإنتاج، والذى من المتوقع أن يضيف 15 الف طن بنهاية 2025، لتصل الطاقة الإجمالية للشركة إلى نحو 34 ألف طن يوميا، مما يعمل على دعم الطفرة الهائلة في المشروعات التنموية للمملكة خلال الفترة القادمة.

وهذا الامر يدعم توسيع وتنشيط المملكة نحو تصدير الاسمنت والكلنكر، وبما لا يؤثر على تلبية الاحتياجات المتزايدة لمشروعات المملكة خلال الفترة القادمة.

الطاقات الإنتاجية وحجم الإنتاج وكمية مبيعات الاسمنت للشركات العاملة في المنطقة الشمالية بالمملكة خلال عام 2024 مقارنة بـ 2023:

                                                                                                                                                      “بالألف طن”