شهدت السوق العقارية دخول مئات شركات التطوير العقاري منذ بداية العام الماضي 2024، ما أوجد منافسة قوية على استقطاب المتعاملين المحتملين عبر عروض جذابة، نتج عنها ضغط على الأسعار في بعض مناطق دبي.

وساعد النمو الكبير في سوق دبي العقارية في دخول لاعبين جدد يقدّر عددهم بـ400 مطوّر عقاري خلال العام الماضي، ليرتفع عدد المطوّرين العاملين في السوق العقارية بالإمارة إلى 1659 مطوراً عقارياً بنهاية عام 2024.

وأكد عقاريون أن المنافسة بين المطوّرين في القطاع العقاري صحية وجيدة، وتنتج عنها زيادة في تنوع المعروض والخيارات أمام المشترين، وتؤكد نضج السوق.

واستعرضوا لـ«الإمارات اليوم» الجوانب الإيجابية والسلبية من دخول مطوّرين جدد إلى السوق العقارية.

إيجابيات وتحديات

وتفصيلاً، قالت الخبيرة العقارية مديرة شركة «DXR»، أسماء موافقي، إن «دخول مئات المطوّرين الجدد إلى السوق العقارية في دبي زاد التنافسية، ما أثّر بشكل واضح في استراتيجيات التسعير والعروض المقدمة للمتعاملين».

وأضافت لـ«الإمارات اليوم»: «هناك جوانب إيجابية تتعلق بدخول مطوّرين عقاريين جدد، تتمثّل في الفرص الاستثمارية المغرية، ذلك أن المنافسة القوية تدفع المطوّرين إلى تقديم عروض جذابة، مثل: خطط الدفع الميسرة، والخصومات، أو حتى الإعفاء من رسوم الخدمات لفترات معينة، ما يجعل الاستثمار في العقارات أكثر جاذبية».

وتابعت: «من تلك الإيجابيات أيضاً تحسين الجودة والخدمات، إذ أصبح المطورون يسعون إلى تحسين جودة البناء، وتقديم تصاميم مبتكرة، وإضافة ميزات مثل: المنازل الذكية، أو الشقق المزودة بمسابح خاصة، ما يعزز تجربة الملاك والمستأجرين»، لافتة إلى تحفيز الطلب من قبل المشترين، خصوصاً من المستخدمين النهائيين، عندما تصبح الأسعار أكثر تنافسية.

وأشارت موافقي كذلك إلى تحديات أخرى، موضحة أن المطوّرين الجدد قد يقدّمون أسعاراً منخفضة لجذب المشترين، ما قد يؤثر في هوامش الربح، ويجعل بعض المشروعات أقل جدوى اقتصادياً.

وتابعت: «من التحديات كذلك التأخير في تسليم بعض المشروعات، وزيادة العرض مقابل الطلب»، وقالت: «في حال استمر تدفق المشروعات العقارية الجديدة بوتيرة أسرع من نمو الطلب، فقد يؤدي ذلك إلى تخمة في السوق، ما قد يؤثر في العائدات الاستثمارية للملاك والمستثمرين».

ورأت موافقي أن المطور الناجح ليس من يقدّم أقل الأسعار، بل من يستطيع تحقيق توازن بين السعر والجودة والموقع والخدمات، مؤكدة أن المتعاملين في دبي أصبحوا أكثر وعياً، كما لم يعد السعر وحده كافياً لجذبهم، بل يبحثون عن مشروعات مضمونة، من حيث التسليم والمواصفات، والقيمة المضافة.

عوامل الجذب

من جانبه، أكد الرئيس التنفيذي لشركة «ستاندرد لإدارة العقارات»، عبدالكريم الملا، أن «زيادة تنافسية المطوّرين تضغط على أسعار العقارات في بعض مناطق دبي»، مشيراً إلى أن القطاع العقاري شهد دخول مئات المطوّرين خلال الفترة الماضية، ما أوجد تنافسية في ما بينهم على المتعاملين المحتملين عبر عروض سعرية جاذبة.

وأضاف: «يبحث المشترون المحتملون دائماً عن التميز في (التشطيب)، والجودة، وهما مسألتان من نصيب المطوّرين الذين يتمتعون بسمعة كبيرة في السوق، كما يبحثون عن الأماكن المميزة القريبة من المرافق المهمة مثل المدارس، والمستشفيات، وخط المترو، وتلك المطلة على البحر».

وفي السياق ذاته، قال الرئيس التنفيذي لشركة «هاربور» العقارية، مهند الوادية، إن «زيادة المنافسة بين المطوّرين في القطاع العقاري صحية وجيدة، وتنتج عنها زيادة في تنوع المعروض وتؤكد نضج السوق».

وأضاف: «يجب على المشترين المحتملين اختيار المطوّرين الذين لديهم خبرة جيدة في القطاع العقاري بدبي، والبعد عن أصحاب الخبرة القليلة، إضافة إلى التركيز على تاريخ المطوّر، ومدى الالتزام بالجودة ومواعيد التسليم».

فرص وعائدات

من جانبه، قال رئيس مجلس إدارة شركة «دبليو كابيتال»، وليد الزرعوني: «ما يتحكم في السوق هو حجم الفرص المتاحة والعائدات المتوقعة من الاستثمار بهذه الفرص، وبالتالي لاتزال سوق دبي عامرة بالفرص الجاذبة، سواء للمطوّرين العقاريين أو المستثمرين الأفراد».

وأضاف: «دفعت التنافسية المطورين إلى تقديم مجموعة متنوعة من العقارات، ما يتيح للمشترين خيارات متعددة تتناسب مع احتياجاتهم، كما انعكست بشكل ملحوظ على أسعار العقارات في بعض المناطق، حيث قدّم المطوّرون عروضاً سعرية جذابة ومغرية للمشترين».

تسهيلات الدفع

واتفق معه الرئيس التنفيذي لشركة «ستراتوم» لإدارة جمعيات المُلاك، سعيد عبدالكريم الفهيم، في أن دخول مطوّرين جدد إلى سوق دبي العقارية زاد التنافسية في جذب المشترين المحتملين، من خلال الالتزام بالجودة وسرعة الإنجاز والتشطيبات.

وقال: «التنافسية بين المطورين، خصوصاً الجدد، انتقلت إلى خفض الأسعار وطول فترة سداد الأقساط، فضلاً عن تسهيلات دفع مرضية للمشترين المحتملين»، مؤكداً أن أهم عامل في تلك التنافسية بين المطوّرين في دبي هو الالتزام، والتسليم في الموعد المتفق عليه.

ارتفاع الطلب

إلى ذلك، أكد رئيس مجلس إدارة شركة «أون بلان» العقارية، أحمد الدولة، أن كثرة وجود المطوّرين في دبي دليل واضح على ارتفاع الطلب على السوق العقارية في الإمارة، مؤكداً أن ذلك يصب أيضاً في مصلحة المستثمرين المحتملين في القطاع.

وأشار الدولة إلى أن المشترين في القطاع يستفيدون من ذلك من خلال عرض المطوّرين عليهم خططَ سداد مغرية، وسرعة التسليم، وجودة التشطيبات، وموقعاً جيداً للمشروع.

عوامل المقارنة بين المطوّرين

قال المدير العام في «شركة عوض قرقاش للعقارات»، رعد رمضان، إن تزايد المنافسة على مستوى المطوّرين العقاريين يُحدث توازناً بين المطوّرين الجدد والأساسيين الموجودين في السوق سابقاً، لافتاً إلى أن دخول مطوّرين جدد يُسرّع إنجاز المشروعات.

وأوضح أن المطورين الجدد يحاولون أيضاً خفض الأسعار، في وقت يُجري المشترون المحتملون مقارنة رئيسة بين المطوّرين وفقاً لعوامل مهمة، منها الالتزام بالجودة، واستخدام مواد بناء ذات كفاءة، إضافة إلى الالتزام بالمواصفات الفنية للبناية، فضلاً عن الالتزام بمواعيد التسليم.