من المقرّر أن يتوجّه الرئيس عون الأحد المقبل إلى المملكة العربية السعودية قبل حضوره القمة العربية الطارئة في القاهرة، والمخصصة للموضوع الفلسطيني، في الرابع من آذار المقبل، وذلك في أول زيارة خارجية له منذ انتخابه رئيسًا للجمهورية، على أن يرافقه في القمّة وزير الخارجية والمغتربين يوسف رجي.
في هذا السياق، أشارت أجواء بعبدا لصحيفة “البناء” إلى أهمية هذه الزيارة في فتح باب عودة السعودية إلى لبنان، متوقعةً أن يعود الرئيس عون بنتائج ملموسة، لافتةً إلى أن هناك العديد من اتفاقيات التعاون بين لبنان والسعودية سيتم توقيعها في المجالات المالية والاقتصادية والتجارية والإنمائية. كما ذكّرت بأن الاتصال الذي جرى بين الرئيس عون وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان كان إيجابيًا، حيث عبّر الأخير عن تعاطفه مع لبنان وأبدى رغبته في المساعدة على إعادة نهوضه، وحثّ الحكومة الجديدة على إنجاز الإصلاحات المطلوبة وتطبيق القرارات الدولية.
من جهتها، رأت مصادر “نداء الوطن” أن الهدف الأساسي للزيارة هو متابعة ملف مساعدة لبنان في تعزيز قدرات الجيش وسائر الأجهزة الأمنية. ويسعى لبنان للحصول على دعم يمكّنه من تطويع نحو 6 آلاف عنصر في الجيش لاستكمال تنفيذ الإجراءات الملقاة على عاتقه جنوب نهر الليطاني.
وكان الرئيس عون قد شدّد أمام زواره على عزمه تطبيق ما ورد في خطاب القسَم، “الذي عكس معاناة الشعب وطموحاته ومتطلباته للعيش بكرامة”، مؤكّدًا “أهمية وضرورة الحفاظ على الإيمان بلبنان وعدم فقدان الرجاء والأمل، لأن الإيمان أساسي لنجاح أي قضية”.
وفي سياق آخر، يعمل لبنان بقوة على حثّ الدول المعنية باتفاق وقف إطلاق النار، لا سيما الولايات المتحدة وفرنسا، للضّغط على إسرائيل من أجل الانسحاب من الأراضي اللبنانية التي احتلتها، وأبرزها: تلال اللبونة، وجبل بلاط، وجبل الدير، وتلة الدواوير، وتلة الحمامص.
وقد كثّف لبنان اتصالاته مع واشنطن وباريس لحلّ هذه المسألة في أسرع وقت، حيث يتابع رئيس الجمهورية هذا الملف بدقّة مع هذه الدول ومع الشخصيات الديبلوماسية التي تزوره. وفي آخر مواقفه، أبلغ السيناتور الأميركي روني جاكسون بأن الاستقرار في الجنوب وعلى طول الحدود يتطلّب انسحاب الإسرائيليين من التلال التي تمركزوا فيها، وإعادة الأسرى اللبنانيين الذين احتُجزوا خلال الحرب الأخيرة، مشدّدًا على أن هذا الموقف اللبناني ثابت ونهائي.
وأكّد أن الجيش اللبناني انتشر في القرى والبلدات التي انسحب منها الإسرائيليون، وهو جاهز للتمركز على طول الحدود، مشيرًا إلى أن التعاون قائم بشكل جيد مع القوات الدولية العاملة في الجنوب بهدف تطبيق القرار 1701. كما لفت إلى أن إسرائيل، باستمرار انتشارها في هذه التلال، تخرق هذا الاتفاق، وعلى الدول الرّاعية له الضغط عليها للالتزام به كليًا. وأعرب الرئيس عون عن أمله أن يلقى المطلب اللبناني التجاوب المطلوب من الإدارة الأميركية الجديدة ومجلسي النواب والشيوخ الأميركيين.