المخابز المتنقلة مبادرة أردنية جديدة لمساعدة الأهل في غزة، تضاف إلى مبادرات إغاثية وطبية متنوعة مثل مبادرة استعادة الأمل لدعم مبتوري الأطراف.

في بادرةٍ إنسانيةٍ تعكسُ التزامَ المملكةِ المستمرَ بدعمِ أهالي غزة، أرسلَ الأردنُ مخبزا متنقلا إلى القطاعِ في كانونَ الأولِ ألفينِ وأربعةً وعشرينَ، ضمنَ الجهودِ الراميةِ إلى التخفيفِ من أزمةِ الغذاءِ التي تفاقمت بفعلِ الأوضاعِ الراهنة. 

هذا الدعمُ يأتي في إطارِ شراكةٍ بين الأردنِ والمطبخِ المركزيِ العالمي، والمنظمةِ الدوليةِ غيرِ الحكوميةِ المتخصصةِ في تقديمِ المساعداتِ الغذائيةِ للمتضررينَ من الكوارثِ والصراعات.

ولا تقفُ المبادرةُ عند هذا الحد، إذ منَ المقررِ إرسالُ مخبزينِ إضافيينِ قريبا لتعزيزِ الإغاثةِ الغذائيةِ المقدمةِ للغزيينَ. 

المشروعُ يهدفُ إلى توفيرِ الخبزِ الطازجِ للمحتاجينَ، وخاصةً المستشفياتِ والمدنيينَ والنازحينَ الذين يعتمدونَ على هذا ِالدعم اليومي.

المخبزُ المتنقلُ يتميزُ بقدرتهِ الإنتاجيةِ العاليةِ، حيثُ يمكنُهُ إنتاجُ ثلاثةِ آلافٍ وخمسمائةِ رغيفِ خبزٍ في الساعةِ، أي أكثرَ من خمسينَ ألفَ رغيفٍ يوميا، ما يسهمُ في تخفيفِ وطأةِ انعدامِ الأمنِ الغذائي.

المطبخُ المركزيُ العالمي يتولى إدارةَ العملياتِ اليوميةِ للمخبزِ، من الإنتاجِ إلى التوزيعِ، ويعملُ بتنسيقٍ مباشرٍ مع المنظماتِ المحليةِ في غزةَ لضمانِ وصولِ الخبزِ إلى أكبرِ عددٍ ممكنٍ من المستفيدين. كما تساهم هذه الجهودُ في دعمِ المنشآتِ الصحيةِ، إذ يتمُ توجيهُ جزءٍ من الإنتاجِ إلى المستشفياتِ والطاقَمِ الطبي، مما يعززُ قدرتَها على الاستمرارِ في تقديمِ خدماتِها وسطَ الظروفِ العصيبةِ.

جسرٌ جويٌ أردنيٌ وقوافلُ بريةٌ، لم تتوقف، تؤكدُ وقوفَ المملكةِ إلى جانبِ الأشقاءِ في القطاع. 

في ظلِ هذهِ الجهود، يبقى الأردنُ أنموذجا للعطاءِ والتضامنِ، مجسدا رسالةً إنسانيةً تعبرُ عن الالتزامِ بأهميةِ الوقوفِ إلى جانبِ من هم في أمسِّ الحاجةِ، وإيصالِ رغيفِ الخبزِ الذي لا يُشبِعُ الجوعَ فحسب، بل يمنحُ الأملَ في غدٍ أفضل.