يتصدر طبق الهريس قائمة الأطباق الشعبية الأكثر حضورًا على الموائد الرمضانية في دول الخليج العربي، وتتميز المنطقة الشرقية، على وجه الخصوص، ببراعتها في إعداد هذا الطبق التقليدي العريق.
يُعد الهريس وجبة متكاملة وغنية بالعناصر الغذائية، فهو يتكون بشكل أساسي من القمح واللحم، مما يجعله مصدرًا ممتازًا للبروتين والألياف والكربوهيدرات.
وبحسب الطباخ المتمرس حسين آل إبراهيم، الذي يمارس مهنة طهي الهريس منذ عقدين من الزمن، فإن الطلب على الهريس يتضاعف في شهر رمضان المبارك، ويصل إلى ذروته، حيث يُقبل عليه الصغار والكبار على حد سواء.

إقبال كبير وأرقام قياسية على الهريس

الطباخ حسين آل إبراهيم يعد الهريس

وكشف آل إبراهيم أنه يطبخ يوميًا ما يزيد عن 110 كيلوغرامات من الهريس لتلبية الطلب المتزايد على هذا الطبق خلال الشهر الفضيل. مؤكدًا أن الهريس يُعد أكلة شعبية قديمة جدًا، تنتشر في جميع دول الخليج العربي، وتتميز بكونها وجبة مغذية ومفيدة للصحة.

مكونات طبيعية وطريقة تحضير تقليدية

وشدد آل إبراهيم على أن الهريس الذي يعده يخلو تمامًا من أي مواد حافظة أو إضافات غير صحية، فهو يعتمد على مكونات طبيعية بالكامل، تتمثل في حب الهريس واللحم، موضحًا أن كمية اللحم المستخدمة تعادل كمية الهريس، ويُضاف إليهما الماء، ويُتركان على نار هادئة لمدة تتراوح بين 8 إلى 9 ساعات، وذلك بعد تنظيف اللحم والهريس ونقعه.

سر النكهة الفريدة

وبين آل إبراهيم أن القدر المستخدم في طهي الهريس يكون مفتوحًا وليس قدر ضغط، وهذا يساهم في إضفاء نكهة مميزة على الطبق.
وبعد انتهاء عملية الطهي، يُرفع القدر عن النار، ويتم ضرب الهريس بأداة خاصة لخلط المكونات ومزجها جيدًا، حتى يتشابك اللحم المقطع والذائب مع حب الهريس، ويتحول الخليط إلى قوام متماسك.

تطور أدوات التحضير

وأشار آل إبراهيم إلى أنه في الماضي، كان يتم استخدام مضرب يدوي مصنوع من النخيل لضرب الهريس، وكان جميع أفراد الأسرة يشاركون في هذه العملية. أما اليوم، فقد حلّت الماكينة أو الخلاط الكهربائي محل الأدوات اليدوية، مما جعل عملية التحضير أسرع وأكثر كفاءة.

لمسات نهائية وتوزيع