مخاوف الركود تعصف بالأسهم

جاء ذلك بعد أن قال الرئيس الأمريكي في مقابلة تلفزيونية إن أكبر اقتصاد في العالم يمر بـ”فترة انتقالية” وذلك عندما سئل عن تلميحات حول احتمال حدوث ركود.
ومنذ بث تلك التصريحات يوم الأحد سعى كبار المسؤولين والمستشارين في إدارة ترامب إلى تهدئة مخاوف المستثمرين.
اقرأ أيضاً: وول ستريت تعيش أسوأ أسبوع في 2025 ومخاوف على الأسهم الأمريكية

تحركات ترامب تهز أسواق الأسهم

قالت تشارو تشانانا المحللة الاستراتيجية للاستثمار في بنك الاستثمار “ساكسو” لبي بي سي: “إن الفكرة السابقة بأن ترامب هو رئيس سوق الأوراق المالية تخضع لإعادة التقييم”.
في مقابلة مع قناة فوكس نيوز، بدا أن ترامب يعترف بالمخاوف بشأن الاقتصاد. وقال: “أكره أن أتوقع أشياء مثل هذه. هناك فترة انتقالية لأن ما نقوم به كبير جدًا. نحن نعيد الثروة إلى أمريكا. هذا شيء كبير”.

أداء الأسهم الآسيوية

انخفض مؤشر نيكاي 225 الياباني بنسبة 1.7% وانخفض مؤشر كوسبي في كوريا الجنوبية بنسبة 1.3% كذلك وانخفض مؤشر هانج سنج في هونج كونج بنسبة 1%.
فيما أنهى مؤشر ستاندرد آند بورز 500 الذي يتتبع أكبر الشركات الأمريكية يوم التداول في نيويورك يوم الاثنين على انخفاض بنسبة 2.7% في حين انخفض مؤشر داو جونز الصناعي بنسبة 2%.
اقرأ أيضاً: بعد أسبوع متقلب.. ما توقعات مؤشرات الأسهم الأمريكية القادمة؟
تعرض مؤشر ناسداك الذي تغلب عليه أسهم التكنولوجيا لضربة قاسية على وجه الخصوص حيث انخفض بنسبة 4%.
وهبطت أسهم شركة “تسلا” بنسبة 15.4% في حين هبطت أسهم شركة “إنفيديا” العملاقة لرقائق الذكاء الاصطناعي بأكثر من 5%.
كما هبطت أسهم شركات التكنولوجيا الكبرى الأخرى بما في ذلك “ميتا” و”أمازون” و”ألفابت” بشكل حاد.

لماذا هبطت الأسهم الأمريكية؟

قال تيم ووترر كبير محللي السوق في شركة الخدمات المالية “كي سي إم ترايد”: “ترامب يبقي القادة السياسيين في حيرة بشأن خطواته التالية بشأن الرسوم الجمركية لكن المشكلة هي أنه يبقي المستثمرين أيضا في حيرة وهذا ينعكس في الحالة المزاجية السيئة للسوق”.
أضاف ووترر:”رغم أن الحديث عن الركود قد يكون سابقًا لأوانه فإن مجرد احتمال حدوث ذلك يكفي لوضع المتداولين في حالة ذهنية دفاعية”.
بعد إغلاق التداول يوم الاثنين، قال مسؤول في البيت الأبيض للصحفيين: “نحن نشهد تباعدًا قويًا بين الروح لسوق الأوراق المالية وما نراه بالفعل يتكشف من قبل الشركات وقادة الأعمال”.
وأضاف المسؤول “من الواضح أن العامل الثاني أكثر أهمية من العامل الأول فيما يتعلق بما ينتظر الاقتصاد في الأمد المتوسط إلى الطويل”.
وفي بيان منفصل صدر في وقت لاحق، قال المتحدث باسم البيت الأبيض كوش ديساي إن “قادة الصناعة” استجابوا لأجندة ترامب بما في ذلك الرسوم الجمركية “بتعهدات استثمارية بتريليونات الدولارات”.
وفي الأسبوع الماضي، تراجعت الأسواق الأمريكية الرئيسية إلى المستوى الذي سجلته قبل فوز ترامب في الانتخابات في نوفمبر الماضي والذي رحب به المستثمرون في البداية بسبب آمال خفض الضرائب وتخفيف القيود التنظيمية.

توقعات الأسهم في وول ستريت

يخشى المستثمرون من أن تؤدي الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب – والتي هي ضرائب على السلع التي يتم تطبيقها عند دخولها البلاد – إلى ارتفاع الأسعار وإضعاف النمو في أكبر اقتصاد في العالم.
وقالت راشيل وينتر مديرة الاستثمار في شركة “كيليك آند كو”: “أعتقد بلا شك أن مستوى التعريفات الجمركية التي يفرضها ترامب سوف يتسبب في التضخم في مرحلة ما في المستقبل”.
وقال الخبير الاقتصادي محمد العريان إن المستثمرين كانوا في البداية متفائلين بشأن خطط ترامب لإلغاء القيود التنظيمية وخفض الضرائب، في حين قللوا من تقدير احتمال اندلاع حرب تجارية.
وذكر إن الانخفاضات الأخيرة في سوق الأسهم والتي بدأت الأسبوع الماضي، تعكس تعديل تلك الرهانات.
وأضاف “إنه تغيير كامل لما توقعته الأسواق”، مشيرا إلى أن المستثمرين يستجيبون أيضا لإشارات إلى أن الشركات والأسر بدأت في التوقف عن الإنفاق بسبب حالة عدم اليقين، وهو ما قد يضر بالنمو الاقتصادي.