• مرض البهاق: تحديات طبية ونفسية وعلاجات مبتكرة

يُعتبر مرض البهاق من الاضطرابات الجلدية التي تتسبب بفقدان لون الجلد الطبيعي وظهور بقع بيضاء على مناطق مختلفة من الجسم، مثل الوجه، والرقبة، واليدين، وثنايا الجلد. 

ورغم أن المرض ليس معديًا، إلا أن تأثيراته النفسية والاجتماعية قد تكون عميقة بسبب تغير مظهر الجلد.

كيف يحدث البهاق؟

ينتج لون الجلد والشعر والعينين عن صبغة الميلانين التي تصنعها الخلايا الصبغية في البشرة. ويحدث البهاق عندما يهاجم الجهاز المناعي الخلايا الصبغية ويدمرها، مما يؤدي إلى فقدان الميلانين وظهور بقع بيضاء.

ويوضح الدكتور رعد الجندي، مختص الأمراض الجلدية والتناسلية، أن البهاق يمكن أن يصيب الأشخاص من جميع ألوان البشرة، لكنه يظهر بوضوح أكبر لدى ذوي البشرة الداكنة. وأكد أن المرض ليس مهددًا للحياة ولا ينتقل بالعدوى، لكنه قد يسبب توترًا نفسيًا للمصابين به.

مراحل ظهور البهاق وتشخيصه

يبدأ البهاق عادة ببقع صغيرة قد تظل مستقرة لسنوات أو تنتشر بسرعة. ويتم تشخيص المرض من خلال الفحص السريري باستخدام جهاز الأشعة فوق البنفسجية "وودز لايت"، وأخذ عينات من الجلد لتحليل الأنسجة، بالإضافة إلى فحص الدم للكشف عن أمراض مناعية أخرى قد تكون مرتبطة به، مثل اضطرابات الغدة الدرقية أو السكري.

الأسباب المحتملة للإصابة

البهاق قد يظهر في أي عمر، لكن معظم الحالات تبدأ قبل سن العشرين. وتزداد احتمالية الإصابة لدى الأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي للمرض أو يعانون من أمراض مناعة ذاتية مثل الغدة الدرقية أو داء الثعلبة. وأوضح الدكتور الجندي أن حوالي 20-30% من حالات البهاق قد تكون موروثة.

أنواع البهاق

غير القطعي: ينتشر في مختلف أنحاء الجسم وغالبًا ما يرتبط بأمراض المناعة الذاتية.
القطعي: يقتصر على جانب واحد من الجسم ويظهر عادة في سن مبكرة.
الشامل: يشمل معظم أنحاء الجسم.
خيارات العلاج المتاحة
أشارت الدكتورة هدى القضاة، استشارية الأمراض الجلدية، إلى أن العلاجات تعتمد على نوع البهاق وموقعه. وتشمل:

1. العلاجات الموضعية: مثل الكورتيكوستيرويدات ومرهم "تاكروليموس".
2. العلاجات المناعية الجديدة: كأدوية مثبطات "JAK"، ومنها دواء "أوبزيلورا" المعتمد من إدارة الغذاء والدواء الأميركية.
3. العلاج الضوئي: باستخدام الأشعة فوق البنفسجية أو الليزر لتحفيز الخلايا الصبغية.
4. زراعة الخلايا أو الجلد: للحالات التي لا تستجيب للعلاج التقليدي.

وأوضحت القضاة أن استجابة المرضى للعلاج تختلف حسب موقع البهاق، إذ تكون مناطق الوجه الأكثر استجابة، بينما تكون أطراف الأصابع أقل استجابة.

التحديات النفسية والاجتماعية

يتعرض مرضى البهاق لمشكلات اجتماعية ونفسية، مثل القلق والاكتئاب، نتيجة لتغير مظهرهم. وأوصت القضاة بتوفير دعم نفسي للمصابين، إلى جانب العلاج الطبي، لتخفيف تأثيرات المرض عليهم.

النصائح العامة لمرضى البهاق

• تجنب التعرض المباشر للشمس واستخدام واقيات الشمس.
• ترطيب البشرة يوميًا بمرطبات مناسبة.
• تجنب فرك الجلد بعنف واستخدام صابون لطيف.
• تناول غذاء متوازن غني بالعناصر الغذائية ومضادات الأكسدة.

الخلاصة
مرض البهاق اضطراب مزمن يتطلب متابعة طبية مستمرة. ومع التقدم في العلاجات وإرشادات العناية، يمكن للمصابين تحسين حالتهم وتقليل تأثيراته النفسية والاجتماعية، مما يعزز من جودة حياتهم.