أتاح تراجع حدّة القصف الإسرائيلي في الأيّام الأخيرة الفرصة أمام تفعيل الحركة السياسيّة، وتلاقي الكتل النيابيّة الذي يوحي بأنّ النار وُضعت فعلاً تحت “الطبخة الرئاسيّة”، وإن كان يُستبعد أن تنضج قبل التوصّل الى توقّف لإطلاق النار.
أُقفل الباب تماماً بين الوزير السابق سليمان فرنجيّة والنائب جبران باسيل. تسمع في أوساط الأوّل كلاماً قاسياً عن رئيس “التيّار” يبلغ حدّ التجريح. إن انعدمت حظوظه الرئاسيّة، سيدعم فرنجيّة أسوأ خيار بالنسبة الى باسيل. وقد تعزّز هذا الجوّ بعد إرسال رئيس تكتل “لبنان القوي” موفداً له هو النائب نقولا الصحناوي لإقناع النائب طوني فرنجيّة بمرشّح “من فريقنا”، وهو ما نفاه إعلام باسيل عندما كتبناه، ليؤكّده فرنجيّة الإبن وآخرون لاحقاً. ليست المرة الأولى التي يكذب فيها إعلام باسيل.
جديد محاولة نائب البترون إعداد لائحة مرشّحين رئاسيّين عرضها نوّابٌ من “التيّار” في لقاءاتٍ مع كتلٍ أخرى، وتضمّ الأسماء الآتية: زياد حايك، ناجي بستاني، فريد بستاني، ماري كلود نجم، حبيب الزغبي، شبلي ملاط، جورج خوري والياس البيسري. علماً أنّ مدير عام الأمن العام بالإنابة يحرص على عدم زجّ اسمه في بازار المرشّحين.
وتشير المعلومات الى أنّ الهدف من طرح بعض الأسماء هو حرقها، بينما الخيار الأول لباسيل هو العميد جورج خوري، انطلاقاً من القدرة على تسويقه لدى رئيس المجلس النيابي نبيه بري باعتباره الخيار الثاني لدى الأخير، بعد فرنجيّة.
في المقابل، يتحدّث مصدر مواكب لحركة الاتصالات عن أنّ باسيل يتعاطى مع المرحلة الحاليّة بأسلوبٍ تجاوزته التطوّرات الأخيرة، خصوصاً أنّ العامل الخارجي بات أكثر تأثيراً حاليّاً في الاستحقاق الرئاسي، ما يصعّب مهمّة أيّ مرشّح يدعمه رئيس “التيّار” الذي يملك، بالمقابل، لائحة من المرشّحين الذين سيحاول منع وصولهم الى بعبدا. اسم جوزيف عون يتصدّر اللائحة التي تضمّ أسماء أخرى مرّ بعضها في تكتل “لبنان القوي”.
ولكن، حين يأتي أوان التسوية التي ستشمل الحلّين السياسي والعسكري، فإنّ الزواريب السياسيّة اللبنانيّة لن تنفع في منع وصول الرئيس القادم على “الأوتوستراد الدولي” إلى قصر بعبدا. حينها، ستشكّل كتل الوسط في المجلس النيابي السلّم الذي سينزل عليه كثيرون عن شجرة شروطهم وسقوفهم العالية لانتخاب الرئيس.
0 تعليق