في يوم حافل بالتقلبات، سجل مؤشر داو جونز تراجعًا حادًا تجاوز 1200 نقطة، ما يعكس حالة من الذعر في الأسواق الأمريكية والعالمية، مدفوعة بتصاعد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة وعدد من شركائها الدوليين، خاصةً بعد إعلان الرئيس الأمريكي عن فرض رسوم جمركية جديدة.
مؤشر داو جونز يشير إلى انهيار واسع النطاق
بدأت مؤشرات الأسواق بالتراجع منذ مساء الأحد، حيث هوت العقود الآجلة للأسهم الأميركية بشكل حاد، ما أنذر بجلسة دامية في وول ستريت.
تراجعت العقود الآجلة لـ مؤشر داو جونز الصناعي بمقدار 979 نقطة، أي ما يعادل نحو 2.5%، فيما سجل مؤشر S&P 500 انخفاضًا بنسبة 2.9%، وانهار مؤشر ناسداك 100 بنسبة بلغت 3.9%، نتيجة عمليات بيع واسعة النطاق لأسهم التكنولوجيا التي كانت من الرابحين في الفترات الماضية.
البيت الأبيض يتمسك بموقفه رغم انهيار السوق
رغم الانهيار الذي ضرب الأسواق، لم تُظهر الإدارة الأمريكية أي نية للتراجع عن موقفها المتشدد، حيث أكد البيت الأبيض استمراره في فرض الرسوم الجمركية المرتفعة التي أعلن عنها الرئيس دونالد ترامب، والتي شملت مجموعة كبيرة من الشركاء التجاريين، ما زاد من حالة عدم اليقين لدى المستثمرين وأشعل موجة البيع العنيفة في الأسواق.
الأسواق الآسيوية تتعرض لزلزال مالي
لم تقتصر التراجعات على السوق الأمريكي، بل امتدت تأثيرات الانهيار إلى الأسواق الآسيوية التي شهدت موجة ذعر حقيقية.
فقد أغلقت بورصة طوكيو على تراجع حاد بلغ 7.82%، ليستقر مؤشر نيكاي عند 31,136.58 نقطة. كما خسر مؤشر توبيكس الأوسع نطاقًا نحو 7.79%، مغلقًا عند 2,288.66 نقطة، وفق ما نقلته وكالة “فرانس برس”.
أما بورصة سيول الكورية الجنوبية فسجلت انخفاضًا بنسبة 5.6%، في انعكاس مباشر لتزايد المخاوف من التداعيات الاقتصادية للحرب التجارية التي تقودها واشنطن.
الحرب التجارية تشعل المخاوف من ركود عالمي
يرى خبراء اقتصاديون أن ما يحدث اليوم في الأسواق العالمية ليس مجرد تصحيح مؤقت، بل قد يكون بداية لموجة ركود عالمي إذا استمرت التصعيدات التجارية. ويؤكدون أن مؤشر داو جونز يعكس في هذه اللحظة حجم القلق الحقيقي الذي يعيشه المستثمرون بسبب غياب الرؤية المستقبلية الواضحة للسياسات الاقتصادية الأمريكية.
ويشير تراجع مؤشر داو جونز بهذا الشكل الحاد إلى عمق الأزمة التي تعصف بالأسواق المالية العالمية نتيجة الحرب التجارية. ويبدو أن استمرار الضغوط السياسية والاقتصادية قد يجعل من الأيام القادمة أكثر اضطرابًا، في وقت يترقب فيه العالم أي مؤشرات على تهدئة قد تعيد شيئًا من الاستقرار إلى البورصات العالمية.