إنتاج البن في البرازيل

تشتهر حقول البن البرازيلية بامتدادها لمئات الكيلومترات على مرمى البصر من أقصى سهول بارانا إلى الجنوب عبر ولاية ساو باولو عبر جميع اتجاهات ولاية ميناس جيرايس.
تعد ولاية ميناس جيرايس التي تزيد مساحتها عن مساحة مدغشقر أو كينيا موطناً لنحو 50% من محصول القهوة بأمريكا الجنوبية بالكامل في دورة حصاد متوسطة و65% من إجمالي إنتاج البرازيل من بن أرابيكا.
اقرأ ايضاً: “البُن الشدوي”.. المملكة تنتج أفضل أنواع القهوة الفاخرة
فيما يصفه المزارعون بدورة الحصاد الطبيعية، تكون الأشجار بحلول منتصف أغسطس خضراء زاهية وتتعافى تمامًا من ضغوط الحصاد الفعلي وتكون جاهزة للإزهار للمحصول التالي الذي يبدأ عادةً في النصف الثاني من سبتمبر.
ولكن ليس هذا العام 2024 فبدلاً من ذلك ذبلت أكثر من نصف المزارع.
ويشمل هذا غالبية الفروع التي تنمو عليها الثمار الجديدة عادةً لتتحول إلى حبات حمراء جاهزة للحصاد التالي.

تهديدات لصناعة القهوة العالمية

يقول المحللون إنه مشهد محزن لأي محب للقهوة حيث لن تنتج هذه الحقول ولو حتى جزءًا ضئيلًا من الحصاد الطبيعي الذي كانت تنتجه سابقًا في ضوء استمرار المشكلات فمن 11 إلى 14 أغسطس 2024، ضربت موجة مناخية شديدة إنتاج بن أرابيكا في البرازيل وتسببت في أضرار جديدة للمزارعين وعانت منطقتا سيرادو مينيرو وألتا موجيانا من أكبر الأضرار وأبلغت جنوب ميناس عن تأثير أقل.
اقرأ أيضاً: شاهد| “القهوة الإثيوبية” رحلة إلى أعماق أفريقيا في موسم الرياض
“إنها كارثة. لا توجد كلمة أخرى لوصف وضعنا الحالي”، هذا ما قاله مزارع البن البرازيلي مارسيلو باتيرنو لـجلوبال كوفي ريبورت حول أحوال مزرعته في منطقة كامبوس ألتوس في ولاية ميناس جيرايس.

حصاد أسوأ لمحصول البن

قال مارسيلو باتيرنو :”في الحصاد الماضي حصلت على أقل من نصف ما كنت أحصل عليه عادة حتى في الحصاد بعد صقيع عام 2021 حصلت على المزيد وعندما تنظر إلى هذه الحقول فمن الواضح جدًا لأي شخص يعرف القهوة أن الحصاد القادم سيكون أسوأ”.
كما يقول كارلوس أوجوستو رودريجيز دي ميلو رئيس شركة “كوكسوبي” أكبر تعاونية للقهوة في العالم ومقرها في جواكسوبي في جنوب ميناس “إن التوقعات الأولية كانت أن يكون الحصاد في عام 2024 أكبر بنسبة 8 إلى 10 % من الحصاد في عام 2023 ولكن في النهاية لم يتحقق هذا الحجم ببساطة”.
وعليه يردف دي ميلو للصحافة المحلية ويقول:”في أوائل أغسطس فوجئنا بسبب المناخ وبأن الحصاد لم يكن أكبر أو حتى مماثلاً للمحصول السابق في عام 2023 وهو ما يدعونا إلى القول بأن حصاد عام 2024 سينتهي أصغر من العام الماضي”.
ومن بين خبراء الزراعة إلى المحللين والتعاونيات، يتفق خبراء الصناعة على أن موسم الحصاد لعام 2024 من المتوقع أن ينتهي بانخفاض بنسبة 10% على الأقل عن موسم الحصاد لعام 2023.

أزمة شركات القهوة البرازيلية

في هذه الأثناء، أظهرت وثائق قضائية اطلعت عليها وكالة رويترز موخراً أن البنوك التي مولت شركتي قهوة برازيليتين سعت الأسبوع الماضي إلى إعادة هيكلة ديون تحت إشراف المحكمة، ولديها ما مجموعه 1.1 مليار ريال برازيلي (181.6 مليون دولار) في شكل ائتمان لدى الشركتين.
وتشير الوثائق إلى أن المبلغ لا يشير إلا إلى الأموال المقدمة التي قدمها البنكان للتجار “أتلانتيكا” و”كافيبراس” في عقود مرتبطة بصادرات البن المستقبلية.
ومن غير المعروف ما إذا كان التجار لديهم ديون أخرى لمحامص البن أو مستورديه فيما يتصل بصفقات التوريد.

ديون القطاع الزراعي في البرازيل

وأظهرت الوثائق أن أكبر بنك في البرازيل، بنك “دو برازيل” الذي تسيطر عليه الدولة لديه النصيب الأكبر من الديون بواقع 765 مليون ريال برازيلي يليه بنك “بي تي جي باكتوال” بواقع 181.5 مليون ريال برازيلي وبنك “دو نوردستي” بواقع 100.9 مليون ريال برازيلي.
وهناك ثلاثة بنوك أخرى لديها قروض أصغر معلقة من شركات الائتمان الزراعية.
وقدمت شركتا أتلانتيكا وكافيبراس، المملوكتان لمجموعة القهوة البرازيلية “مونتي سانتو تافاريس”، طلبا الأسبوع الماضي للتفاوض على جزء كبير من ديونها في المحكمة وهي خطوة قضائية يمكن أن تسبق إجراءات الإفلاس إذا لم تنجح المفاوضات.
وقد تركت هذه الخطوة سوق القهوة في حالة من التوتر الشديد، حيث يخشى مستوردي القهوة من عدم قدرتهم على توصيل طلبياتهم أو أن يواجه المصدرون الآخرون في البرازيل مشاكل مالية مع ارتفاع أسعار القهوة بشكل كبير.