الذهب في عام 2024

باختصار، يبدو أن الذهب يتجه إلى إغلاق العام على ارتفاع بعد أن سجل خمسة أرباع متتالية من النمو.
ففي الربع الثالث من عام 2024 وحده ارتفع سعر المعدن النفيس بمقدار 307 دولارات مسجلاً بذلك أحد أكبر المكاسب الفصلية في التاريخ الحديث، كما أشارت منصة التنبؤ بالمعادن النفيسة “جولدبريديكياتورس”.

عوامل تعزز جاذبية الذهب

وبحسب الموقع لعبت التوترات الجيوسياسية المستمرة الناجمة عن أزمة الشرق الأوسط والتي بدأت في عام 2023 دورًا محوريًا في تعزيز جاذبية الذهب كملاذ آمن.
ولتحقيق هذه الغاية أشار جولدبريديكياتوسر إلى أن المعدن لديه إمكانات صعودية إضافية مما يشير إلى عدم وجود أي إشارات تعيق مساره الصعودي بحلول عام 2025.
اقرأ أيضاً: أسعار الذهب تحقق قفزة جديدة مع ترقب بيانات التضخم الأمريكية
وأشار الموقع إلى أن “هذه التطورات لا تشير إلى أي دلائل على تباطؤ الذهب في عام 2025 حيث تستمر الأزمات في البقاء عند مستويات مرتفعة.

الذهب في طريقه إلى 3000 دولار

وبشكل عام، كان من المتوقع على نطاق واسع أن يبلغ ارتفاع أسعار الذهب في عام 2024 ذروته عند مستوى 3000 دولار.
ومع ذلك تباطأ زخم الأسعار بعد الانتخابات الأمريكية التي تعتبر نتيجتها بفوز دونالد ترامب إيجابية للاقتصاد.
ورغم تعثر الارتفاع، لا يزال اللاعبون الآخرون في السوق متفائلين بشأن استمرار الاتجاه الصعودي الأخير.
على سبيل المثال وكما ذكر موقع فينبولد اقترح مايك ماكجلون استراتيجي السلع الأساسية في بلومبرج إنتليجنس أن التوترات الجيوسياسية قد تدفع الذهب إلى 3000 دولار في عام 2025.
اقرأ أيضاً: لماذا يعتبر الذهب ملاذاً آمناً جيداً حتى الآن رغم ارتفاع أسعاره؟

توقعات “جولدمان” لسعر الذهب

وعلى نحو مماثل، تتوقع شركات مصرفية عملاقة مثل “جولدمان ساكس” أن يصل المعدن إلى 3000 دولار في عام 202.
واستشهدت بعدم الاستقرار المالي في الولايات المتحدة وتصاعد التوترات الجيوسياسية والطلب القوي من البنوك المركزية.
وتوقع مايكل هارتنيت استراتيجي السلع في “بنك أوف أمريكا” أن الذهب قد يتجاوز السعر المستهدف بناءً على مسيرة الارتفاع في عام 2024 الذي وصل إلى مستوى قياسي عند 2700 دولار.

استقرار الذهب فوق 2600 دولار

في الوقت الحالي، تواصل أسعار الذهب في المعاملات الفورية استقرارها فوق منطقة 2600 دولار حيث تقدر قيمتها بنحو 2633 دولار للأوقية.
ويمثل ذلك زيادة متواضعة بنسبة 0.05% خلال الـ 24 ساعة الماضية.
وعلى الرغم من الضغط على الأسعار في الأمد القريب يظل المعدن الأصفر قوياً على أساس سنوي حيث ارتفع بنسبة 27%.

دور الذهب كملاذ آمن

من المرجح أن تدفع حالة عدم اليقين الجيوسياسي بعض المستثمرين إلى استثمار أموالهم في أصول الملاذ الآمن مثل الذهب، وفقًا لأحد استراتيجيي المعادن.
وقال نيكي شيلز رئيس قسم الأبحاث واستراتيجية المعادن في مجموعة الخدمات الصناعية والتجارية “إم كيه إس بامب: “إن علامات التصعيد في الشرق الأوسط من شأنها أن تعيد الطلب على الذهب وتكسر النطاق المضغوط الأخير”.
وأضاف: “هي تذكير بمدى صعوبة البيع على المكشوف للذهب في ظل المخاطر الرئيسية المرتفعة”.
وتابع: شيلز أن “سقوط الأسد أمر جيد لكن صعود نظام متطرف أو حدوث فوضى في سوريا ليس كذلك وهو ما ينبغي أن يكون مثيرا للقلق بالنسبة لإيران ومنطقة الشرق الأوسط ككل وخاصة أن تركيز الولايات المتحدة وترامب منصب على آسيا والصين (التجارة) وروسيا وأوكرانيا وإمكانية عقد صفقة سلام”.