دبي: حازم حلمي

تقدم دبي للمقيمين فيها ولزوارها تجارب رائعة، تمتاز بها عن غيرها من المدن، حول العالم، ومنها ناطحات السحاب الشاهقة والمتنزهات الترفيهية الرائدة عالمياً، فضلاً عن جودة الحياة والأمان، وطبيعة الأجواء، حيث تسطع الشمس على مدار العام. 
وينصح المطورون العقاريون في دبي عملاءهم بشراء عقارات في المدينة، ليس فقط بسبب إمكاناته الاستثمارية، ولكن لحقيقة أن الإمارة، كبقية إمارات الدولة، لديها سياسة عدم فرض ضريبة على الدخل الشخصي، أو ضريبة على مكاسب رأس المال، بجانب التسهيلات العديد التي يحصل عليها المستثمرين.
عندما تذكر الطفرة العقارية في علو ناطحات السحاب، والبناء أو المبيعات أو التصاميم والابتكار والتكنولوجيا، تتصدر دبي المشهد في المنطقة.
نصف تريليون المبيعات
بعدما اخترقت المبيعات العقارية في دبي عتبة ال 400 مليار درهم في 2023، من خلال 129 ألف صفقة، ها هي اليوم تتجاوز حاجز نصف تريليون درهم في 2024، (518.3 مليار درهم)، نتجت عن 179757 صفقة.
ساعد النمو المذهل في السوق العقاري في دخول لاعبين جدد للسوق، بعد دخول 400 مطور جديد، ليرتفع عدد المطورين العاملين في السوق العقاري إلى 1659 مطوراً، منذ بداية العام 2024.
وصفت صحيفة «لندن دايلي نيوز» البريطانية، سوق العقارات في دبي، بأنه حالة تستحق الدراسة، في ما يتعلق بالمرونة والابتكار والنمو المستدام.
وقالت الصحيفة في مقال لها عن عقارات دبي: سواء كانت العقارات الفارهة أو المجمعات السكنية المغلقة أو المشاريع الضخمة القادمة، فإن هناك أمراً واحداً واضحاً، وهو أن جميعها له طابعها المميز. موضحة أن ما يجعل هذه الصناعة فريدة من نوعها وجاذبة للغاية للمستثمرين المحليين والأجانب، عوامل عدة صاغها المقال في التالي: 
أسلوب حياة فاره، معيشة بلا ضرائب، هيكل تسعير مناسب، حلقة وصل عالمية، مركز جذب سياحي، مستوى الشعور بالأمان، سياسات تصنع التحول، مشاريع بتصاميم متميزة، التنوع الاقتصادي بالإمارة، الطموحات المستقبلية.
يعتبر النمو القوي للقطاع العقاري في دبي، مؤشراً صريحاً لسرعة تطور إمارة المال والأعمال، والتي باتت تستقطب المئات من أصحاب الملايين، من مختلف دول العالم الذين يودون استثمار أموالهم في المشاريع العقارية المختلفة، لا سيما أن الإمارة تشهد حراكاً اقتصادياً وتنموياً قوياً في شتى المجالات، ما يستدعي تنوع المعروض من المشاريع العقارية، بما يفتح المزيد من الفرص أمام المستثمر المحلي والعالمي.
عوامل النمو بدبي
إن البيئة الآمنة والمستقرة التي توفرها دبي لمجتمع الاستثمار، بفضل ما تسنّه من قوانين وتشريعات تحمي حقوق المستثمرين وتصون لهم رؤوس أموالهم، من أهم العوامل التي أسهمت في تحقيق معدلات النمو القوية للقطاع العقاري، خلال العام الجاري، وجذب المزيد من المستثمرين.
المئات من المشاريع العقارية والاستثمارية شهدتها دبي منذ مطلع العام الجاري، كان أبرزها في نخلة جبل علي، وفي الخليج التجاري، وفي مدينة إكسبو دبي، وغيرها من المناطق التي شهدت نمواً لافتاً في المجمعات العقارية الضخمة التي تزدهر كل يوم.
مشاريع بعقود مليارية
من المشاريع التي تم إطلاقها، خلال العام الجاري، استعداد جزيرة نخلة جبل علي لإنشاء مئات الفلل الفاخرة، بعد أن مَنحت شركة «نخيل» الضوء الأخضر لثلاث شركات مقاولات لتشييد هذا المشروع الضخم. حيث تم توقيع عقود بقيمة 5 مليارات درهم، لبناء 723 فيلّا على نخلة جبل علي، وهي أكبر الجزر الاصطناعية في دبي. ومن المتوقع أن يتم الانتهاء من الأعمال، بحلول نهاية 2026.
وتمت الموافقة على العقود لشركات «جينكو للمقاولات العامة»، و«شابورجي بالونجي ميد إيست»، و«الإنشاءات الهندسية المتحدة»، لبدء بناء الفلل التي تتراوح مساحتها بين 8,000 و15,000 قدم مربعة، فيما سيضم نحو ربعها سبع غرف نوم.
وتدرس الشركة أيضاً إنشاء صندوق استثمار عقاري للاستفادة من سوق العقارات المزدهر في المدينة، ما سيمكن المستثمرين من الاستفادة من أصول رئيسية تحقق دخلاً عالياً.
وتتألف نخلة جبل علي من 16 سعفة، والعقود الموقعة تسمح ببدء البناء على أول ست سعفات. ويشمل المخطط الرئيسي للجزيرة 80 فندقاً ومنتجعاً، ما سيضيف أكثر من 90 كيلومتراً إلى ساحل دبي. ويأمل المسؤولون أن تستوعب الجزيرة ما يصل إلى 35 ألف عائلة، وأن يتم تشغيل ثلث مرافقها العامة باستخدام الطاقة المتجددة.
مدينة إكسبو دبي
أطلقت مدينة إكسبو دبي المرحلة الأولى والثانية والثالثة من «سدر ريزيدنسز»، المشروع السكني الجديد الذي يتكون من أبراج وشقق ومنازل بأحجام مختلفة. لاسيما أن المدينة سوف تستوعب أكثر من 76 ألف نسمة في المستقبل. أطلق مشروعا مانغروف وسكاي ريزيدنسز في وقت سابق من 2024، ليوفرا للمستثمرين وأصحاب المنازل الفرصة ليكونوا جزءاً من المخطط الرئيسي، الذي يضع مدينة إكسبو في قلب مستقبل دبي، وسيكون المشروع جاهزاً لاستقبال السكان في عام 2027.
في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، وقّع «صندوق آسيا والمحيط الهادئ»، أحد أبرز صناديق الاستثمار في سنغافورة، مذكرة تفاهم لاستثمار 5 مليارات درهم في شركة التطوير العقاري «أيه إم آي إس» في دبي، وتعكس الشراكة الثقة الراسخة بسوق العقارات المزدهر في دبي ومكانة الشركة في مجال تقديم المشاريع الفاخرة.

تعيد رسم مشهد الأفق البديع

عقارات أيقونية تستقطب العلامات الفاخرة

كشفت أحدث دراسة صادرة عن شركة «سافيلز» احتفاظ دبي بموقعها الرائد عالمياً في قطاع المساكن ذات العلامات التجارية.

وتستمر دبي في التفوق عالمياً بفضل سوقها العقاري الديناميكي، وجاذبية أسلوب الحياة الفاخر، واتصالها العالمي من الطراز الأول، وهذا يضعها في الصدارة متفوقة على أسواق بارزة، مثل ميامي، ونيويورك، وفوكيت، ولندن.

ويوجد حالياً 740 مسكناً ذا علامة تجارية مكتملاً حول العالم، ومن المتوقع أن يرتفع العدد إلى 790، بحلول عام 2031 في 100 دولة.

وحدها دبي تضم نحو 140 مشروعاً بين المكتملة والمتوقعة، خلال فترة التوقعات، ما يعكس قدرتها على جذب العلامات التجارية العالمية، وتقديم تطويرات تلبي احتياجات عملاء دوليين متنوعين.

وتشمل هذه المشاريع مساكن تحمل علامات تجارية فندقية توفر خدمات خمسة نجوم، وأخرى بالتعاون مع مصممين عالميين، مما يلبي تطلعات المشترين والمستثمرين الباحثين عن الفخامة.

ومن المتوقع أن يتضاعف الطلب العالمي على المساكن ذات العلامات التجارية، خلال السنوات السبع المقبلة، مع نمو إجمالي المشاريع بنسبة 100%. وسيشهد الشرق الأوسط أكبر نمو في هذا القطاع، حيث يُتوقع أن يتوسع السوق بنسبة مذهلة تبلغ 270% خلال هذه الفترة.

نخبة العلامات

وتتسابق نخبة العلامات التجارية للسلع الفاخرة في العالم نحو دبي للاستفادة من الفرص التي يزخر بها القطاع العقاري المزدهر في الإمارة، خاصة في فئة العقارات الفاخرة ذات العلامات التجارية التي تشهد إقبالاً متنامياً من قبل كبار أثرياء العالم ممن يتقاطرون إلى دبي لشراء مساكن ثانية فاخرة لهم أو للسكن والاستثمار بشكل دائم في دبي.

وشهدت دبي خلال الفترة الماضية دخول العديد من اللاعبين الجدد إلى قطاع العقارات التي تحمل علامات تجارية للاستفادة من فرص النمو التي تزخر بها دبي في ظل تدفق الأثرياء من كل أنحاء العالم للسكن والاستثمار في الإمارة أو لاقتناء منازل ثانية فيها.

ويبدو أن المساكن الفاخرة ذات العلامة التجارية هي الفرصة المقبلة لمشغلي العقارات في دبي. ولفتت مجلة «هوتلييه» إلى أن الأرقام في هذا القطاع مثيرة للإعجاب، إذ بيعت شقة بنتهاوس تحمل علامة «باكارات» في داون تاون مقابل 202 مليون درهم قبل 3 سنوات من اكتمال المشروع.

وتصدرت دبي عناوين الصحف مع بيع شقة بنتهاوس مقابل 420 مليون درهم في فندق جميرا مرسى العرب.

وكذلك بالنسبة إلى العلامات التجارية التي تستهدف السوق المتوسطة، أوضح مقال نشرته المجلة أن علامة «إنيسمور» التجارية، ماما شلتر، في طريقها إلى دبي، وكان من المخطط أن تضم 201 غرفة فندقية و80 وحدة سكنية، فقرر مالكوها إفساح المجال ل204 وحدات سكنية بدلاً من ذلك، مع جانب أصغر بشكل ملحوظ خاص بالفندق.

المساكن الخاصة

وبحسب جيف تيسدال، كبير مسؤولي الأعمال في شركة إدارة الفنادق، «أكور ون ليفينغ»، فإن تقاطع المساكن الخاصة مع نمط حياة العلامات التجارية أحد مجالات النمو الأكثر إقناعاً حالياً، مضيفاً أنه في أنحاء العالم نرى طلباً قوياً على المنازل التي ترتكز على وسائل الراحة والتي تعد بتجربة علامة تجارية محببة، ما يوفر شعوراً بالانتماء والمجتمع. وهذا يصح بشكل خاص على العلامات التجارية الخاصة بنمط الحياة، إذ نرى شريحة مهمة ومتنامية من المشترين للشقق السكنية يبحثون عن علامات تجارية قائمة على التصميم، بشخصيات فريدة تحتفي بالحداثة والإبداع والطعام والتجارب الاستثنائية»، لافتاً إلى أن «أكور» أطلقت في بداية سنة 2023 ذراعها العقارية «أكور ون ليفينغ»، إذ يجلس فريقها مع مطورين لضمان توافق التصميم والخدمات والمزايا المدعومة من «أكور» مع احتياجات «مشتري المنازل المستهدفين».

علامة تجارية

وقامت مجموعة «فنادق ومنتجعات إنتركونتيننتال» بالشيء نفسه، بتركيز أحد أفخم عقاراتها قيد التطوير «6 سيزونز» في «نخلة جميرا» على بيع الشقق بدلاً من ملء غرف الفنادق، وسيضم عند افتتاحه العام المقبل 60 غرفة فندقية و162 شقة سكنية فندقية للعلامة التجارية، ومن بينها 121 شقة بنتهاوس و32 فيلا سكاي وتسع فيلات على الشاطئ.

علامات السيارات الفارهة

تسابقت نخبة علامات السيارات الفاخرة إلى دبي بمشاريع عقارية فاخرة، على رأسها «بوغاتي» عبر شراكة مع شركة بن غاطي و«أستون مارتن» التي تعاونت مع شركة الدانوب لأعمال التصميم الداخلي لمشروع أبراج «ذا فيوز»، و«بنتلي» مع شركة «كلايندست» لبناء فلل تحمل اسم «قصور بنتلي» في مشروع «قلب أوروبا» بجزر العالم في دبي.

كما كشفت كل من مجموعة «بن غاطي العقارية» وشركة «مرسيدس بنز»، شركة السيارات الفاخرة الألمانية، عن أول مشروع عقاري تحت مسمى «مرسيدس بنز بليسز/ بن غاطي».

السلع الشهيرة

وإلى جانب علامات السيارات الفارهة، تشهد دبي نمواً كبيراً في المشاريع العقارية التي تحمل علامات السلع الفاخرة الشهيرة عالمياً، وفي مقدمتها «أرماني» و«بولغاري» و«كافالي» و«فيرساتشي» و«جاكوب»، إلى جانب علامات الفنادق الفاخرة التي تهيمن على قطاع العقارات ذات العلامات التجارية، وفي مقدمتها «فور سيزونز» و«ريتز كارلتون»، وغيرها.

مشاريع مكتملة

من جانبها أشارت شركة الاستشارات العقارية العالمية «نايت فرانك»، إلى أن مبيعات العقارات ذات العلامات التجارية في دبي قد بلغت 25.4 مليار درهم خلال العام الماضي بنمو 80% على أساس سنوي، وتوقعت أن يشهد هذا القطاع خلال العام الجاري دخول 2000 وحدة سكنية جديدة.

وأعلنت شركة «لندن غيت» وشركة «فرانك مولر» السويسرية، المصنعة للساعات الفاخرة، توقيع اتفاقية شراكة استثنائية بينهما لتقديم جوهر الأناقة الخالدة في عالم العقارات برج «فرانك مولر أتيرنيتاس» باستمارات تصل إلى ملياري درهم ضمن منطقة «دبي مارينا».

ومن المقرر أن يصبح مشروع «لندن غيت»، عند اكتماله، أطول برج سكني بعلامة تجارية فاخرة بطول يصل إلى 450 متراً، وأطول برج سكني مزوّد بساعة عملاقة في العالم، مسهماً بذلك في تطوير ملامح أفق دبي والارتقاء بالمعايير العالمية للمعيشة الفاخرة مع إتاحة الفرصة للتمتع بالمناظر الخلابة.

ويمثل هذا التعاون محطة استثنائية مع دخول شركة «فرانك مولر» إلى عالم العقارات، وهي شركة لطالما عرفت في عالم صناعة الساعات لثلاثة عقودٍ خلت، ما يمنح هذا المشروع بعداً ريادياً آخر في قطاع العقارات بما يتوافق مع سمعة العلامة التجارية ومكانتها.

منازل «بولغري أوشن مانشنز»

أعلنت «مِراس» استكمال أعمال البناء في مشروع «بولغري أوشن مانشنز». ويضُم بموقعه الاستراتيجي على الشاطئ الشمالي لجزيرة «جميرا باي» الراقية، سبعة منازل فاخرة تجسّد نموذجاً حقيقياً للرفاهية والخصوصيّة. وتتميّز المنازل المكّونة من خمس غرف بتصميم معماري فريد من توقيع الشركة المعمارية الإيطالية «أنطونيو سيتيريو باتريشيا فيل»، يجعلها تبدو وكأنها طافية على طرف شاطئ الجزيرة في انسيابية ساحرة، مقدّمةً تجربة استثنائية مع إطلالات بانورامية على مياه الخليج العربي.