الشارقة: «صحيفة الخليج الإماراتية»
مع اقتراب انطلاق الدورة الثامنة من «مهرجان الشارقة لريادة الأعمال 2025»، الذي ينظمه مركز الشارقة لريادة الأعمال (شراع) يومي 1 و2 فبراير، تؤكد إمارة الشارقة مرةً أخرى مكانتها حاضنة للابتكار وروح الريادة. ومن خلال هذا المهرجان الأكبر من نوعه على مستوى المنطقة والذي أصبح منصة، تترجم الإمارة مفهوم الريادة كمنهج فكري يدفع نحو التغيير الإيجابي والتطور المستدام.
تحت شعار «حيث ننتمي»، يُجسد المهرجان رؤيته في أن الريادة ليست مجرد نشاط اقتصادي، بل أسلوب حياة يعتمد على الإبداع، والعمل المشترك، والابتكار لحل التحديات الاجتماعية والاقتصادية، وفي مناطقه العشر ومنصاته الخمس، يُقدم المهرجان محتوى شاملاً، يربط بين الأفكار الرائدة والممارسات الواقعية عبر محاور مثل الاستدامة وجودة الحياة، ودعم المنتجات المحلية، وتمكين رواد الأعمال من خلال أكاديمية مهرجان الشارقة لريادة الأعمال.
ويركز المهرجان على شريحة الشباب بشكل أساسي، وهي الشريحة التي تحظى بدعم كبير ورعاية حثيثة من قيادة الدولة وهيئاتها ومؤسساتها المختلفة.

مسار الشباب نحو الشراكة

وفي هذا السياق، يأتي الشباب في محور اهتمام «شراع» ويسعى المركز عبر «مهرجان الشارقة لريادة الأعمال» وغيره من البرامج والفعليات إلى تعزيز دورهم في التنمية الاقتصادية والاجتماعية، ورفع مستوى مساهمتهم في النهوض بالاقتصاد، وذلك انسجاماً مع أهداف منظومة ريادة الأعمال في دولة الإمارات التي ترمي إلى الحفاظ على ريادة وتنافسية الدولة في هذا المجال، ورفع نسبة فرص نجاح رواد الأعمال من 30% إلى 50% بحلول عام 2031.
وخلال السنوات الماضية، نجح شراع في رعاية ودعم آلاف رواد الأعمال الشباب، حيث تضم منظومة الشركات التي يدعمها أكثر من 500 مؤسس و18000 شاب من مختلف الجنسيات والثقافات وفي مختلف المجالات، وبذلك نجح «شراع» في تعزيز التنوع الاقتصادي وفي دعم الاتجاهات الصاعدة للأعمال إلى جانب تحفيز الابتكار الذي يشكل نواة اقتصاد المستقبل، ونجح أيضاً من خلال المهرجان، في صقل تجارب رواد الشباب العاملين في الأسواق المحلية بأهم وأفضل التجارب العالمية.

أثر عالمي مستدام

ولا يتوقف أثر «مهرجان الشارقة لريادة الأعمال» في بناء ثقافة الريادة لدى الشباب ليس على صعيد قطاعات الأعمال التقليدية فحسب، بل يتناول كافة الأبعاد المرتبطة بالنشاطات الاقتصادية، مثل الاستدامة والتنمية والمجتمع، ويسعى «شراع» من خلال المهرجان إلى التأكيد على الأثر العالمي لثقافة العمل والريادة عند الشباب من خلال التعريف بمشاريعهم المسؤولة ودمجهم بأفضل التجارب العالمية.
ويخصص المهرجان مساحة واسعة للاستدامة تجسدها «منطقة ومنصة الاستدامة وجودة الحياة» التي تستضيف فعاليات متخصصة لريادة الأعمال المسؤولة والممارسات المستدامة في النشاطات الاقتصادية وأثرها في الرفاه وجودة حياة الأفراد، كما تساهم المنصة في إلهام رواد الأعمال الشباب من خلال الكلمات والخطابات والحوارات التي تحتضنها.
أما على صعيد المجتمع، فيحرص شراع خلال تحضير أجندة «مهرجان الشارقة لريادة الأعمال» على تعزيز مفهوم الريادة ذات البعد الاجتماعي لدى الشباب، أو ما باتت تعرف حالياً بريادة الأعمال الاجتماعية، والتي يصفها مركز النهوض بريادة الأعمال الاجتماعية (CASE)، التابع لجامعة Duke University الأمريكية، بأنها عملية التعرف الى الفرص والسعي وراءها ببراعة لخلق قيمة اجتماعية، حيث يعتمد رواد الأعمال الاجتماعيون على أفضل الأفكار في كل من العالمين التجاري وغير الربحي لتطوير استراتيجيات تزيد من تأثيرها الاجتماعي.