دبي: «صحيفة الخليج الإماراتية»
مع اقتراب شهر رمضان 1446هـ/ 2025، يستعد سكان الإمارات لموسم يتميز بزيادة ملحوظة في الإنفاق، حيث يخطط 46% منهم لرفع ميزانياتهم، خلال الشهر الفضيل، مقارنة بعام 2024، وتشمل الزيادات المتوقعة: التسوق (56%)، التواصل الاجتماعي (51%)، تناول الطعام خارج المنزل (44%).
ويكشف الاستطلاع، الذي أجرته «تولونا وماتريكس لاب»، عن نمو كبير في الإنفاق عبر فئات أخرى تشمل الترفيه، الإجازات المحلية، وطلب الطعام عبر الإنترنت، كما يقوم العديد من السكان بتأجيل المشتريات الكبرى، للاستفادة من العروض الترويجية الرمضانية، أما الطقس الشتوي فيعزز الجمع بين التجمعات العائلية التقليدية والأنشطة الخارجية، ما يُضفي على الموسم أجواء غنية وديناميكية مليئة بالمعاني الاجتماعية والثقافية.
رمضان شتوي وعائلي
يُثري الطقس الشتوي تجربة رمضان بشكل خاص هذا العام، حيث أعرب 50% من السكان عن زيادة حماسهم للأنشطة الخارجية، مقارنة بعام 2024، بما في ذلك تناول الطعام في المطاعم الصديقة للعائلة (+15%)، أماكن الشواء (+11%)، وأسواق الطعام المفتوحة (+11%).
بالتوازي مع هذا الحماس، يخطط 71% لقضاء مزيد من الوقت في المنزل وتعزيز الروابط العائلية، من خلال الوجبات المنزلية، حيث يفضل 77% هذه الوجبات على الوجبات السريعة، كما يخطط 23% لتبني أنماط حياة صحية، من خلال تناول وجبات متوازنة، بينما يعتزم 21% الطهي بانتظام، بالإضافة إلى ذلك، يستعد 18% لاستضافة المزيد من موائد الإفطار العائلية في منازلهم.
توابل ومأكولات تقليدية
سيشهد رمضان الشتاء زيادة ملحوظة في الطلب على المأكولات الأساسية التقليدية، حيث يخطط 52% من المستهلكين لشراء كميات أكبر من التمور، مقارنة بعام 2024. بالإضافة إلى ذلك، يعتزم 46% شراء كميات أكبر من الشوكولاتة والحلويات، بينما يخطط 44% لزيادة إنفاقهم على الحلويات التقليدية ومنتجات الألبان، كما يتوقع المستهلكون زيادة الإنفاق على المشروبات الرمضانية الخاصة والمشروبات الساخنة مثل الشاي والقهوة، إلى جانب التوابل والمكملات الغذائية.
إنفاق الفئات الأساسية
يستمر رمضان في كونه محركًا رئيسيًا للإنفاق الاستهلاكي، حيث يؤجل 71% من سكان الإمارات بعض مشترياتهم للاستفادة من العروض الرمضانية الخاصة، ومن المتوقع أن يرتفع الإنفاق بشكل كبير، مقارنة بعام 2024 في الفئات الأساسية، بما في ذلك البقالة (63%)، الشوكولاتة والتمور والحلويات (55%)، الملابس (49%)، والعطور (48%).
استهلاك التسوق بالجملة
يخطط 36% من المستهلكين لشراء مستلزمات التنظيف المنزلية بالجملة، قبل أسبوع من بدء رمضان، بينما يفضل 22% القيام بذلك قبل أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع. في المقابل، يُعد شراء البقالة بالجملة أكثر شيوعًا، قبل أسبوع من رمضان، حيث يقوم 43% من المستهلكين بهذه المشتريات، خلال هذه الفترة. يعكس هذا النهج الاستراتيجي حرص الأسر على تجهيز منازلها مسبقًا بالمواد الأساسية، مع شراء المواد الغذائية قبل حلول الشهر لضمان كي تكون طازجة ومتوفرة.
إنفاق شراء السيارات
من المتوقع أن يستمر الإنفاق على شراء السيارات، خلال رمضان 2025، رغم تراجع الاهتمام بشكل طفيف، مقارنة بعام 2024. يخطط 22% من السكان لشراء سيارة جديدة هذا العام، بانخفاض عن 23% في 2024، بينما يفكر 34% في الشراء، مقارنة بـ38% في العام السابق. تظل العروض الترويجية الرمضانية محط اهتمام المستهلكين، بما في ذلك التمويل بدون فوائد (22%)، الخصومات على السعر الاساسي (23%)، وضمانات ممتدة (13%).
عادات استهلاك الطعام
يُفضل 77% من المستهلكين الوجبات المنزلية، بدلاً من الوجبات السريعة خلال رمضان، ومع ذلك يظل تناول الطعام خارج المنزل جزءًا أساسيًا من التجربة الرمضانية، ويفضل المستهلكون المطاعم العائلية (25%)، المطاعم الفاخرة (17%)، وأسواق الطعام الخارجية (19%). بينما خلال عيد الفطر، يخطط 74% لتناول الطعام في المطاعم، كما أن نسبة 72% ستستضيف العائلة في منازلها.
هدايا شخصية للعيد
يخطط 90% من السكان لشراء الهدايا لأفراد العائلة، خاصةً للأطفال، الأزواج، والآباء، وتشمل الفئات الأكثر شعبية للهدايا الشوكولاتة والتمور والحلويات (55%)، العطور (49%)، النقود (46%)، والملابس والألعاب (39%). ومن المتوقع أن يرتفع الإهداء الذاتي إلى 42%، مقارنة بـ39% في 2024.
كما يخطط 51% من السكان لزيادة الإنفاق، مدفوعين بالرغبة في خلق ذكريات خاصة (45%)، وتحسن أوضاعهم المالية (41%)، وتعويض قلة الاحتفالات في السنوات السابقة (39%).
تجارب عائلية وترفيه
في إطار استعداد سكان الإمارات لعيد الفطر 2025، ستظل التجمعات العائلية والأنشطة الترفيهية في صدارة الأولويات، إذ يخطط 85% لزيارة الأقارب والأصدقاء، بزيادة طفيفة عن 84% في 2024، كما ستستمر المراكز التجارية في كونها وجهة رئيسية، حيث سيزورها 78% بغرض التسوق و72% للترفيه.
المؤثرون وقرارات المستهلكين
ستكون وسائل الإعلام الرقمية جزءًا أساسيًا من حملات رمضان 2025، حيث يتجه 70% من السكان نحو منصات مثل إنستغرام (27%) وفيسبوك (26%) وX (%18)، لاستكشاف العروض الرمضانية، والمحتوى الصحي (46%)، والوصفات (53%)، والمحتوى الروحي (48%)، واكتشاف وجهات السفر (38%).
ومن المتوقع أن يلعب المؤثرون كما الحملات الرقمية دورًا حاسمًا في توجيه قرارات المستهلكين، لا سيما في ما يتعلق بالمجموعات المحدودة والعروض الترويجية الموسمية.
نمو التسوق الإلكتروني
يواصل التسوق عبر الإنترنت في الإمارات اكتساب زخم قوي، حيث ارتفعت نسبة المتسوقين الإلكترونيين إلى 41% في 2025، مقارنة بـ37% في 2024، ما يشير إلى توسع شريحة المستهلكين الذين يتسوقون عدة مرات في الأسبوع أو يوميًا.
في المقابل، ظل الإنفاق الإلكتروني المتوسط مستقرًا عند 40%، بينما انخفض التسوق الخفيف إلى 19%، ما يعكس تحولًا نحو عمليات شراء إلكترونية أكثر تكرارًا. وسيتركز التسوق الإلكتروني بشكل كبير على الوجبات السريعة (34%)، ومنتجات التنظيف المنزلية (32%)، ما يعكس تفضيلًا واضحًا للراحة والكفاءة.
الاستدامة تحفز التفضيلات
تظل الاستدامة والعطاء الخيري من العناصر الأساسية في قرارات الإنفاق، حيث يفضل 76% من السكان العلامات التجارية التي تقدم مبادرات خيرية، وخطط 48% للحد من هدر الطعام، فيما يرى 24% أن التبرعات الخيرية من قبل العلامات التجارية، بناءً على مشترياتهم، تشكل دافعًا إضافيًا للشراء.
توقعات المستهلكين والبنوك
تلعب البنوك دورًا محوريًا خلال رمضان، من خلال تقديم عروض مرنة تشمل استرداداً نقدياً بنسبة 46%، وعروضاً على التسوق الإلكتروني (41%) والتقليدي (37%)، ومزايا عند التسجيل للحصول على بطاقات ائتمان (34%)، إلى جانب خصومات على المطاعم والإقامات الفندقية (33%).
فرصة العلامات التجارية
يشكل شهر رمضان 2025 فرصة ذهبية للعلامات التجارية، للتفاعل مع المستهلكين في الإمارات من خلال العروض المخصصة، التفاعل الرقمي، والمشاركة المجتمعية الهادفة. وفي هذا الاطار تحدث جورج عكاوي مدير الحسابات الإقليمية في «تولونا» لمنطقة الشرق الأوسط وتركيا وافريقيا، قائلًا: «يوفر شهر رمضان لهذا العام للعلامات التجارية فرصة نادرة لدمج التقاليد بالابتكار، فمن خلال تشكيل فهم لأهمية التفاعل الرقمي، والتجارب الشخصية، والمبادرات المجتمعية، يمكن للعلامات التجارية بناء علاقات حقيقية مع المستهلكين».