الطقس البارد على صحة المفاصل

مع قدوم فصل الشتاء، يتعرض العديد من الأشخاص الذين يعانون من أمراض المفاصل مثل التهاب المفاصل الروماتويدي وهشاشة العظام لزيادة في حدة الأعراض، حيث يؤدي انخفاض درجات الحرارة إلى تفاقم الألم والتصلب، وعلى الرغم من أن الطقس البارد لا يسبب تلفًا مباشرًا للمفاصل، فإنه يساهم في تزايد المعاناة، وهو ما يؤدي إلى زيادة في زيارات الأطباء والأيام التي يعاني فيها المرضى من الألم.

كيف يؤثر الطقس البارد على المفاصل؟

يشير الخبراء إلى أن البرد لا يؤدي إلى تدمير المفاصل، بل يعمل على تفاقم الحالات الصحية الموجودة مسبقًا. هناك أربعة عوامل رئيسية تساهم في زيادة الألم في الطقس البارد، وهي:

1. تأثير انخفاض الضغط الجوي

يعتبر الضغط الجوي من العوامل التي تؤثر بشكل غير مباشر على المفاصل في الشتاء. عندما ينخفض الضغط الجوي، قد يزداد تمدد الأنسجة المحيطة بالمفصل، مما يضع مزيدًا من الضغط على المفاصل نفسها ويؤدي إلى الشعور بالألم.

2. تأثير انخفاض تدفق الدم

في الطقس البارد، تضيق الأوعية الدموية في الجسم، مما يؤدي إلى تقليل تدفق الدم إلى الأطراف والمفاصل. هذا التقلص يؤدي إلى زيادة الشعور بالتصلب والألم في المفاصل المصابة.

3. قلة النشاط البدني

في الشتاء، يميل الناس إلى تقليل نشاطهم البدني بسبب برودة الطقس، مما يتسبب في ضعف العضلات ومرونة المفاصل. هذا الخمول يزيد من فرص الشعور بالألم والتصلب في المفاصل.

4. الحساسية تجاه تغيرات الطقس

بعض الأشخاص المصابين بالتهاب المفاصل لديهم حساسية خاصة تجاه تغيرات الطقس، مما يسبب لهم تدهورًا في الأعراض حتى وإن كانت الأسباب الدقيقة لهذه الحساسية غير واضحة بعد.

نصائح للوقاية من آلام المفاصل في الشتاء

لتخفيف تأثير الطقس البارد على المفاصل، يمكن اتباع مجموعة من الإجراءات التي تساعد في الوقاية والعلاج من الأعراض المرتبطة بهذا الموسم:

1. الحفاظ على دفء الجسم

يرتدي الخبراء طبقات من الملابس الدافئة التي تغطي المفاصل مثل القفازات وأكمام الركبة لتقليل التصلب الناتج عن البرد. كما يوصى باستخدام وسادات التدفئة أو الاستمتاع بحمامات دافئة، حيث تساعد هذه الطرق في تحسين تدفق الدم والتخفيف من تصلب المفاصل.

2. مواصلة ممارسة الأنشطة البدنية

على الرغم من أن الجلوس في راحة تحت البطانية قد يكون مغريًا، إلا أن عدم الحركة يمكن أن يزيد من مشاكل المفاصل. يُنصح بممارسة تمارين منخفضة التأثير مثل المشي، السباحة أو اليوجا لتحفيز المفاصل على الحركة وتقوية العضلات. كما يُفضل الإحماء جيدًا قبل البدء في أي نشاط بدني.

3. الحفاظ على وزن صحي

الوزن الزائد يضع عبئًا إضافيًا على المفاصل، لا سيما المفاصل الكبيرة مثل الركبتين والوركين. من خلال تناول نظام غذائي متوازن مليء بالأطعمة المضادة للالتهابات مثل الأسماك الدهنية (مثل السلمون) والفواكه والخضراوات، يمكن تقليل الالتهابات وتحسين صحة المفاصل. كما أن الحفاظ على الترطيب يعد أمرًا حيويًا لصحة الغضاريف.

4. استخدام دعامات للمفاصل

من المفيد أيضًا استخدام دعامات للمفاصل أو ارتداء الأحذية المناسبة التي تدعم القدمين بشكل جيد. هذا يمكن أن يساعد في تقليل الضغط على المفاصل المصابة ويمنحها الدعم اللازم.

5. الاهتمام بوضعية الجسم

الوضعية الجسدية الصحيحة مهمة جدًا لتقليل الضغط على المفاصل. يُنصح بممارسة الجلوس والوقوف بطريقة تضمن توزيع الوزن بشكل متساوٍ على الجسم، والحرص على استخدام الأثاث الذي يدعم الجسم بشكل جيد أثناء الأنشطة اليومية.

6. استشارة الطبيب في حال استمرار الأعراض

إذا استمرت الأعراض أو تفاقمت، من الأفضل استشارة الطبيب المختص. قد يحتاج المريض إلى علاج أو إرشادات إضافية للتعامل مع آلام المفاصل بشكل فعال.

البرد ليس السبب المباشر لآلام المفاصل، لكنه يعد عاملاً مساعدًا في تفاقم الأعراض. من خلال اتخاذ التدابير الوقائية مثل الحفاظ على الدفء، ممارسة الأنشطة البدنية المعتدلة، واتباع نظام غذائي صحي، يمكن للأفراد التعامل مع تأثيرات الطقس البارد على المفاصل بشكل أفضل والحد من معاناتهم في فصل الشتاء.