لفت النائب إلياس جرادي إلى أنّ “زيارة الموفدين إلى لبنان أمر طبيعي، وهو يعكس تفاعل المجتمع الدولي مع الوضع اللبناني”.

وأشار جرادي، في حديث إذاعي، إلى أن “هناك قوى تحاول التأثير بشكل مشروع، وهو أمر يفهمه ويقدره، إلا أن العيب الحقيقي يكمن في لبنان نفسه الذي استدعى وجود لجنة خماسية لإدارة الأمور”.

وأضاف أنه “من غير المقبول أن يكون القرار اللبناني مرهونا بالخارج”، مشيراً إلى أنّ “لبنان ليس جزيرة سياسية معزولة، بل يجب أن يتخذ قراراته داخليا ويطمئن جميع الأفرقاء السياسيين”.

واعتبر أنّ “الاتفاق الداخلي هو جوهر الديموقراطية”، قائلاً: إنّ “لبنان بحاجة إلى حوار داخلي جاد بين الأفرقاء لاختيار رئيس توافقي”.

وأبدى جرادي “دعمه لمشروع انتخاب رئيس توافقي”، مشيراً إلى أنه “بدأ السباق السياسي من خلال طرح أربعة أسماء تمثل الرئيس الجامع الذي يطمئن جميع اللبنانيين، خصوصاً الشباب والشابات”.

وشدد أنه “يرى في قائد الجيش اللبناني المواصفات التي تجمع اللبنانيين، رغم العائق الدستوري الذي يمنعه من الترشح حالياً”، معبراً عن “أمله في إزالة هذا العائق الدستوري، لكن في حال لم يحدث ذلك”، وأبدى “استعداده لدعم أي مرشح آخر في حال كان حظوظه مرتفعة”.

كما أشار إلى أنّ “الفراغ الرئاسي قاتل ولا يمكن للبنان أن يستمر في ظل هذه الفوضى”، مؤكداً أنه “إذا لم يتم انتخاب رئيس من خلال حوار داخلي وتوافق، سيتم اعتماد الخيار الديموقراطي البحت، وهو أن الفائز بالحصول على 65 صوتاً في البرلمان يصبح رئيسا”. ورغم ذلك، شدّد على أنه “لن يعتبر نفسه مهزوماً في حال عدم انتخاب مرشحهم، بل سيعتبر أن “من انتصر هو لبنان”.

وأضاف: “مسؤوليتهم تبدأ بعد ذلك في دعم الرئيس المنتخب بغض النظر عن مرجعيته”.

وفي ما يتعلق بالمخاوف الطائفية، أكد أنّ “مقاومة الطائفة الشيعية كانت حاسمة في مواجهة المخططات الخارجية التي كانت تستهدف لبنان”.

وتابع: “هذه الطائفة التي كانت تتهم بكونها غير لبنانية هي التي دافعت عن لبنان مع دور الجيش اللبناني، وأجهضت المخططات العدوانية”. وأعرب عن “أمله في أن يكون الخطاب الطائفي الذي ظهر في الأيام الماضية آخر مخلفات هذه المخططات”، مشدداً على أن “جميع الافرقاء السياسيين في لبنان يجب أن يتجاوزوا هذه الانقسامات”.

واعتبر أنّه “من حق كل فريق أن يعبر عن من لا يريد انتخابه، ولكن من واجبهم أمام جمهورهم أن يقولوا من هو المرشح الذي يريدون انتخابه، فالتعطيل لا يخدم أحدا”.