تواجه البنوك المركزية في آسيا مأزقًا في عام 2025. حيث أدى الارتفاع المستمر في قيمة الدولار الأمريكي إلى تدهور العملات الآسيوية مثل الين الياباني والوون الكوري الجنوبي واليوان الصيني والروبية الهندية إلى أدنى مستوياتها في عدة سنوات مقابل الدولار الأمريكي.

وقال محللون وفقًا لشبكة “سي ان بي سي”: في حين أن العملة الأرخص قد تجعل الصادرات تنافسية من حيث المبدأ تمامًا كما يهدد الرئيس المنتخب دونالد ترامب بفرض الرسوم الجمركية، فإن البنوك المركزية في آسيا ستحتاج إلى تقييم تأثير التضخم المستورد وتجنب الرهانات المضاربة على ضعف مستدام في عملاتها قد يعقد عملية صنع السياسات.

فقد ارتفعت قيمة الدولار الأمريكي بشكل حاد منذ فوز ترامب بالانتخابات الرئاسية لعام 2024، حيث ارتفع بنحو 5.39٪ منذ الانتخابات في 5 نوفمبر في الولايات المتحدة. جزء من السبب وراء قوة الدولار الأمريكي هو السياسات التي وعد بها ترامب خلال حملته الانتخابية، بما في ذلك التعريفات الجمركية وتخفيضات الضرائب، والتي يرى خبراء الاقتصاد أنها تضخمية.

في ذات السياق أعرب المسؤولون الفيدراليون في اجتماعهم في ديسمبر عن قلقهم بشأن التضخم والتأثير الذي قد تحدثه سياسات الرئيس المنتخب دونالد ترامب، مشيرين إلى أنهم سيتحركون بشكل أبطأ بشأن خفض أسعار الفائدة بسبب حالة عدم اليقين.

لقد أدى إعادة تقييم توقعات السياسة النقدية لمجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي إلى توسيع فجوة العائدات بين السندات الأمريكية والعديد من السندات الآسيوية.

وقد أدى هذا الفارق في أسعار الفائدة إلى إضعاف جاذبية الأصول ذات العائدات المنخفضة، مما أدى إلى انخفاض العملات الآسيوية الرئيسية ودفع بعض البنوك المركزية بما في ذلك بنك اليابان وبنك الاحتياطي الهندي إلى التدخل.

من جانبه قال جيمس أوي، استراتيجي السوق في شركة الوساطة عبر الإنترنت تايجر بروكرز، في حديثه لشبكة سي إن بي سي إن الدولار الأمريكي القوي سيجعل من الصعب على البنوك المركزية الآسيوية إدارة اقتصاداتها.

وقال أوي إن الدولار الأمريكي الأقوى من المرجح أن “يفرض تحديات على البنوك المركزية الآسيوية من خلال زيادة الضغوط التضخمية وارتفاع تكاليف الاستيراد وإجهاد احتياطياتها من النقد الأجنبي إذا حاولت دعم عملاتها من خلال التدخلات”.