الشبيبة – العمانية 

أطلقت هيئة البيئة اليوم مشروعًا يُعنى بإعادة توطين غزال الريم “الريم1”، الذي يتضمن إطلاق 54 رأسًا من غزال الريم في بيئتها الطبيعية في براري ولاية مقشن بمحافظة ظفار، ضمن مساحة تُقدّر بـ 75 كيلومترًا مربعًا، ويُعد هذا المشروع الأول من نوعه خارج نطاق المحميات الطبيعية، حيث سيتم تعقب الغزلان باستخدام أجهزة مزوّدة بتقنية تحديد المواقع GPS والأقمار الاصطناعية.

رعى المناسبة صاحب السّمو السّيد مروان بن تركي آل سعيد، محافظ ظفار، بحضور عدد من المسؤولين وأفراد المجتمع المحلي.

وأوضح سعادة الدكتور عبدالله بن علي العمري، رئيس هيئة البيئة، أن هذا المشروع يهدف إلى تعزيز الجهود الوطنية لإعادة تأهيل البيئات الطبيعية، والحفاظ على الأنواع المهددة بالانقراض، وتحسين موقع سلطنة عمان في المؤشر البيئي العالمي، بما يعكس التزام سلطنة عُمان بتحقيق التنمية المستدامة، وتعزيز السياحة البيئية.

وأضاف سعادته أن مشروع إعادة توطين غزال الريم في ولاية مقشن يستند إلى نجاحات سابقة مثل إعادة توطين المها العربية في محمية المها العربية في ولاية هيماء بمحافظة الوسطى منذ السبعينيات، ومشروع إعادة إكثار وتوطين غزال الريم بالمحمية منذ عام 2013، وتجارب مماثلة امتدت من عام 2020 حتى 2024 لإطلاق الظباء (المها العربية وغزال الريم والغزال العربي) في ربوع محمية المها العربية ومحيطها. مؤكدًا أن هذه الجهود أسهمت في توسيع نطاق انتشار هذه الأنواع، حيث تم رصد مواليد جديدة وقطعانًا في البرية.

من جانبه، أشار المهندس سليمان بن ناصر الأخزمي، مدير عام صون الطبيعة بهيئة البيئة، إلى أن المشروع استند إلى خطة متكاملة تضمنت تشكيل فرق متخصصة من الكوادر الوطنية، وتوفير الأجهزة والتقنيات الحديثة، وتنفيذ عمليات فحص صحي شامل للحيوانات، مضيفًا أن الخطة شملت نقل الغزلان في صناديق مخصصة لضمان سلامتها، وتوفير حظائر مؤقتة بموقع الإطلاق لتدريبها على التكيف مع الموقع الجديد.

وأكد الأخزمي أن متابعة الغزلان ستتم بدقة باستخدام أطواق التعقب عبر الأقمار الاصطناعية، مع تفعيل دوريات مراقبة بيئية لضمان سلامة القطيع.

تضمّن الحفل عرض فيلم وثائقي حول التنوع الأحيائي في سلطنة عُمان، واستعراض جهود إعادة توطين الظباء على مدار أكثر من 40 عامًا، وعرض مرئي حول مراحل المشروع وأهدافه، إلى جانب تكريم الجهات المساهمة، وزيارة ركن مصاحب يبرز قصص نجاح مشروعات الإكثار والتوطين في سلطنة عُمان.

ويعد غزال الريم، المعروف أيضًا بالغزال الرملي، والذي يمتاز برشاقته وطول عنقه وعينيه الواسعتين، ولونه الفاتح الذي يعكس أشعة الشمس، ضمن الأنواع المهددة بالانقراض وفق القائمة الحمراء. وتشير الدراسات الميدانية إلى أن هذا النوع كان منقرضًا في رمال الربع الخالي منذ عام 2007.