مع دخول لبنان عهداً جديداً يحمل عنوان “جيش – شعب – دولة”، تعود ملفات استباحة حزب الله لمؤسسات الدولة ومنافذها البرية والبحرية والجوية إلى الواجهة من جديد، خاصة مع القلق الدولي المتزايد من استغلال حزب الله لمطار رفيق الحريري الدولي لأغراض عسكرية بما يخالف المعاهدات الدولية.

وفقاً لـ Assemblée Nationale  وهو الموقع الرسمي للغرفة السفلى في البرلمان الفرنسي، فقد قدم أعضاء في البرلمان الأوروبي في نوفمبر من العام الماضي 2024، استفسارات حول سيطرة حزب الله على المطار  واستغلاله للمؤسسات المدنية لأغراض عسكرية، حيث قدم عضو البرلمان الأوروبي “تشارلي ويمرز” استفسارًا إلى الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية/نائب رئيس المفوضية الأوروبية، أشار فيه إلى التقارير المتعلقة بنشاط حزب الله في مطار رفيق الحريري، وتساءل عما إذا كان الاتحاد الأوروبي على دراية بهذه التقارير، وما هي الخطوات التي يتخذها لضمان عدم وصول مليار دولار من المساعدات مباشرة أو غير مباشرة إلى جهات تتعاون مع حزب الله، مما قد يعود بالنفع عليه”.

من جهتها، لفتت أيضاً كارولين يادان، عضو الجمعية الوطنية الفرنسية، انتباه البرلمان الأوروبي إلى ذلك أيضاً مؤكدة أن استخدام حزب الله لمطار رفيق الحريري الدولي في بيروت لأغراض عسكرية يعرض المواطنين اللبنانيين والأجانب للخطر، كما يهدد سلامة شركات الطيران المختلفة التي تستخدم المطار.

وطالبت يادان آنذاك بتوضيحات حول التدابير الدبلوماسية التي ستتخذها فرنسا لضمان تعاون السلطات اللبنانية مع المجتمع الدولي لمنع الإخفاقات في البنية التحتية، والتأكد من عدم تحويل المؤسسات المدنية، مثل مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت لأغراض عسكرية.

كما سألت النائبة الفرنسية عن خطط الحكومة الفرنسية لدعم لبنان في حماية ومراقبة بنيته التحتية المدنية، وتعزيز التعاون الدولي لمنع استمرار انتهاكات المعاهدات الدولية المتعلقة بالطيران المدني والنزاعات المسلحة.

وخلال اجتماع خاص دعا إليه عضو البرلمان الأوروبي تشارلي ويمرز في 19 نوفمبر 2024، بحضور عدد من أعضاء البرلمان الأوروبي، ناقش المشاركون سيطرة حزب الله على المطار، ونشاط التهريب المباشر من إيران عبر المنفذ الوحيد للبنان إلى العالم الخارجي.

لاحقاً وبالتحديد في 26 نوفمبر 2024، عُقدت جلسة في مجلس اللوردات البريطاني بشأن نشاط التهريب الذي يقوم به حزب الله في المطار، وشارك فيها النائب اللبناني السابق فارس سعيد وبهنام بن طالبلو (Behnam Ben Taleblu) الباحث والمحلل السياسي المختص في شؤون إيران والسياسة الإقليمية للشرق الأوسط والذي يعمل في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات (FDD)، وقد أعرب المشاركون عن قلقهم البالغ بشأن استخدام حزب الله لمطار رفيق الحريري الدولي في بيروت لأغراض عسكرية، وتخزين وتهريب مواد محظورة.

مما لا شك فيه أن التحركات الدولية تدل على توجه قاطع لوقف سيطرة حزب الله على وزارة النقل والأشغال العامة أو أي من الوزارات التي تتعلق بهيكلية لبنان الجديد كالمالية والعدل والداخلية والخارجية، خاصة في ضوء الاتهامات التي واجهت وزارة النقل في عهد الوزير المحسوب على حزب الله علي حمية، حرصاً على عدم تحول لبنان ومؤسساته ومطاره ومرفئه مجدداً كمخازن لسلاح حزب الله، أو مستودعات لنشاطاته المالية غير المشروعة.