• دفع الفريق ثمن هذا النهج الهجومي المكثف بخسائر غير متوقعة وتراجع ملحوظ في ترتيب الدوري الإسباني.

رغم الفوز المثير الذي حققه برشلونة على بنفيكا بنتيجة (5-4) في دوري أبطال أوروبا، إلا أن جماهير الفريق الكتالوني لم تنعم بالراحة. السبب؟ النهج الذي يتبناه المدير الفني الألماني هانز فليك، والذي يبدو محفوفًا بالمخاطر، حيث يراهن على أسلوب هجومي مكثف قد يكون سلاحًا ذا حدين.

أفكار هجومية لكنها غير متوازنة
منذ توليه القيادة الفنية لبرشلونة، اعتمد فليك على الضغط العالي والهجوم الشامل، في محاولة لإعادة الفريق إلى أيام المجد. ورغم النجاح الذي حققه هذا النهج في مباريات دوري أبطال أوروبا ضد فرق أقل تنظيمًا، إلا أنه كشف عن ثغرات كبيرة في الجانب الدفاعي.

على المستوى المحلي، بدت الأمور أكثر تعقيدًا؛ حيث دفع الفريق ثمن هذا النهج الهجومي المكثف بخسائر غير متوقعة وتراجع ملحوظ في ترتيب الدوري الإسباني.

أرقام مقلقة في الليجا
في آخر ثماني مباريات بالدوري الإسباني، حقق برشلونة انتصارًا وحيدًا، بينما تعرض لأربع هزائم وتعادل ثلاث مرات. ومع أن الفريق يمتلك أقوى خط هجوم في الليجا برصيد 52 هدفًا، إلا أنه يعاني من ضعف واضح في الدفاع، حيث استقبل 23 هدفًا، وهو الرقم الأسوأ بين فرق المربع الذهبي.

هذا التراجع جعل برشلونة يتراجع إلى المركز الثالث، خلف غريميه التقليديين ريال مدريد وأتلتيكو مدريد، مما أثار قلق الجماهير والإدارة على حد سواء.

دوري أبطـال اوروبا: انتصارات بطعم القلق
رغم التألق في مرحلة المجموعات وتحقيق نتائج كبيرة، إلا أن أسلوب فليك يثير التساؤلات حول قدرته على الصمود أمام فرق النخبة في الأدوار الإقصائية. فرق تمتاز بتنظيم دفاعي وقدرة على استغلال المساحات قد تجعل هذا النهج الهجومي المكثف سلاحًا يضرب برشلونة نفسه.

الحاجة إلى التوازن
الفترة المقبلة ستكون حاسمة لمسيرة فليك مع برشلونة، حيث تنتظره مواجهات صعبة في الدوري الإسباني والأدوار الإقصائية لدوري الأبطال. لتحقيق النجاح، يحتاج فليك إلى تحقيق توازن بين الهجوم والدفاع، خاصة مع تزايد الضغوط من الجماهير والإدارة.

إذا نجح المدرب الألماني في تحسين الأداء الدفاعي دون التضحية بالقوة الهجومية، فقد يعيد برشلونة إلى القمة. أما إذا استمر على هذا النهج دون معالجة الثغرات، فقد يجد نفسه أمام موسم كارثي لا يرضي طموحات الكتلان.

أسلوب هانز فليك يمثل طموحًا كبيرًا لإعادة برشلونة إلى المجد، لكنه في الوقت الحالي يبدو أشبه بمغامرة محفوفة بالمخاطر. ومع كل مباراة، يترقب الجميع إن كان المدرب الألماني سينجح في كبح "الانتحار التكتيكي" الذي يهدد مسيرة الفريق هذا الموسم.