• زجاجات الهواء تكتسب شهرة واسعة حول العالم

في عالم يزداد فيه الاهتمام بالتذكارات الفريدة والمميزة، ظهرت فكرة بيع زجاجات الهواء النقي كتعبير عن الذكرى لزيارة المدن حول العالم.

هذه الفكرة الغريبة جذبت السياح الباحثين عن هدايا تذكارية مختلفة وغير تقليدية.

من ميديلين في كولومبيا إلى زيورخ في سويسرا وصولا إلى كومو في إيطاليا والسلط في الأردن، تتنوع هذه المنتجات وتكتسب شهرة واسعة.

ميديلين، كولومبيا: بداية مبتكرة

في عام 2022، أطلق الشاب الكولومبي خوان كارلوس ألفارادو مشروعه لبيع زجاجات هواء مدينة ميديلين النقي، التي تُعرف بمناخها المعتدل ولقبها "مدينة الربيع الأبدي".

بسعر 5 دولارات للزجاجة، استطاع ألفارادو بيع 77 زجاجة في يومه الأول فقط، ليتضاعف الرقم إلى حوالي 300 زجاجة يوميًا خلال أيام قليلة.

تعتبر هذه الفكرة إبداعية وتعكس جمال المدينة ومناخها المميز، مما يجعلها تذكارًا محببًا للسياح.

بحيرة كومو، إيطاليا: رومانسية الهواء النقي

في منطقة بحيرة كومو، المشهورة بجمالها الطبيعي وكونها وجهة للمشاهير مثل جورج كلوني، تم تقديم عبوات صغيرة تحتوي على هواء المنطقة النقي.

بدأ بيع هذه العبوات في أوائل العقد الثاني من القرن الحالي، حيث تُباع العبوة بسعة 400 مل بحوالي 10 دولارات.

استهدفت هذه الفكرة السياح الأجانب، وخاصة الأمريكيين، الذين زاد اهتمامهم بهذه المنطقة السياحية بعد أن أصبحت معروفة كموقع مفضل للمشاهير.

زيورخ، سويسرا: الهواء النقي من جبال الألب

في عام 2018، أسس الشاب السويسري موريتز كراينمان شركة "Swissbreeze" لبيع زجاجات هواء نقي مأخوذ من جبال الألب.

الزجاجات التي تُباع بسعر 20 جنيهًا إسترلينيًا حظيت باهتمام كبير بسبب فوائدها الصحية المزعومة، حيث يدعي البائعون أنها تساعد على الاسترخاء وتنشيط الرئتين.

المشروع استهدف أسواقًا عالمية، وخاصة في الدول ذات التلوث العالي، حيث يبحث الناس عن وسائل لتحسين جودة الهواء الذي يتنفسونه.

وجهات أخرى: أفكار مبتكرة حول العالم

* بكين، الصين: في مدينة تعاني من تلوث الهواء، ظهر مشروع بيع علب هواء نقي مستورد من كندا، حيث يتم جمع الهواء من المناطق الطبيعية في جبال الروكي.

* باريس، فرنسا: بعض المتاجر تقدم زجاجات صغيرة تحتوي على هواء من معالم مشهورة مثل برج إيفل، مما يضيف قيمة رمزية للهدايا.

* سيدني، أستراليا: يتم بيع هواء من المناطق الساحلية كرمز لنقاء البيئة الأسترالية.

وفي خضم كل ذلك، ظهر شاب أردني في مقطع فيديو التقطته عدسة "رؤيا" وهو يحاول بيع هواء مأخوذ من شارع الستين الشهير في مدينة السلط، وفق حديثه.

وقال الشاب في حديث لـ مراسل "رؤيا" إن الهواء نقي ومأخوذ من مدينة السلط - ذات الطابع المناخي الفريد والذي يطغى عليه البرد القارس خلال فصل الشتاء والمعتدل في فصول العام الأخرى.

وتابع الشاب:" تنفس الحنين بهواء الشارع الستين، تنفس هواء السلطية بنكهة فلسطينية- في أشارة إلى إطلال مدينة السلط على تخوم مدن فلسطينية محتلة".

وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي فكرة الشاب، التي لاقت رواجا واسعا خلال ساعات من انطلاقها.

الابتكار والاستدامة

تعد هذه الفكرة جزءًا من توجه عالمي للاهتمام بالبيئة ونقاء الهواء، بالإضافة إلى البحث عن هدايا تعكس الثقافة المحلية بطريقة جديدة. ومع زيادة التلوث في بعض المناطق، أصبحت هذه الزجاجات أكثر من مجرد تذكار؛ بل أداة توعوية حول أهمية حماية البيئة والهواء النقي.

انتشرت فكرة بيع زجاجات الهواء من مدن العالم كظاهرة سياحية فريدة، تلبي حاجة السياح إلى الاحتفاظ بذكرى مميزة.

ومن المتوقع أن تستمر هذه الفكرة في الانتشار مع الابتكار المستمر وإضافة لمسات شخصية تعكس روح المدن ومعالمها المميزة.