لم يتم تلبية “مطلب” الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بخفض أسعار الفائدة الأربعاء الماضي بعدما قرر مجلس الاحتياطي الفيدرالي الإبقاء على أسعار الفائدة ثابتة ليكون التثيت تاليًا بعد ثلاثة اجتماعات متتالية شهدت عمليات خفض في أسعار الفائدة في الأشهر التي سبقت تولي ترامب منصبه، وفق ما ذكرت شبكة سي إن إن الأمريكية.

ترامب يتهم الاحتياطي الفيدرالي

بعد ساعات من إعلان بنك الاحتياطي الفيدرالي عن قراره اتهم ترامب الذي سبق وعين رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول في ولايته الأولى البنك المركزي بالفشل في “وقف مشكلة التضخم”.
كما كتب ترامب في منشور على حسابه على موقع تروث سوشيال:”سأطلق العنان للعمليات الإنتاجية في مجال الطاقة الأمريكية وإعادة التوازن إلى التجارة الدولية وعودة النشاط للصناعة الأمريكية”.
اقرأ أيضاً: قرار أسعار الفائدة.. اختبار مبكر بين «الفيدرالي» وترامب
قال ترامب أيضًا إن البنك المركزي “قام بعمل فظيع فيما يتعلق بتنظيم البنوك” وسيضع هذه المسؤولية بالكامل في أيدي وزارة الخزانة. ومع ذلك، ليس من الواضح ما إذا كان ترامب قادرا قانونيا على تجريد بنك الاحتياطي الفيدرالي من سلطته الطويلة الأمد على تنظيم البنوك.
في هذه الأثناء، لم يكن لدى باول الكثير ليقوله بشأن التصريحات التي أدلى بها ترامب بشأن بنك الاحتياطي الفيدرالي.
لكن أكد باول على استقلال البنك المركزي في حين يدفع ترامب نحو العكس.

إبقاء الفيدرالي على أسعار الفائدة

أبقى بنك الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة ثابتة عند 4.25%-4.50% في إشارة إلى الحذر وسط النمو القوي في الولايات المتحدة وارتفاع التضخم، بما يتماشى مع توقعات السوق، وفق ما ذكرت شبكة يورونيوز الأوروبية.
تزايد التباعد بين سياسات بنك الاحتياطي الفيدرالي والبنك المركزي الأوروبي
في ديسمبر، فاجأ بنك الاحتياطي الفيدرالي الأسواق برفع توقعاته للتضخم لعام 2025 إلى 2.5% وخفض توقعاته لخفض أسعار الفائدة إلى عمليتي خفض فقط هذا العام انخفاضا من أربعة في توقعاته في سبتمبر.
اقرأ أيضاً: أبرزها قرارات الفائدة.. 3 تغيرات كبيرة تركز عليها الأسواق
أكد رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول أن أسعار الفائدة قريبة من المستويات المحايدة وأن أي خفض آخر يجب التعامل معه بحذر شديد.

من أمريكا إلى أوروبا

في حين أن قوة الاقتصاد الأمريكي والتضخم المستمر يجعلان صناع السياسات في بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي في حالة من التوتر فإن الوضع في أوروبا مختلف بشكل ملحوظ فالتوقعات الاقتصادية تتدهور والتضخم يحرز تقدما مطردا نحو هدف 2%.
خفضت الحكومة الألمانية، توقعاتها للنمو الاقتصادي لعام 2025 إلى 0.3% فقط مقارنة بالتقدير السابق البالغ 1.1% في أكتوبر.
ووصف وزير الاقتصاد روبرت هابيك الوضع الاقتصادي بأنه “صعب” وحذر من استمرار الركود لفترة طويلة وتفاقمه بسبب نقص العمالة والبيروقراطية المفرطة وعدم كفاية الاستثمار العام والخاص.

توقعات أسعار الفائدة الأمريكية

تشير توقعات السوق حاليًا إلى أن بنك الاحتياطي الفيدرالي سوف يخفض أسعار الفائدة مرتين في عام 2025 بدءا من يونيو في حين من المتوقع أن ينفذ البنك المركزي الأوروبي أربعة عمليات خفض بحلول نهاية العام.

الفيدرالي وتعريفات ترامب

يحاول بنك الاحتياطي الفيدرالي تحقيق التوازن بين توفير الوظائف والتضخم استناداً إلى البيانات لكن التنبؤ بالمستقبل أكثر صعوبة وخاصة عندما يصبح دونالد ترامب رئيساً حيث أعلن الرئيس المتهور عن سلسلة من السياسات التي لا يبدو أن لها تأثيراً واضحاً، كما تشير سي إن إن .
اعتبر رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول الأربعاء إن هذا يعد هو السبب الأبرز في بقاء البنك في وضع الانتظار والترقب بشأن الرسوم الجمركية كونها السياسة الاقتصادية المميزة لترامب والتي تفتقر إلى التفاصيل ولم تدخل حيز التنفيذ بعد.
وقال باول “أعتقد أن اللجنة في وضع انتظار شديد لمعرفة السياسات التي سيتم سنها نحن لا نعرف ماذا سيحدث مع التعريفات الجمركية والهجرة والسياسة المالية والسياسة التنظيمية.

ارتفاع الدولار وانخفاض اليورو

بعد قرار بنك الاحتياطي الفيدرالي وقبيل المؤتمر الصحفي لباول انخفض اليورو إلى 1.04 مقابل الدولار وهو ما يعكس قوة العملة الأمريكية وسط تباين متزايد في السياسة النقدية بين الاقتصادين.