• كيف تقيّمون المشاورات الثنائية بين اليابان والكويت؟ وهل هناك جولة جديدة من المشاورات السياسية؟

- دائماً ما نعقد مشاوراتنا الثنائية بطريقة ودّية وبناءة، ولطالما تعكس هذه المشاورات السياسية العلاقات التاريخية بين بلدينا.

ففي 23 ديسمبر 2024، أجرينا الجولة الرابعة من المشاورات السياسية في الكويت، بحضور المدير العام لمكتب شؤون الشرق الأوسط في وزارة خارجيتنا، السفير توشيهيدي أندو، مع مساعد وزير الخارجية لشؤون آسيا، السفير سميح جوهر حيات، حيث ناقشنا مجموعة واسعة من القضايا، بما في ذلك القضايا الثنائية والثقافية والتعليم، كما ناقشنا الشؤون الإقليمية والدولية أيضًا، وأكدنا أهمية العمل معاً من أجل التنسيق على المستويين الإقليمي والعالمي. ومن المقرر أن تُعقد الجولة التالية من المشاورات السياسية بطوكيو في المستقبل القريب.

الأمن الغذائي أولوية

• كيف يمكن لبلادكم أن تسهم في أمن الكويت الغذائي؟

- الأمن الغذائي أولوية رئيسية بالنسبة للكويت، واليابان لديها التكنولوجيا والخبرة اللازمة للمساعدة، لذلك لدينا تقنياتنا الزراعية المتقدمة وخبرتها في الأحياء المائية ولوجستيات سلسلة التبريد، لذلك قد يكون ذلك ذا قيمة بالنسبة للكويت.

وفي ديسمبر 2024، عُقدت أولى مفاوضات اتفاقية التجارة الحرة بين دول مجلس التعاون الخليجي واليابان، مما فتح الباب أمام التعاون الاقتصادي، وأنا على يقين أن الأمن الغذائي هو إحدى القضايا المهمة التي نناقشها على الدوام، وهذا بالتأكيد سيسهم في أمن الكويت الغذائي في المستقبل.

التكنولوجيا اليابانية

• هل هناك أي زيارات متبادلة رفيعة المستوى بين الكويت وطوكيو؟

- أتمنى أن نشهد زيارات كويتية عالية المستوى وشعبية على هامش معرض «إكسبو 2025»، الذي سينطلق في مدينة أوساكا باليابان من 13 أبريل حتى 13 أكتوبر، وهذا المعرض الدولي فرصة جيدة جدًا لليابان والكويت لتقوية علاقاتنا الاقتصادية، من خلال التكنولوجيا المتقدمة والمتطورة والتقنيات الجديدة والأفكار الجديدة والمعدات الجديدة والأجهزة الجديدة للمستقبل، ونحن نرحّب بالاستثمارات الكويتية في هذه المجالات.

لذلك سيكون لهذه التكنولوجيا اليابانية والتمويل الكويتي، تأثير عالمي ضخم للغاية.

كما أنني أشجع المستثمرين الكويتيين على الاستثمار بشكل رئيسي في التكنولوجيا المتقدمة وفي مجال «الكربنة» أو علوم الحياة أو الذكاء الاصطناعي والروبوتات والعديد من المجالات، لذلك سنعلن عن أفكار جديدة لتقنيات جديدة في المعرض.

اتفاقيات دفاعية

• هل هناك اتفاقيات دفاعية مستقبلية بين البلدين؟

- اليابان والكويت لديهما تاريخ من التعاون الدفاعي القوي، مثل المشاركة اليابانية في تنظيف الألغام البحرية لساحل الكويت، وكذلك المشاركة اليابانية في جهود إعادة الإعمار في العراق بعد الحرب، ولا أستطيع التعليق على الاتفاقيات المستقبلية، لكن اليابان ملتزمة بالعمل بشكل وثيق مع الكويت من أجل السلام والاستقرار في المنطقة.

• ماذا عن مستقبل العلاقات الاقتصادية بين البلدين؟

- لدى بلدينا أيضاً تاريخ طويل من التعاون الاقتصادي، وتحديداً بعدما حصلت شركة النفط اليابانية على حق التنقيب عن النفط في الكويت.

ومنذ ذلك الحين، قمنا بتطوير علاقاتنا الثنائية في مجال التعاون الاقتصادي والثقافي والدولي. ويصادف هذا العام الذكرى السنوية الثالثة والستين لإقامة علاقاتنا الدبلوماسية، ونتوقع أن يتوسّع التعاون في كل المجالات.

إذاً، علاقاتنا الاقتصادية كانت مبنية على تجارة النفط الخام، ومنذ ذلك الحين، طوّرنا الكثير من التعاون في المجال الاقتصادي، وأخيراً اهتمت الشركات اليابانية بتوسيع تعاونها والاستثمار في البنية التحتية الكويتية، بما في ذلك الطاقة المتجددة والنفايات وإدارة المياه، وتحليتها.

كما تتوافق رؤية الكويت 2035 بشكل مثالي مع خبرة الاستدامة اليابانية. لذلك نتوقع أن يتم دمج التكنولوجيا اليابانية في مجال الاستدامة مع الاستثمار الكويتي، وأعتقد أن ذلك سينتج عنه الكثير من التأثيرات الإيجابية التي سيتقاسمها بلدانا.

التبادل التجاري

• كم بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين العام الماضي؟

- بلغت قيمة التصدير من الكويت إلى اليابان نحو 7.5 مليارات دولار، في حين وصلت قيمة الاستيراد من اليابان إلى الكويت نحو 1.5 مليار، خلال 2024.

والصادرات إلى اليابان عبارة عن النفط الخام والمنتجات البترولية وغاز البترول المسال، أما الواردات من اليابان، فهي السيارات والصلب والآلات الكبيرة.

تبادل ثقافي

• كيف تقيّم التعاون الثقافي بين البلدين؟ وهل أنتِ راضٍ عنه؟

- أنا معجب جدًا بالعدد المتزايد من اهتمام الشعب الكويتي بالثقافة اليابانية، مثل الرسوم المتحركة، والمأكولات اليابانية، وسمعت أنه يتم في الكثير من الفعاليات الكويتية، دعوة رسامين أو مبدعين أو ممثلين أو فنانين من اليابان.

وفي مجال التعليم، أعتقد أن العدد من الطلاب الكويتيين الذين يختارون الآن الدراسة في الجامعات اليابانية بدأ بالتزايد في كل المجالات، مثل الفنون أو الهندسة أو في مجالات التكنولوجيا، لذلك لدينا طلاب كويتيون يذهبون للدراسة في الجامعة اليابانية، من خلال المنح الدراسية التي تقدّمها وزارة التعليم لدينا. وفي كل عام، يستفيد من هذه المنح نحو 3 طلاب كويتيين.

ومن ناحية أخرى، هناك نحو 8 طلاب يابانيين شباب أتوا أخيراً إلى الكويت لدراسة اللغة والثقافة العربية، وهذا التبادل الثنائي يُعمّق تعاوننا الثقافي.

كما أنني فخور بقيام جامعة الكويت بإعطاء دروس في اللغة اليابانية من خلال مدرّستين يابانيتين.

الكويت وسيط موثوق

• كيف تقيّمون جهود الكويت لتسوية الأزمات عبر القنوات الدبلوماسية والحوار؟

- يمكن الاعتماد على الكويت كشريك ووسيط موثوق به وداعم للسلام، ولطالما كانت الكويت ولا تزال صوتا للعقل والاعتدال. وتتمتع بدبلوماسية نشطة للغاية، وأدت دورًا مهمًا في المصالحة الإقليمية، كما حدث أثناء «أزمة الخليج». وتترأس الكويت هذا العام مجلس التعاون الخليجي، واليابان على استعداد لدعم جهودها لتعزيز السلام والاستقرار في الشرق الأوسط وخارجه.

إصلاحات الأمم المتحدة

• كيف تصفون التنسيق والتعاون المستمر بين البلدين في المحافل الدولية؟

- تشترك اليابان والكويت في قيم مماثلة، وكلاهما يفكر كثيرًا في التعاون الدولي على المسرح العالمي، لذا تؤدي الكويت دورا مهما في إصلاحات الأمم المتحدة، ومنع انتشار الأسلحة النووية، وكذلك تأمين أسواق الطاقة واستقرارها.

الديوانية الكويتية

• ما رسالة السفير السابق لكم؟ وماذا ستضيفون خلال مهمتكم لتعزيز العلاقات بين البلدين؟

- رسالة السفير مورينو لي هي تقوية الروابط بين الناس، وقد أعجب سلفي حقًا بالشعب الكويتي وبحماسه لتعزيز التبادل الثقافي، وأنا كخلَف، سأبني على إرثه، لذلك أودّ التعمق في الحوارات السياسية والاقتصادية مع المجتمع الكويتي، من خلال المنتدى الكويتي الفريد، أي الديوانية.

• كلمة أخيرة؟

- أشجع الشعب الكويتي على تعلُّم اللغة اليابانية.

اليابان آمنة جداً والأسعار تنافسية

شدّد موكاي على أن «اليابان آمنة جداً، والأسعار فيها تنافسية نسبياً، وهي ليست باهظة الثمن بسبب انخفاض قيمة الين مقابل اليورو والدينار الكويتي، لذا يمكن الآن للشعب الكويتي الاستمتاع بالسفر إلى اليابان بسعر معقول».

إصدار 7259 تأشيرة العام الماضي

ردّاً على سؤال عن عدد التأشيرات التي أصدرتها سفارته عام 2024، ذكر السفير موكاي أن «السفارة أصدرت العام الماضي 7259 تأشيرة، أي بزيادة تبلغ نحو 25 في المئة، مقارنة بالعام قبل الماضي».

تدشين خط طيران مباشر بين الكويت وطوكيو

أكد السفير كينيتشيرو عدم وجود رحلات طيران مباشرة بعد بين البلدين، لكنه قال إنه «مع العدد المتزايد من الشعب الكويتي الذي يزور اليابان الآن كسائحين أو رجال أعمال أو طلاب، أضف إلى ذلك أن رؤية الكويت 2035 تجذب المزيد من الشركات اليابانية، وآمل أن تناقش الحكومتان اليابانية والكويتية وشركات الطيران هذا الأمر، لكي تشهد في المستقبل القريب خطا مباشرا يسهّل السفر بين بلدينا».