أكد البروفيسور كلاوس شواب، المؤسس والرئيس التنفيذي للمنتدى الاقتصادي العالمي، خلال كلمته في القمة العالمية للحكومات، أن العالم يعيش اليوم مرحلة تحول جذرية، حيث نشهد الانتقال من العصر الصناعي إلى عصر الذكاء، مشددًا على أن هذه التغيرات تحدث بوتيرة متسارعة لم يسبق لها مثيل في التاريخ.

ثورات صناعية 

وأشار شواب إلى أن البشرية مرت بعدة ثورات صناعية، بدأت مع الثورة الصناعية الأولى التي جاءت مع اختراع المحركات البخارية، ثم تلتها الثورة الصناعية الثانية باكتشاف الكهرباء، ثم الثورة الصناعية الثالثة مع ظهور الحواسيب، وصولًا إلى الثورة الصناعية الرابعة، التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة والتقنيات المتقدمة.

الإمارات.. نموذج رائد

أشاد شواب بدور الإمارات في تبني وتطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي، مؤكدًا أنها من أوائل الدول التي استعدت لهذه المرحلة، حيث أطلقت في عام 2017 أول وزارة للذكاء الاصطناعي، في خطوة استباقية نحو تعزيز جاهزيتها لعصر الذكاء والتحولات الرقمية. 

حقبة جديدة 

وأضاف: “نحن نعيش اليوم حقبة جديدة تغيّرت فيها أساليب التواصل، والعمل، والعيش، وأصبحت المعرفة والبيانات الذكية المحرك الأساسي للاقتصاد العالمي.”

تغيرات جذرية

أكد شواب أن الحكومات يجب أن تكون مهيأة لمواكبة هذه التغيّرات بسرعة فائقة، عبر تطوير البنية التحتية الرقمية، وتعزيز التعاون بين القطاعين العام والخاص، وضمان مشاركة جميع أصحاب المصلحة في المجتمع. وأضاف أن التحولات الحالية لن تؤثر فقط على الاقتصاد، بل ستمتد إلى التعليم وسوق العمل.

تحديات كبيرة 

وأوضح أن 50% من الوظائف ستتأثر بشكل مباشر أو غير مباشر خلال السنوات العشر القادمة بفعل الثورة الصناعية الرابعة، مما يفرض تحديات كبيرة على الدول والحكومات لإعادة هيكلة الأنظمة التعليمية لتتوافق مع احتياجات المستقبل.

دور الحكومات

وأكد شواب أن التحولات التكنولوجية تفرض على الحكومات دورًا محوريًا في وضع سياسات توجيهية وأخلاقية صارمة لتنظيم قطاع الذكاء الاصطناعي، والتأكد من أن هذه التكنولوجيا تُستخدم لخدمة الإنسانية لا لإلحاق الضرر بها. كما أشار إلى المساعي الدولية لتطوير أطر تنظيمية شاملة، تضمن الاستخدام العادل والآمن لهذه التقنيات.

التفاؤل مفتاح المستقبل

رغم تعقيدات التحولات الجارية، شدد شواب على أهمية نشر الوعي بين المجتمعات حول الفرص والتحديات التي تحملها هذه الثورة التكنولوجية، مؤكدًا أن المستقبل لا يُولد ذاتيًا، بل تصنعه أيادينا من خلال التعاون المشترك بين الحكومات، والمجتمعات، والمؤسسات العالمية.

وختم كلمته برسالة تفاؤل قائلًا: “أسوأ ما قد يحدث هو أن نفقد الثقة في المستقبل. علينا أن نؤمن بأننا قادرون على تشكيله بأيدينا، ونصنع منه واقعًا أكثر إشراقًا للبشرية جمعاء.”