عند الثامنة والنصف مساء، رفع رئيس مجلس النواب نبيه بري الجلسة المسائية لمناقشة البيان الوزاري على ان تستأنف عند الساعة 11 من صباح الأربعاء. وعلق بري على غياب النواب خلال جلسة النقاش: “سنصوت غداً على الثقة ومن لم يحضر شطب اسمه من قائمة المتكلمين”.

تعاقب على الكلام في جلستي قبل الضهر وبعده 19 نائباً، فرددوا ما ورد في البيان الوزاري واتجه غالبيتهم لمنح الثقة للحكومة على أساس بادرة حسن نيه بالتعاطي للمرحلة المقبلة.

وبعد جلسة صباحية تحدث فيها 10 نواب، أعلن من خلالها حزب الله على لسان رئيس كتلة “الوفاء للمقاومة” محمد رعد منح الحكومة الثقة، بينما أعلن التيار الوطني الحر من خلال رئيسه النائب جبران باسيل أنه سيحجب الثقة عن حكومة الرئيس نواف سلام، متوجهاً له بالقول: “منحناك ثقتنا عندما سميناك اما اليوم فلن نمنحك اياها. نحن المعارضة الايجابية لحكومتك”.

جلسة هادئة بالإجمال، حضر خلال نقاشات نوابها سلاح حزب الله والمطالبة بسحبه والتدقيق المالي والجنائي واستفسار الحكومة حول مواجهة استمرار احتلال إسرائيل لمواقع في جنوب لبنان. ولى نحو جلسة اليوم ستكون جلسة اليوم الثاني التي يفترض أن تنتهي بالتصويت على البيان الوزارية بغالبية ساحقة لتنطلق بعدها الحكومة في مسيرتها التطبيقية لما تضمنه البيان. على أن أولى الخطوات المتوقعة ستكون التعينات الأمنية والإدارية وملء الشواغر في الإدارات العامة والمؤسسات.

عدوان

واستهل جلسة المساء النائب عن القوات اللبنانية جورج عدوان أولى الكلمات ولفت الى أن “الحكومة واضحة فيما خص القرار 1701 الذي لا يتحمل تفسيراً ولا اجتهاداً ولا ربطاً ويجب تنفيذه بسرعة لأنه من دون تنفيذه لا قيامة للدولة”، متمنيا أن “يكون الحياد اليوم فعلي”. وقال “اطلب من رئيس الحكومة وضع جدول زمني يتضمن تسليم السلاح وكل البنى العسكرية إلى الجيش”.

واوضح عدوان أن “الوجود السوري كلف لبنان بين 30 و35 مليار دولار بالإضافة إلى المشاكل الأمنية والمضاربة بالعمالة والمشاكل الاجتماعية”، مؤكداً أنّه إذا “لم تتأمن السيادة الكاملة لا سيادة ولا إصلاح في البلد”، معتبرا أن “السيادة تطبق ببدء الانسحاب الاسرائيلي وحق العودة للفلسطينيين، ويجب رفض أي حل على حساب الأردن ومصر والسعودية وحل الدولتين”.

ولدى حديث عدوان عن خطر ادراج لبنان على اللائحة السوداء، قال: “إذا رحنا على اللائحة السوداء الله ما بعيد يشيلنا منّا”. فأجابه عليه رئيس مجلس النواب نبيه بري قائلاً: “استغفرالله”.

عون

من جهته دعا النائب آلان عون “للاستفادة من الوقت الحالي لإتمام الإصلاحات وهدم الفساد وإخراج المحسوبيّات واستبدالها بكفاءات”، مشيراً في كلمتة في البرلمان إلى أنّ “الأساس هو في إعطاء فرصة جديدة وسأعطي الحكومة الثقة ولكن التحدي الحقيقي هو أن ترتفع الحكومة إلى قدر تطلعات المواطنين”.

وقال: “ما يهم اللبناني اليوم هي الافعال لا التوقعات وأطلب من الحكومة أن تستغل الظرف السياسي وتهديم آليات الفساد وتفكيك “الإمارات” الموجودة داخل الدولة”.

افرام

بدوره، قال النائب نعمة افرام: “أعطي الثقة للحكومة لأن البيان الوزاري يحمل آمالاً بالاصلاح والإنتاجية”، مطالباً بـ”إعادة طرح قانون تعيين الفئتين الأولى والثانية الذي ردّه الرئيس السابق ميشال عون وإعادة الأرشفة وتوثيق المعلومات”.

البزري

من جهته راهن النائب عبد الرحمن البزري على “الدولة القادرة”، وإعتبر أن “هناك العديد من المكونات والوزراء الذين نفخر بإنجازاتهم في الحكومة الجديدة والجو العام يدفعنا للتعامل بإيجابية معها ومنحها الثقة”. وقال خلال الجلسة: “انسحاب الاحتلال الاسرائيلي ضروري عبارة استراتيجية الأمن الوطني التي اعتمدتها الحكومة في بيانها الوزاري هي أبعد من الاستراتيجية الدفاعية لأنها أكثر شمولاً”.

سجال بين بري وحواط

وبعد انتهاء كلمة النائب عبد الرحمن بزري طلب النائب زياد حواط من الرئيس بري الكلام على اعتبار أن رقم كلمته 18 في حين رقم النائب حيدر ناصر الذي صعد إلى منصة الكلام 20، ليرد عليه بري بالقول: “دورك خلص”. وقال حواط لبري: “أنا ممثل عن الناس ولي حق الكلام”، ليرد بري بالقول: “دار كلام بيني وبين النائب جورج عدوان وأخذ نصف ساعة لكلمته”.

ناصر

وقال النائب حيدر ناصر، خلال كلامه: “لا تزال الطائفة العلوية مستبعدة من الحكومة والوظائف المتقدمة وهذه الحكومة واصلت هذا النهج باستبعادها”، متابعاً “طرابلس تحولت إلى صندوق بريد إقليمي وحاول الكثيرون شيطنتها لتثبت مع عدوان ايلول أنها حاضنة الوطن الاولى”.

ناجي

وأعلن النائب طه ناجي أن “كلمة معايير قد ذكرت في البيان 4 مرات وكلمة العدالة 6 مرات فسألنا أين كانت هذه العبارات عند تأليف الحكومة ولكن للأسف جاءت النتيجة عرجاء”. وتابع: “الرئاسة الثالثة استأثرت بالتمثيل والتسمية واختصرت 27 نائبا لم يكن لهم حتى فرصة إبداء الرأي”.

نجاة عون

ومنحت النائبة نجاة عون ثقتها للحكومة، قائلة: “أمنح الحكومة ثقتي ليس كضمانة مفتوحة بل بعقد مسؤولية بيننا وبينها”، مضيفة “مسؤوليتنا مراقبة الاداء الحكومي ولن نتردد في المساءلة والمتابعة والمحاسبة عند كل استحقاق”.

ياسين

واعتبر النائب ياسين ياسين، أنّه “يجب إقرار الموازنة في موعدها ما يتيح لنا القيام بالخدمات الضرورية للمواطن بدلا من انشغال الكتل النيابية في صراعات وتكريس نهج المحاصصة”. وختم بالقول: “نعطي الثقة لحكومتكم ومبروك لثورة تم اضطهادها قبل 5 سنوات واليوم تم انصافها”.

سليمان

وإعتبر النائب محمد سليمان، أنّ خطاب القسم والبيان الوزاري للحكومة يشكلان خارطة الطريق لوضع لبنان على سكة التعافي والنهوض باقتصادة الراكد. وأوضح أن التطورات على صعيد المنطفة تفرض علينا واقعا جديدا فالدعم العربي والدولي يشكلان المدماك والمرتكز الاساسي للنهوض بلبنان الجديد.