يعد الحرم المكي الشريف قبلة المسلمين وأقدس بقاع الأرض، حيث تتجلى روحانية المكان في كل زاوية منه، لا سيما حين يتردد صدى تلاوة القرآن الكريم بين أروقته وساحاته.
مشهد المسلمين من مختلف الأعمار وهم يجلسون في خشوع، يقرؤون كتاب الله أو يستمعون إليه، يعكس الأثر العميق الذي يتركه القرآن في النفوس، خاصة في هذا المكان المقدس.

أروقة الحرم

تتزين أروقة الحرم المكي بالمشاهد الإيمانية التي تملأ القلب طمأنينة، حيث يجلس الكبار والصغار متحلقين حول المصاحف، بعضهم يتلون الآيات بترتيل جميل، والبعض الآخر يراجع ما حفظه من كتاب الله.
لا يقتصر المشهد على الأفراد، بل يمتد إلى حلقات التحفيظ التي تُقام داخل الحرم، حيث يتلقى الأطفال والشباب تعليمهم تحت إشراف مشايخ متقنين.
على الرغم من اختلاف الجنسيات والأعمار، فإن الجميع يتوحدون في تلاوة القرآن، فتجد المسنين يجلسون لساعات طويلة متدبرين آياته، بينما يتحلق الأطفال حول معلميهم، محاولين تقليد أصوات المقرئين.
مشهد الطفل الذي يقلد قارئًا كبيرًا أو يردد آية خلف والده يعكس ارتباط الأجيال بكتاب الله.

مدرسة قرآنية مفتوحة

الحرم المكي ليس فقط مكانًا للصلاة والطواف، بل هو مدرسة قرآنية مفتوحة على مدار الساعة، حيث يحرص كثير من زواره على استغلال وجودهم فيه لقراءة القرآن وحفظه.
بعض العائلات تستغل الزيارة لتعليم أطفالها كيفية التلاوة الصحيحة، بينما يحرص الشباب على حضور جلسات التفسير والدروس القرآنية التي تُعقد بين الصلوات.
يظل الحرم المكي منبع نور وهداية، تتجلى فيه مشاهد التعلق بالقرآن الكريم بأبهى صورها. قراءة القرآن في هذا المكان المقدس ليست مجرد عبادة، بل تجربة روحانية يتوارثها المسلمون جيلاً بعد جيل، حيث يزداد حبهم لكتاب الله وتعمق صلتهم به في أقدس بقاع الأرض.