الذهب وخفض الفائدة

على الرغم من بيانات التضخم الأمريكية التي جاءت متوافقة مع بيانات يوم الجمعة يواصل المتداولون عمليات التسعير وفق احتمالية قيام مجلس الاحتياطي الفيدرالي بخفض أسعار الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية مرتين بحلول نهاية هذا العام 2025 وهذا إلى جانب ظهور عمليات بيع جديدة للدولار وهو الأمر الذي يدعم المعدن الأصفر غير المدر للعائد.
اقرأ أيضاً: لماذا يعتبر الذهب ملاذاً آمناً جيداً حتى الآن رغم ارتفاع أسعاره؟

التداعيات الاقتصادية لخطط ترامب

بعيدًا عن هذا، فإن المخاوف بشأن التداعيات الاقتصادية المحتملة لخطط الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للتعريفات الجمركية والمخاطر الجيوسياسية تبين أنها عوامل أخرى تدعم سعر الذهب كملاذ آمن.
ومع ذلك، فإن الافتقار إلى عمليات الشراء المستمرة يبرر بعض الحذر قبل تأكيد أن التراجع التصحيحي الأخير للذهب من أعلى مستوياته وإنه قد انتهى إلى حين ظهور اتجاهات أخرى.
وقد يختار المتداولون أيضًا انتظار صدور بيانات الاقتصاد الكلي الأمريكية المهمة هذا الأسبوع والمقررة في بداية الشهر الجديد.

بيانات تؤثر على الذهب

أفاد مكتب التحليل الاقتصادي الأمريكي يوم الجمعة أن مؤشر أسعار الإنفاق الاستهلاكي الشخصي ارتفع بنسبة 0.3% في يناير وارتفع بنسبة 2.5% على مدى الأشهر الاثني عشر الماضية بانخفاض طفيف عن 2.6% في ديسمبر.
اقرأ أيضاً: لماذا تتقلب أسعار الذهب بشدة حالياً.. وما توقعات المعدن النفيس؟
وبالإضافة إلى ذلك، ارتفع مؤشر أسعار الإنفاق الشخصي الذي يستبعد أسعار المواد الغذائية والطاقة المتقلبة بنسبة 0.3% في الشهر الماضي وارتفع بنسبة 2.6% على أساس سنوي في يناير وهو ما يمثل تباطؤا ملحوظا من 2.9% في الشهر السابق.
وكشف التقرير كذلك أن إنفاق المستهلكين في الولايات المتحدة انخفض بشكل غير متوقع بنسبة 0.2% الشهر الماضي وهو ما يمثل أول انخفاض منذ مارس 2023 وأكبر انخفاض منذ ما يقرب من أربع سنوات ما أثار المخاوف بشأن آفاق النمو في الولايات المتحدة.
وهناك احتمال باستئناف الاحتياطي الفيدرالي خفض أسعار الفائدة في اجتماع السياسة في يونيو وخفض تكاليف الاقتراض مرة أخرى في سبتمبر.

اتجاهات الذهب المقبلة

يقول محللون إن تراجع الأسبوع الماضي إلى ما دون مستوى التصحيح فيبوناتشي 23.6% من مسيرة الارتفاع الذي شهده خلال الفترة من ديسمبر إلى فبراير بمثابة محفز رئيسي للبائعين.
وعلاوة على ذلك، بدأت الاتجاهات في اكتساب قوة دفع سلبية وهو الأمر الذي يدعم احتمالات تمديد التراجع التصحيحي من أعلى مستوياته على الإطلاق حيث إن أي تحرك لاحق نحو الأعلى قد يظل يُنظر إليه باعتباره فرصة بيع ويظل محدودًا بالقرب من منطقة 2885 دولارًا للأوقية ويتبع ذلك مستوى 2900 دولار والذي قد يرتفع معه سعر الذهب إلى حاجز 2934 دولارًا مطلعًا إلى أعلى مستوى قياسي له حول منطقة 2956 دولارًا.