كشف رصد لـ (مال) أن التوقعات التي تشير الى احتمال إلغاء الهند حظر تصدير السكر قاد أسعاره العالمية لإنخفاض نسبته 32% خلال العام الجاري 2024 على الرغم من المخاوف التي سيطرت على السوق نتيجة لموجة الجفاف التي خيمت على المحصول في البرازيل، أكبر منتج ومصدر للسكر في العالم.

ووفقاً للرصد فإن متوسط سعر طن السكر عالمياً الذي تصدره منظمة السكر العالمية سجل نهاية الاسبوع الماضي نحو 510 دولار للطن غير شامل تكلفة الشحن انخفاضا من مستوى 752 دولار للطن  نهاية العام 2023، أي أن الطن فقد نحو 242 دولار من قيمته خلال العام 2024، حيث تسارعت وتيرة التراجع في الأشهر الثلاثة الأخيرة على خلفية توقعات بارتفاع الفائض في الهند لمستوى يفوق 5 مليون طن سيدفع الحكومة لإلغاء حظر تصديره ليلحق بسلعة الأرز التي قاد تحسن المحصول إلى إلغاء الحكومة الهندية لحظر تصدير الأرز الأبيض غير البسمتي.

وعلى الصعيد المحلي ووفقا لبيانات الهيئة العامة للاحصاء بدأت أسعار السكر المحلية الاستجابة للانخفاضات العالمية، لتسجل ارتفاعا نسبته 8% في شهر نوفمبر الماضي مقارنة بنفس الشهر من العام الماضي لتقلص ارتفاعتها خلال النصف الاول من العام الجاري والتي وصلت إلى 17% في يوليو الماضي مقارنة بنفس الشهر من العام 2023 متأثرة بالارتفاعات العالمية التي شهدتها الأسعار العالمية في النصف الثاني من العام .

ووفقاً للرصد سجل متوسط سعر سكر (الأسرة) للعبوة 10 كيلوجرام نحو 44.5 ريال في نوفمبر الماضي مقابل نحو 41.4 ريال بارتفاع 8%، حيث تراجعت وتيرة الارتفاع بشكل ملحوظ خلال النصف الثاني من العام الجاري وتحديد منذ يوليو 2024 والذي سجلت فيه 44 ريال للعبوة بارتفاع 17% عن شهر يوليو 2023.

وتعد البرازيل أكبر منتج ومصدر للسكر في العالم حيث تستحوذ على نحو 50% من الصادرات العالمية، وتليها تايلاند بـ 13%، ثم الهند 4% والتي قد تعود في حال إلغاء حظر التصدير لتأتي كثاني أكبر مصدر بعد البرازيل.

وجاء الانخفاض الأخير في الأسعار العالمية بعد أن كشف رئيس رابطة مطاحن السكر في الهند أن الهند بإمكانها تصدير (2) مليون طن من السكر هذا الموسم حال سماح الحكومة لها بذلك وسط تحسن الإمدادات المحلية وتراجع الأسعار في الهند، وتوقع ارتفاع فائض التصدير إلى 5.6 مليون طن بنهاية الموسم القادم في الاول من اكتوبر 2025.

وكانت الهند، ثالث أكبر مُصدر للسكر في العالم بعد البرازيل وتايلاند، قد قامت العام الماضي بحظر تصدير السكر بعد أن تسبب الجفاف في تراجع إنتاجية محصول قصب السكر بشكل كبير وصعود ملحوظ في أسعار السكر في السوق المحلية.

وحدت تطورات الطقس في البرازيل من تراجع الأسعار العالمية للسكر نتيجة للمخاوف التي سيطرت على اسواقه بعد التقديرات الأولية لحجم الأضرار المترتبة على حرائق حقول قصب السكر التي اندلعت في أكبر الولايات المنتجة للسكر في البرازيل.

وتترقب السوق المحلية استجابة الأسعار المحلية بصورة تدريجية للانخفاضات العالمية خلال الأشهر الأولى من العام القادم 2025، حيث تستورد المملكة نحو 1.8 مليون طن سكر سنويا، ويتم استيراد معظم واردات المملكة من البرازيل كونها أكبر مصدر في العالم، كما يتم الاستيراد من تايلاند واستراليا وجواتيمالا والتي لم تفرض قيود على صادراتها من السكر.