يترقب الاقتصاد العالمي والأسواق المالية حول العالم، تسلم الرئيس الأمريكي المنتخب مهامه في البيت الأبيض اعتبارا من 20 يناير الجاري، حيث تستعد الشركات الأوروبية والأمريكية، لسيل من التعريفات الجمركية التي قد تفرضها الولايات المتحدة، والتي يطلق عليها “تعريفات ترمب“، وذلك عبر محاولة شحن البضائع قبل فرض التعريفات، إلى جانب النظر في رفع الأسعار.

وتزيد “تعريفات ترمب” المرتقبة، من حالة عدم اليقين لدى الأعمال والشركات، التي عدلت بالفعل عملياتها، وسلاسل توريدها، للتعامل مع قرارات الجمارك، والسياسات الأخرى التي اتخذها الرئيس القادم دونالد ترامب خلال فترته الرئاسية الأولى عام 2018، وفقا لبلومبرغ.

ويطرح ترمب فرض تعريفات جمركية، أطلق عليها “تعريفات ترمب”، بنسبة 60% على البضائع الصينية، ثم تعرفة أخرى إضافية بنسبة 10%، إلى جانب فرض 10% على الواردات من دول أخرى.

كما اقتُرحت تعريفات جمركية أخرى، ضمن “تعريفات ترمب”، تستهدف البضائع الكندية، والمكسيكية، مما جعل الشركات تسارع للتكيف مع الزيادات المحتملة في التكاليف، واضطرابات سلاسل التوريد. (آريبيان بزنس)

وتعمل العديد من الشركات الأمريكية، على شحن بضائعها مقدما، وتحويل سلاسل توريدها بعيدا عن الدول التي من المتوقع أن تستهدفها التعريفات، بينما تسعى شركات أخرى إلى تغيير مورديها، أو إعادة التفاوض على بنود العقود مع الموردين الحاليين.

وفي الوقت نفسه، تشهد موانئ، ومطارات الحاويات في الولايات المتحدة زيادة كبيرة في الشحنات الواردة، ومن المتوقع أن يستمر ذلك حتى ربيع عام 2025، وفقا لما قاله ماريو كورديرو، الرئيس التنفيذي لميناء “لونغ بيتش”.

من المتوقع أن تؤدي هذه الوتيرة المتزايدة للشحن المسبق للبضائع إلى ارتفاع تكاليف الشحن، وتأخير العمليات في الموانئ الأمريكية، حسبما يرى روبرت سوكين، كبير خبراء الاقتصاد العالمي في “سيتي غروب“. وأضاف سوكين، أيضا فإن الإضرابات المحتملة في الموانئ الأمريكية في الأسابيع المقبلة ستفاقم حالة الفوضى في منظومة التجارة العالمية، ما يدفع الشركات إلى الإقبال أكثر على مراكمة البضائع، وشحنها مسبقا.

وأكد سوكين، أن هذه التعريفات المحتملة، تدفع كذلك الشركات، للنظر في زيادة الأسعار للحفاظ على هوامش أرباحها، ومع ذلك، فإن هذه الزيادات لابد أن تكون محدودة لتظل الشركات قادرة على المنافسة.

تشعر الكثير من الدول بحالة من عدم اليقين من السياسة الاقتصادية التي سينتهجها دونالد ترمب الرئيس الأمريكي المنتخب بعد استلامه مهامه رسميا في 20 يناير. كما سيواجه قادة الأعمال في أمريكا حالة من الارتباك بسبب الحرب التجارية العالمية المرتقبة والتي ستنعكس عليهم بشكل كبير. و تثير التعريفات الجمركية قلق بعدما وصفها ترمب بأنها وسيلة لمعاقبة الدول بسبب العجز التجاري؛ حيث قال في وقت سابق: “كلمة تعريفة جمركية هي أجمل كلمة في القاموس”.